بتنظيم من هيئة البيئة وجريدة الرؤية

49 ورقة عمل في ثاني أيام مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية.. والمشاركون يقدمون حلولًا لمكافحة التغير المناخي

◄ عالمة ألمانية: نتوقع استخدام أجهزة متطورة في عُمان لقياس انبعاثات الميثان

 

مسقط- العُمانية

تصوير/ راشد الكندي

 

تواصلت أمس في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض لليوم الثاني أعمال "مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية" في نسخته الأولى، التي تُركّز على محور تلوث الهواء وتغيُّر المناخ.

وتضمنت أعمال المؤتمر جلسة حوارية حول مؤشرات تغيُّر المناخ وجودة الهواء والجهود المبذولة في هذا الجانب، كما أُقيمت 4 جلسات متوازية تمّ خلالها تقديم 49 ورقة عمل وحلقات عمل متخصّصة في إدارة الهيدروجين الأخضر والميثان بمشاركة خبراء وعلماء ومختصّين من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

ويشارك في أعمال المؤتمر أكثر من 400 مشارك من حوالي 25 دولة، إضافة إلى حوالي 100 مشارك في إكوثون الشباب المُصاحب للمؤتمر والذي ينظم بالشراكة مع مبادرة منافع.

وأوضح سعادة الدكتور عبد الله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر لوكالة الأنباء العُمانية أنّ المؤتمر يركّز على 3 محاور رئيسة تتمثّل في توظيف البحث العلمي من خلال تقديم أوراق علمية محكمة من قبل لجنة خبراء وعلماء لضمان جودة المنتج العلمي. وأضاف سعادته: "يمكن عبر هذه الأوراق العلمية تقديم حلول للكثير من القضايا والتحديات البيئية المحلية والإقليمية والدولية موضحًا أنّ الأوراق العلمية ستُنشر في مجلة علمية محكمة دوليًّا وفي الفئة أ ومن أفضل المجالات العلمية وتمّ وضع معايير عالية لانتقاء الأبحاث المشاركة في المؤتمر".

وذكر سعادته أنّ المحور الثاني يركّز على إقامة حلقات عمل متخصّصة في مجالي التغيُّر المناخي وجودة الهواء ويعدان من المجالات الحديثة والمهمة والمستمرة كونها متغيرة، بمشاركة علماء وخبراء متخصّصين من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

وقال سعادته إنّ المحور الثالث يركّز على تفعيل دور الشباب من خلال استغلال أفكارهم وقدراتهم لتقديم حلول ابتكارية تتصل بالتغيُّر المناخي وجودة الهواء تُسهم في حلحلة بعض التحديات وتقديم الأفكار والمشروعات الاقتصادية للإسهام في حماية البيئة واستدامتها لافتًا إلى أنّ المؤتمر يأتي لجعل مسقط محطة رئيسة لإنتاج البحث العلمي للهرم المعرفي العالمي.

وأكّد البروفيسور سيرجيو موسماني سوبرادو مستشار بيئي بجامعة التعاون الدولي بكوستاريكا أهمية أن تتبنى مجتمعاتنا قضايا الاستدامة والمناخ بطريقة مختلفة، نمطٌ يكون فيه احترام الناس والكوكب والمنفعة مفتاحًا لهذا التحول. وأضاف: "عندما يدرك المجتمع وصناع القرار التطور الكوني وأنماط الاستهلاك المنخفضة، فإن وجود رؤية ذات منظور متجدد بشأن التكيف منطقي جدًّا، مشيرًا إلى أنّ التخفيف من الملوثات المناخية يتطلب التحول من محاربة التنمية الحالية التي تركز على الوقود الأحفوري إلى نموذج بديل مقنع وجذاب بحيث يغير الناس من خلاله أسلوب حياتهم وسلوكهم طواعية".

