أعضاء يكشفون لـ"الرؤية" تفاصيل المقترحات والمشاريع محل النقاش

حراك تشريعي في مجلس عُمان لإقرار حزمة من القوانين.. و"العمل" و"الحماية الاجتماعية" بالصدارة

التركيز على القضايا التي تمس المواطن بشكل مباشر

تحديث منظومة القوانين والتشريعات بما يواكب الأولويات

رفع مشروعي التعليم العالي والتعليم المدرسي إلى المقام السامي

6 مشاريع مُحالة من الحكومة إلى مجلس الشورى

الزدجالي: دراسة مشروعات القوانين للانتهاء منها خلال دور الانعقاد الحالي

البادي: مشروعات القوانين تهدف إلى تحقيق أهداف رؤية عمان 2040

الندابي: "الشورى" يواصل الجهود لتفعيل أدوات المتابعة

 

الرؤية- ريم الحامدية

يشهد مجلس عُمان بشقيه الدولة والشورى حراكًا تشريعيًا ملموسًا، من خلال مناقشة القوانين والاتفاقيات التي تتصدر أولويات العمل التشريعي بالمجلس؛ حيث يحرص مجلس عمان على مواصلة الجهود للوقوف على القضايا الوطنية التي تمس الوطن والمواطن، سعيًا نحو تحقيق الأهداف المرجوة ضمن مسيرة النهضة العمانية.

ويوضح سعادة الدكتور محمد بن إبراهيم الزدجالي رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بمجلس الشورى، أن المشرّع منح مجلس عُمان بشقيه الشورى والدولة صلاحيات من خلال النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 6 / 2021، وحدد فيها الأطر الأساسية لتلك الصلاحيات، وأحال التفاصيل إلى قانون مجلس عُمان الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 7 / 2021، حيث فصل القانون الأخير الصلاحيات التشريعية لمجلسي الشورى والدولة والاختصاصات الأخرى للمجلسين وحصرها بما جاء في هذا القانون وبما لا يتعارض مع اختصاصات جهات أخرى، وفق ما نصت عليه المادة 27 من قانون مجلس عمان.

سعادة الدكتور محمد الزدجالي.jpg
 

وأشار إلى أن المشرّع منح مجلس عُمان صلاحيات تشريعية ألزم بموجبها مجلس الوزراء بإحالة مشروعات القوانين في أدوار انعقاد المجلس سواء في الأحوال العادية أو بصفة الاستعجال وفق المادتين 49 و 50 من القانون، مضيفا أن مجلس الوزراء أحال منذ بداية دور الانعقاد الحالي إلى مجلس الشورى عددا من مشروعات القوانين وهي: " القانون البحري، قانون التعليم العالي، قانون التعليم المدرسي، قانون تنظيم قطاع المياه والصرف الصحي، قانون البصمات الحيوية، قانون العمل" حيث انتهى المجلس من الثلاثة مشروعات الأولى وأحالها إلى مجلس الدولة، ويعكف على دراسة وإقرار مشروعات القوانين الثلاثة الأخرى.

ويتوقع الزدجالي إحالة عدد آخر من مشروعات القوانين خلال دور الانعقاد الحالي وهو الرابع والأخير من الفترة التاسعة لمجلس الشورى، وذلك بحسب تصريحات رسمية صدرت مؤخرا، بأن اللجنة المكلفة من مجلس الوزراء بإعداد مسوّدة قانون الحماية الاجتماعية على مشارف الانتهاء من عملها، بالإضافة إلى قانون السياحة وقانون المحاماة من الوزارات المختصة، مبينا: "قيام بعض المسؤولين بتحديد مواعيد زمنية لإصدار القوانين لا يستحب القيام به، لأن صدور القوانين يتلطب إجراءات طويلة بداية من المسودة الأولى للقانون داخل مجلس الوزراء ذاته، ثم إحالته إلى مجلس عمان من بوابة مجلس الشورى، إلى أن يصدر القانون بمرسوم سلطاني وفق ما نصت عليه المواد 47، 49، 50 من قانون مجلس عمان، لأنه عند إحالة مشروع القانون إلى مجلس عمان في الأحوال العادية فإنَّ دراسته تستغرق ما يقارب من 4 أشهر ونصف الشهر وفي حالة الاستعجال شهرين، وإذا وجد اختلاف بين مجلسي الشورى والدولة تتخذ إجراءات داخلية تفضي إلى عقد جلسة مشتركة بين المجلسين، ويجوز لهما تشكيل لجنة مشتركة لبحث أوجه الاختلاف، وترفع اللجنة تقريرها إلى المجلسين لمناقشته في جلسة مشتركة برئاسة رئيس مجلس الدولة وبدعوة منه، ثم التصويت على المشروع في الجلسة ذاتها، وتصدر القرارات بالأغلبية المطلقة للأعضاء الحاضرين، وفي جميع الأحوال على رئيس مجلس الدولة رفع المشروع إلى السلطان مشفوعًا برأي المجلسين".

