تطوير السويق.. مطالب وتطلعات

 

هزاع البلوشي

في الوقت الذي تتنافس فيه ولايات السلطنة لأن تكون محط أنظار الجميع وتسعى كل منها جاهدة لأن تصبح نجمة مُضيئة في سماء التنمية والازدهار، فإنَّ ولاية السويق تفتقد بشدة لأهم المقومات الرئيسية لأن تصبح كأخواتها من الولايات العُمانية؛ الأمر الذي جعلها نجمةً غير مُتلألئة، لكنها ما زالت متشبثة بضوء الأمل مستعينة بتاريخها الأصيل وصبرها الطويل!

ولاية السويق من أكبر الولايات بالسلطنة ناهيك عن الكثافة السكانية التي تجعلها في مُقدمة الولايات بشمال الباطنة من ناحية عدد السكان. ومن هذا المنطلق فإنِّه وجب علينا جميعًا أن نعمل بيد واحدة لخدمة هذه الولاية بكل ما نستطيع.

يُحكى أنَّ هذه الولاية تناشد وبقوة لكثير من الاحتياجات والمتطلبات والخدمات في زمن التطور والعولمة والانتعاش الاقتصادي؛ بما يُمكنها من مواكبة عصرنا الحديث ويُحقق لها التنافسية العادلة مع الولايات الأخرى. وأعلم أنني عندما أذكر مطالبات ولاية السويق قد يأتي لأذهان الجميع أنَّ القصة كالعادة مرتبطة بالجسور والشوارع أو حتى الشبكات وغيرها. إلَّا أنَّ هذه المطالب اقتربت من تطبيقها بفضل الله سبحانه وجهود حكومتنا الرشيدة في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه؛ حيث تم التعامل مع بعض هذه المطالبات خلال الفترة الماضية، ووُضعت الحلول المناسبة، واتُخذت الإجراءات المناسبة لها بالتنسيق مع الجهات المعنية، على أمل أن ترى هذه المشروعات النور في أقرب وقت مُمكن.

لكنني هذه المرة أودُ أن أتطرق إلى موضوع بالغ الأهمية ولا يقل أهمية عن تلك الموضوعات السابقة كما إنه لا يحتمل التأخير أو الوعود السابقة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

لك أن تتخيل عزيزي القارئ أنني أضطر لقطع مسافة لا تقل عن 12 كيلومتر ذهابًا وإيابًا من منزلي الكائن بمنطقة الصبيخي متجهًا إلى منطقة الخضراء، لأقوم بمُعاملة بنكية واحدة؛ سواء سحب أو إيداع او تحويل مبلغ مُعين. مع الوضع في عين الاعتبار الازدحام المروري والضغط الهائل على جهاز الصراف إلى جانب طابور الانتظار للعملاء الآخرين في مختلف ظروف الطقس، فضلًا عن قلة عدد مواقف السيارات وعدم وجود مساحة كافية لها. والأسوأ من ذلك كله أن من المحتمل العودة خالي اليدين بسبب عطل فني معتاد في جهاز الصراف الآلي أو الإيداع!

حينها ليس لدي خيار سوى أن أتكبد ساعات طويلة للانتظار أو أن أقطع مرة أخرى ضعف المسافة لأصل الى جهاز آخر مرّ عليه الدهر قرب دوار السويق؛ أي بما يبعد إجمالًا 15 كيلومترًا تقريبًا عن موقعي الرئيسي. ولنتخيل أنني سوف أعود إلى منطقة الصبيخي من شارع الخدمة؛ نظرًا لعدم وجود طريق أقرب آخر.

إنَّ أهالي ولاية السويق- وبالتحديد في منطقة الصبيخي والنبرة وكل المناطق المجاورة لها- يعانون بشكل كبير من هذا الموضوع، ومرارًا وتكرارًا أرى ذلك الرجل المُسن يشتكي على عتبة الباب مخاطبًا كل العملاء: "إلى متى ونحن على هذا الحال؟ إلى متى ونحن نتكبد عناء الطريق والازدحام والوقت؟".

لا بُد أن نضع كبار السن في عين الاعتبار وأمهاتنا وأخواتنا اللاتي يصعب عليهن التعامل في مثل هذه الظروف، ولنضع أنفسنا مكانهم فليس الكل يملك وسيلة نقل، وكما نعلم أن هناك من يصعب عليهم تحمل تكاليف الوقود فقط لسحب ذلك المبلغ أو إيداعه.

ومن هنا يأخذني الحديث عن سوء بعض الأجهزة الموجودة وأعطال التكييف التي مضى عليها سنين عجاف وهي بنفس الحال، فلماذا لا تُجرى صيانة دورية لأجهزة الصراف الآلي؟

دائمًا يخطر على مخيلتي هذا السؤال: لماذا أغلب محطات الوقود بالسطنة تشتمل على جهاز صراف آلي، باستثناء إحدى المحطات في منطقة النبرة تحديدًا بولاية السويق، علمًا بأنَّ هذه المحطة في قلب ولاية السويق ووجود جهاز صراف آلي سوف يحل الكثير من الأزمات والمشكلات المرتبطة وبالطبع سوف يساهم بتقليل الضغط على الأجهزة الأخرى بشكل فعَّال وواضح جدًا.

ناهيك على أنه سوف يساعد في تخفيف الازدحام المروري ويساهم في حفظ الوقت والجهد ويحقق رضا العملاء وإشباع حاجاتهم ورغباتهم وكسب ولائهم.

وبلا شك إن ذلك سوف يساهم بشكل أو بآخر  في خلق قوة شرائية من المحلات التجارية والاستفادة من الخدمات العامة بشتى الطرق المختلفة وبجودة أعلى.

أوجه هذه الرسالة إلى البنوك المعنية وأتمنى أن تسعى جاهدة لمُعالجة هذه الإشكالية وأن تعمل على إنشاء جهاز صراف آلي في محطة الوقود الموجودة بمنطقة النبرة، أو أي مكان آخر مناسب.

تعليق عبر الفيس بوك