علي بن بدر البوسعيدي
أحرز منتخبنا الوطني لكرة القدم نجاحًا كبيرًا وجديدًا بعدما تفوّق على نظيره البحريني بهدف مقابل لا شيء، ليتأهل إلى نهائي بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 25"، والتي تقام في مدينة البصرة العراقية، ليضرب بذلك موعدًا يوم الخميس أمام منافسه العراق صاحب الأرض.
الأحمر العماني استطاع أن يُبرهن في هذه البطولة ومنذ مباراته الأولى، أنه صاحب أداء مُبهر وتكتيكات مُتقنة، يُنفذها لاعبونا باحترافية بقيادة الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، الذي نجح خلال هذه البطولة في أن يستفيد من الإمكانيات الكبيرة في صفوف منتخبنا الوطني، ويصعد بهم إلى نهائي الكأس الخليجية، ليكون الأحمر العماني قاب قوسين من انتزاع اللقب الثالث في تاريخ هذه البطولة.
الأداء البطولي للاعبينا أسهم في علو كعب منتخبنا، وساعد الفريق على عدم تسجيل أية خسائر في كل مباريات البطولة؛ حيث تعادل في اللقاء الافتتاحي مع العراق "أسود الرافدين"، وفاز في 3 مباريات أخرى. وظلت نتائج الأحمر العماني إيجابية في هذه البطولة.
الجميل في "خليجي 25" تلك المؤازرة الجماهيرية التي شاهدناها؛ سواءً في البصرة بالعراق؛ حيث زحفت الجماهير خلف منتخبها لتشجيعه والأخذ بيده، أو أمام شاشات التلفزة في المنازل أو على المقاهي، في تكرار لمشهد كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في دولة قطر الشقيقة.
والأجمل ما شاهدناه من كرم الضيافة العراقي في مدينة البصرة، والجمهور العراقي الحضاري الذي توافد بعشرات الآلاف في جميع المباريات، وأمتعونا، بهتفاتهم الحماسية وفنونهم الموسيقية، الأمر الذي يؤكد المكانة الكبيرة لهذه البطولة في نفوس الدول المشاركة في البطولة الخليجية.
لا شك أن نتائج المنتخب في هذه البطولة تؤكد على حقيقة واحدة ودامغة، وهي أن العمل المُتقن والاحترافي والجهد والمثابرة، كلها عوامل تحقق النجاح، وأننا عندما نضع هدفًا نُصب أعيينا نكون قادرين على تحقيقه، وبلوغه مهما كانت التحديات والصعاب. ولذلك أدعو لمواصلة هذا النهج، وتعزيز التدريب وصقل المهارات، والعمل على الاهتمام بفرق المراحل السنية، حتى يخرج من بينها لاعبون مهرة أمثال جميل اليحمدي، الجميل في أدائه وخلقه، وصلاح اليحيائي وإبراهيم المخيني حارس عرين منتخبنا، وغيرهم من أبطال الأحمر الذين نفتخر بهم جميعًا.
وختامًا.. إنّ بناء منتخب وطني لكرة القدم في وطننا الحبيب ليس أمرا صعب المنال ولا مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى تضافر الجهود وتعاون مختلف المؤسسات، من الحكومة والاتحاد العماني لكرة القدم والأندية والفرق الأهلية والأفراد، كي ننهض بمستويات الفرق، ونعزز قدرات لاعبي كرة القدم في كل ولايات السلطنة الحبيبة، فما من حارة ولا منطقة في هذا الوطن الكبير، إلا ويلعب شبابها كرة القدم، في الملاعب المجهزة أو حتى الترابية وعلى الشواطئ، فكرة القدم متجذرة في ثقافتنا الرياضية، وهي اللعبة الشعبية الأولى، ولا تجد طفلًا ولا شابًا لم يمارس كرة القدم..
كُلي أمل بأن بيوت عُمان ستبتهج الليلة مع عودة أبطالنا بالكأس الخليجية إلى مسقط للمرة الثالثة.