محطات وأمنيات عاجلة

 

سارة بنت علي البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

نرتب حقائبنا ونرحل تباعًا وأحيانًا بلا عودة، هكذا نحن نسير في هذه الدنيا بأمل أو من دونه، ففي بعض الأحيان نفقد الأمل نتمنى لو أن الدرب سالك، إلا أنه محاط بالأشواك والحفر والابتلاءات، هكذا هي طبيعتنا نحن البشر، لا نسعد إلا لنحزن، فلا راحة هنا، لأنها دار فانية سنغادرها يومًا بدون حقائب سفر إلى دار البقاء الأبدي، وسنلتقي هناك بكل من أحبونا بصدق أو بكل من خذلونا، فهناك سيكون الحساب فإما جنة عرضها السماوات والأرض وإما نار والعياذ بالله.

ولكي نقي أنفسنا من كل ذلك العذاب علينا باتباع سنة نبيه واجتناب نواهيه وما نراه من فتنة يجب علينا الابتعاد عنها قدر الإمكان؛ فالنفس أمارة بالسوء دوما وقليل منا من يضبط نفسه ويحترم ذاته.

نرى بعضا من التصريحات النارية والتراشق بحجارة الكلام بين مشاهير السوشيال ميديا وحديث مطول لن ينتهي، إلا إذا راجع كل شخص نفسه جيدا قبل أن يتحدث، وإذا لاحظنا قدر الغرابة واللهث وراء زيادة المشاهدات، لضحكنا من حالنا؛ إذ أصبح الموت سلعة يقتاتون من خلفها بدلًا من أن يكون الموت عبرة لمن يعتبر.

نتحدث عمّا نرى من شخصيات لا ترفع اسم عمان عاليًا وإنما تعطي انطباعات غير صحيحة، يتطلب الأمر مواجهة وردع بعض الشخصيات المؤثرة إن بسبب نشر صورة أو طريقة ملابسهم أو الانفلات الأخلاقي الواضح، والأدهى أن كل من تسول له نفسه بهكذا أفعال هو شخص يحظى بمتابعات كبيرة وهناك من يتأثر به، لذا وجب التدخل السريع.

سيسقط من يظن أنه كبير، سريعًا في شر أعماله، وسنرى سقوطه على الملأ، لكن يجب أن نعتبر من كل هذه الأمور التي تحدث، فنحن مطالبون بالسير في الطريق الصحيح وإلى الوجهة السليمة.

البعض يطالب بتطوير "ليالي مسقط" وما تقدمه للجمهور، وأن تكون مثل الدولة هذه أو تلك، لكن الحقيقة أن "ليالي مسقط" ورغم بساطتها تظل الأفضل من ذلك التطور الذي يشاد به، فالانغماس في الحفلات دون ضوابط يهبط بمستوى الفكر والثقافة.

هناك من يتحدث عن أن ذلك "انفتاح" لكنه انفتاح على قيم لا تتناسب معنا، ولكن الحمدلله في عُمان نسعى إلى الفعاليات التي تتوافق مع قيمنا.

نحتاج لتطوير الفعاليات نعم، لكن بالطريقة الصحيحة وفي المكان الصحيح، وكنا نتمنى أن تكون ليالي مسقط أكثر تطورًا في كثير من الجوانب، لكن يكفينا أنها تعكس الهوية العمانية الأصيلة.

كل أمنياتنا أن تحمل هذه الليالي في قادم النسخ التطور المأمول في ظل تضافر الجهود والسعي الحثيث لاستقطاب الأفكار التي تلبي تطلعات الجمهور، وتسهم في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية.