زلزال جديد يهز وسط تركيا.. وحصيلة ضحايا "زلزال الفجر" تقفز إلى 3700

أنقرة- رويترز

ذكر المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل أن زلزالا قوته 5.6 درجة هز وسط تركيا اليوم الثلاثاء.

وقال المركز إن الزلزال كان على عمق كيلومترين.

وأمس الإثنين تسبب زلزال مدمر في مقتل أكثر من 3700 شخص في تركيا وشمال غرب سوريا، في حين زادت برودة الطقس الشتوي من محنة الآلاف من الجرحى والمشردين وأعاقت جهود البحث عن ناجين. 

ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة ليسوي بنايات سكنية بالأرض ويشيع المزيد من الدمار في مدن سورية مزقتها سنوات الحرب.  وكان الزلزال الذي وقع قبل طلوع شمس اليوم هو الأسوأ الذي تشهده تركيا خلال القرن الجاري، وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة. 

وقال السوري عبد السلام المحمود من بلدة الأتارب في حلب إنه شعر وكأنها "نهاية العالم".  وفي ديار بكر بجنوب شرق تركيا، قالت امرأة قرب حطام بناية من سبعة طوابق كانت تعيش فيها "كنا نهتز كما يهتز مهد طفل رضيع. كان هناك تسعة منا في المنزل، اثنان من أولادي لا يزالان تحت الأنقاض... أنا في انتظارهما".  وكانت مصابة بكسر في الذراع وجروح في وجهها.  وهذا هو أقوى زلزال على مستوى العالم تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية منذ هزة أرضية جنوب المحيط الأطلسي النائي في أغسطس 2021. 

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) إن عدد القتلى في تركيا بلغ 2316، مما يجعله أكثر الزلازل فتكا في البلاد منذ زلزال مماثل القوة في عام 1999 دمر منطقة بحر مرمرة الشرقية المكتظة بالسكان بالقرب من إسطنبول، مما أدى إلى مقتل أكثر من 17 ألف شخص. 

وقُتل ما لا يقل عن 1444 شخصا في سوريا في زلزال أمس الاثنين وأصيب زهاء 3500، وفقًا لأرقام حكومة دمشق وعمال الإنقاذ في المنطقة الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.  وأعاق ضعف اتصالات الإنترنت والطرق المتضررة بين بعض المدن الأكثر تضررا في جنوب تركيا، حيث يقيم الملايين، جهود تقييم آثار الزلزال ومعالجتها. 

ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما يقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما يؤدي إلى تدهور ظروف المحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى. وكانت الأمطار تسقط أمس الاثنين بعد أن اجتاحت العواصف الثلجية البلاد في مطلع الأسبوع.  وأصيب أكثر من 13 ألفا في تركيا جراء الزلزال. 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يستعد لانتخابات صعبة في مايو، إن ما حدث كارثة تاريخية وأسوأ زلزال يضرب تركيا منذ عام 1939، لكنه أضاف أن السلطات تبذل كل ما في وسعها.  وأرف "قلوبنا وأرواحنا جميعا مع الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب الأمور". 

وأظهرت لقطات حية بثتها قناة تي.آر.تي التركية الرسمية مبنى وهو ينهار في إقليم أضنة جنوب البلاد بعد الزلزال الثاني ولم يتضح بعد إن كان قد تم إخلاؤه قبلها. 

وفي سوريا، التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد على 11 عاما، ذكرت وزارة الصحة أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 711 قتيلا.

وقال عمال الإغاثة في شمال غرب سوريا إن 733 شخصا قتلوا.  وشاهد صحفيون من رويترز العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلا من الحطام بحثا عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلبا للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة.  وحمل رجال فتاة ملفوفة في بطاطين من بناية منهارة في المدينة. 

وفي أزمير أظهرت لقطات لطائرات مسيرة عمال إنقاذ يقفون أعلى كومة من الأنقاض حيث كان أحد المباني قائما في يوم من الأيام‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ويرفعون كتل الأنقاض.  وأظهرت لقطات جرى تداولها على تويتر بنايتين متجاورتين تنهاران واحدة تلو الأخرى في حلب السورية مما ملأ الشارع بالغبار والأتربة.  وقال اثنان من السكان في المدينة، التي مزقتها الحرب، إن البنايتين انهارتا في الساعات التالية للزلزال، الذي شعر به أيضا السكان في قبرص ولبنان.
وفي مدينة جنديرس الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة حلب السورية، تحولت بناية متعددة الطوابق إلى كومة من الخرسانة وقضبان الحديد والملابس المتناثرة في كل مكان.  وقال شاب نحيل عيناه شاخصتان من الصدمة ويده مربوطة بضمادة "كانت هناك 12 أسرة تحتها. لم يخرج أي منهم.. ولا واحد". 

ووصف رائد الصالح مدير منظمة الخوذ البيضاء السورية جهودهم بأنها "سباق مع الزمن لإنقاذ أرواح المحاصرين تحت الأنقاض". والخوذ البيضاء هي منظمة إغاثة في مناطق تسيطر عليها المعارضة وعُرف عن أفرادها إنقاذ من يعلقون تحت أنقاض البنايات التي تنهار في ضربات جوية. 

وأفادت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شمال غرب سوريا أنه من المتوقع زيادة عدد القتلى في المنطقة.  وقالت المتحدثة ماديفي سون سوون "تعاملنا مع ظواهر جوية وعواصف ثلجية لكن لا شيء بحجم زلزال بهذه القوة. ما هو إلا إضافة إلى كل أشكال المعاناة". 

وفي مدينة حماة التي تسيطر عليها الحكومة السورية، رأى صحفي من رويترز طفلا يبدو أنه قد فارق الحياة يتم انتشاله من بين أنقاض أحد المباني.  وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لفرق الإنقاذ وهي تبحث عن ناجين تحت الأمطار الغزيرة والصقيع. وقالت الرئاسة السورية إن الرئيس بشار الأسد عقد اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء للاطلاع على حجم الأضرار ومناقشة الخطوات المقبلة. 

وقال شهود إن سكان دمشق ومدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين ركضوا إلى الشارع واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن المباني خوفا من الانهيار.  وقال أردوغان إن 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.  وأذاعت إدارة الكوارث والطوارئ التركية لقطات تظهر أحد رجال الإنقاذ وهو يزحف داخل مبنى منهار في مدينة ملاطية في محاولة لرصد مكان أحد الناجين المحاصرين تحت الأنقاض. 

وسُمع رجل الإنقاذ وهو يقول "ما هو اللون الذي ترتديه؟ هل ترتدي اللون الوردي؟ من فضلك اعتني بنفسك في الوقت الحالي، لا أستطيع رؤية أي شيء آخر".

تعليق عبر الفيس بوك