تطور المشاريع الوطنية

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

يلاحظ الزائر لبعض البلدان الخليجية والآسيوية سعي المسؤولين إلى تطوير بلدانهم في جوانب مختلفة، والعمل على إحداث تغيير يتباهون به في مجمل الملامح والأماكن الجغرافية لديهم أينما يممت ناحية أي منهم، ويشمل ذلك تطويع الآثار والمعالم الطبيعية عندهم كالصحاري والسهول والبراري والكثبان الرملية والسلاسل الجبلية والبحار والخلجان، إلى غير ذلك من مصادر الطبيعة.

فمثلا حينما تزور إحدى هذه الدول تجد لديهم ناطحات السحاب الخلابة والبنايات الفارهة، والأبراج الشامخة، والمعالم الباهرة الآسرة التي يبهرك جمال تشييدها وبنائها وموقعها، وإيجادها في مواقع جميلة محاطة بالماء والخضرة والتصميم العمراني الرائع، وتتوزع في مناطق مختلفة لديهم، وتجد مدنها خاصة العواصم منها والمدن الاقتصادية والعملية والمكتظة بالناس والسكان، مرتبة وجميلة وزاهية ونظيفة وخلابة، وبها حدائق ومنتزهات وأماكن للترفيه، ونظام ونمط سكاني حديث مربوط بخدمات سلسة وسهلة، فتهيم فيما تراه، وتسرح فيما تبصره وتنظره، ويذهب عناؤك كلما دلفت صوب بقعة ومكان فيها وعليها سواء هناك أو هنا.

وكلما لامست عيناك تلك الصور البديعة وذلك الجمال والتركيب والصنعة المتقنة فيما قام به الإنسان وسواه، وفيما اجتهد عليه وفيه ومن أجله وما شيده وعلاه، تقول "سبحان الله" و"ما شاء الله"، وإن أتيت أيضا إلى شوارعهم السريعة والداخلية فالله الله على ما ستراه، والله الله على جمالها وقوة إنارتها وبهائها وحلاتها، فحتمًا ستجد أن طرقهم عملت بشكل منظم ومرتب وجميل وواسع، وبها أكثر من أربع حارات، وتستريح النفس لها حينما تقود سيارتك عليها، أو حينما تكون راكبا في مركبة ما أو حافلة أو المترو أو الباصات وتتجول عليها، تقول الله الله على هذا الجمال والنظام .

فيدهشك ما تشاهده ويشدك، ويعجبك ما تلمحه ويردك لتكرار التجربة والزيارة وتعدد التجوال، ولا تكون أنت ومن معك حيارى.

وكلما قطعت مسافات سيرا ومرورا في تلك الطرق، تأسرك المناظر والمشاهد والأمكنة، وتخلب لبك الأزمنة، ناهيك عن جمال كل شيء بها وعليها حتى محطات الوقود، إذ بنيت على جوانب الطريق بشكل هندسي جميل، ممتد على رقعة أرضية واسعة مرتبة ونظيفة وراقية محاطة بالجمال في كل الزوايا والحواري، وتجد الخدمات في تلك المحطات، ما شاء الله مدهشة ومريحة ومترابطة.

وتتساءل لماذا لا يكون في بلادنا مثل ذلك خاصة إذا خرجت من محافظة مسقط، وحتى الذي في المحافظة، ليس بذاك الإتقان والمستوى الراقي جدًا، مع أن الإمكانيات موجودة ومتوفرة لعمل أفضل مما عملوه وصنعوه وأوجدوه.

وإذا أتيت إلى مهرجاناتهم ومراكزهم التجارية وأماكن التنزه والترفيه معهم، تجدهم متميزين في ذلك ومنفردين بما قاموا به.

ونحن منذ انطلاق العديد من الفعاليات الترفيهية، يبدو أن المواطن يأمل المزيد من التطوير والتحديث، ومراعاة جوانب الأمن والسلامة، خاصة بعد سقوط لعبة في إحدى الفعاليات التريفيهة، وقد يقول البعض إن ما حدث كان أمرًا متوقعًا، نظرًا لأن هذه الألعاب يعتقد البعض أنه جرى تركيبها على عجل.

أما عن طرقنا فإن أتيت إلى الطرق الحديثة منها والقديمة لدينا، ستجد أن الدوارات التي أغلقت منذ سنوات على أن تحول إلى جسور، لا زالت كما هي، ولذلك نتساءل عن تأخر المشاريع ونسبة الإنجاز المتوقعة.

أيضا هناك تحديات تتعلق ببعض الطرق السريعة مثل طريق جنوب الشرقية؛ فالإنارة متوافرة في أجزاء منه فقط، في حين أن أجزاء أخرى إما بها إنارة ضعيفة أو غير موجودة، وبين كل عمود إنارة وآخر مسافة كبيرة، فلماذا لا تقلص هذه المسافة لتكون بين كل عمود وعمود 50 مترًا مثلًا، وقس على طرق أخرى، رغم أننا نفخر بكل مشاريعنا الوطنية، لكن على الإنسان أن يسعى للكمال دائمًا.

إننا إذ نناقش مثل هذه القضايا، فإننا نؤكد على ما تحقق من منجزات يشهد لها القاصي والداني، والجميع يعلم جيدًا حجم الجهد المبذول والإنجازات التي تحققت على مدى عقود ماضية، تغير فيها وجه عمان، لتكون بهذه الصورة الحضارية الراقية التي هي عليها الآن، لكننا ومن باب حبنا لوطننا نأمل أن نراه في أبهى حلة دائمًا وأن ينعم المواطن بالرفاهية في كل مجالات الحياة.

تعليق عبر الفيس بوك