 

فيما ذكرت آنكي روجر من مركز الفضاء الألماني أنّ الميثان يُعدُّ ثاني أهم غازات الدفيئة البشرية المنشأ بعد ثاني أكسيد الكربون، نظرًا لقصر عمر الميثان نسبيًّا والذي يبلغ 10 سنوات تقريبًا، مبينةً أنّ الانخفاض الكبير في انبعاثات الميثان البشرية المنشأ من شأنه أن يساعد على تقليل تركيز الغلاف الجوي في غضون عقد من الزمن. وأضافت أنه من المتوقع أن جزءًا كبيرًا من انبعاثات الميثان من قطاع النفط والغاز العالمي، ينشأ من الإنتاج البحري الذي يخضع للدراسة في الوقت الحالي.

وأشارت الدكتورة هايدي هنتريزير باحثة علمية بمركز الفضاء الألماني إلى أنه تمّ طرح فكرة جديدة لنظام جوي يقيس انبعاثات الميثان من مناجم الفحم في بولندا بالتركيز على قياس الانبعاثات من مصدر ثابت واحد، خلال آخر تجربتين ميدانيتين في يونيو حتى أكتوبر الماضي. وأضافت أنه تمّ تجهيز مسبار فريد من نوعه بمجموعة متنوعة من أجهزة قياس الغازات النزرة والجزيئات، وطُبقت طريقتان مختلفتان لقياس الميثان خلال هذا العام. وذكرت أنه من المتوقع استخدام أجهزة مماثلة لتجربة نظام جوي في سلطنة عُمان يركز على انبعاثات الميثان الناجمة عن استكشاف وإنتاج النفط والغاز.

من جانبه، قال جاروسلاف نيكي أستاذ مشارك بقسم الفيزياء والحاسوب التطبيقي بجامعة العلوم والتكنولوجيا البولندية إنّه من الممكن إجراء تحليلات غير مباشرة لمعدلات إطلاق الميثان من المصادر الثابتة (Point sources) والمصادر النطاقية (Area sources) باستخدام تقنيات مختلفة عن بُعد. وأضاف أنه تمّ تطبيق تقنيات مختلفة للتحقق من انبعاثات الميثان من منشآت التنقيب عن النفط والغاز ومناجم الفحم في بولندا ورومانيا ضمن إطار المشروعات الممولة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمرصد الدولي لانبعاثات الميثان.

وتطرّق عبد المنعم محمد المنسق الإقليمي للعلوم إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، المكتب الإقليمي لغرب آسيا إلى أن تقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة هو تقييم علمي سنوي للفجوة بين تعهدات الدول بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومستويات الخفض المطلوبة للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين بنهاية هذا القرن. وأشار إلى أنّ التقرير يقدم آخر المستجدات بشأن مسارات الانبعاثات العالمية والتقدم المحرز نحو تحقيق تعهدات التخفيف الوطنية وأهداف اتفاق باريس، و"فجوة الانبعاثات" الناتجة.

من جانبه، قال وليد الحمود مدير إدارة البيئة بالأمانة العامة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إنه في إطار متابعة دول المجلس للوضع البيئي الراهن في العالم، وما تمر به البيئة المشتركة من تحديات وصعاب، تتطلب من الجميع زيادة الاهتمام والحرص على التنسيق والتعاون بما يحدّ ويقلل من الأضرار البيئية، ويحافظ على مكوناتها ومواردها واستدامتها للأجيال القادمة. وأشار إلى أنّ دول مجلس التعاون وضمن مسيرتها الهادفة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية اعتمدت توجهات بيئية تواكب الوضع البيئي الراهن.

ومن المقرر أن تُختتم أعمال المؤتمر اليوم الأربعاء، والذي جاء بتنظيم من هيئة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة السُّلطان قابوس ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومؤسسة الرؤية للصحافة والنشر.

ويأتي تنظيمُ "مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية" في ضوء الأولويات الوطنية لرؤية "عُمان 2040"، بمحورها المتعلِّق بالبيئة والموارد الطبيعية، وفق توجًّهات الحكومة للتعاطي مع هذا المحور الحيوي المهم خلال سنوات تنفيذ الرؤية المستقبلية.

تعليق عبر الفيس بوك