ويتابع رئيس اللجنة القانونية بمجلس الشورى إن مجلس عُمان له الحق في اقتراح مشروعات قوانين سواء كانت من العدم أو اقتراح تعديل قانون نافذ بناء على المادة (48) التي تنص على: "لمجلس عمان اقتراح مشروعات قوانين وإحالتها إلى الحكومة لدراستها، ثم إعادتها إلى المجلس في مدة أقصاها سنة، وفي حال الموافقة على المقترح تتبع في شأنه الإجراءات ذاتها المنصوص عليها في المادة (47) من هذا القانون، وإذا لم تتم الموافقة على المقترح فعلى الحكومة إخطار مجلس عمان بأسباب ذلك خلال الأجل ذاته"، مبيناً أن عددا من أعضاء مجلس الشورى تقدم بمقترحات مشروعات قوانين وتمت إحالتها إلى مجلس الدولة لمعرفة رأي المجلس وإقرار إحالتها إلى مجلس الوزراء في حال الموافقة، إلا أن مجلس الدولة لم يبت في الأمر رغم انتهاء الفترة الزمنية التي أقرها القانون، والمشروعات هي: "مشروع قانون تنظيم وتشجيع الصناعة، مشروع قانون كبار السن، مشروع قانون المحكمة النظامية (الدستورية)، تعديل المادتين (20) و (21) من قانون المحاماة، تعديل قانون المراعي وإدارة الثروة الحيوانية الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم (8/2003م)، استحداث مادة قانونية بقانون المرور تُعنى بأحقية مالك المركبة بإلغاء تسجيل المركبة نهائيا أو وقف رخصة تسييرها مؤقتا، مشروع قانون حقوق وسلامة المرضى، مشروع قانون بإلغاء المادة رقم (32) من قانون المطبوعات والنشر والتي تعنى بعدم جواز نشر كل ما تم حظر نشره بأمر من وزير الإعلام، مشروع تعديل قانون الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي".

ويؤكد سعادته أن اللجان المختصة في مجلس الشورى ما زالت تدرس عددا من المقترحات وسيتم الانتهاء منها خلال دور الانعقاد الحالي وهي: "مقترح قانون الزكاة، ومقترح تعديل قانون إنشاء صندوق دعم الأنشطة الرياضية، ومقترح مشروع قانون بتعديل المادة رقم (1) من قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (30/ 2016)، ومقترح تعديل قانون مقاطعة إسرائيل، ومقترح مشروع بتعديل المادة (12) من قانون نزع الملكية للمنفعة العامة، ومقترح مشروع لتعديل قانون رأس المال الأجنبي بإضافة مادة تشترط على المستثمر الأجنبي وضع مبلغ 100 ألف ريال عُماني كحد أدنى كشرط مالي للاستثمار في سلطنة عُمان.

من جهته، يذكر المكرم الدكتور راشد بن سالم البادي رئيس اللجنة القانونية بمجلس الدولة، أن هناك عددا من مشروعات القوانين التي تمت مناقشتها من قبل مجلس عمان ورفعها إلى المقام السامي للإصدار، وهي: "مشروع قانون التعليم العالي، مشروع قانون التعليم المدرسي"، كما يعكف المجلس على مناقشة مشروعات قوانين وهي: "مشروع القانون البحري، مشروع قانون العمل، مشروع قانون تنظيم قطاع المياه والصرف الصحي، مشروع قانون البصمات الحيوية"، مؤكدا أن هذه التشريعات تهدف إلى تحقيق أهداف رؤية "عمان 2040".

المكرم الدكتور راشد البادي.jpg
 

ويبين سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي أمين عام مجلس الشورى، أن المجلس يواصل جهوده الحثيثة للانتهاء من مشروعات القوانين المحالة إليه خلال هذا الدور، واستعراض العديد من أدوات المتابعة التي يحرص الأعضاء على تفعيلها.

ويقول إن المجلس يعكف حاليًا على دراسة قانون العمل من خلال لجنة الشباب والموارد البشرية، التي تقوم بدراسته بعناية وإجراء العديد من الاستضافات لعدد من المختصين في وزارة العمل، وكذلك الاستماع إلى وجهات نظر المعنيين في اتحاد العمال وغرفة تجارة وصناعة عمان والعديد من مؤسسات المجتمع المحلي، بالإضافة إلى قيام اللجنة التشريعية والقانونية بدراسة مشروع قانون البصمات الحيوية الذي سيتم بعد ذلك إحالته إلى إحدى الجلسات الاعتيادية لمناقشته وإقراره بعد الانتهاء منه.

سعادة الشيخ أحمد الندابي.jpg
 

ويذكر سعادته أن المجلس ناقش و أقر بنهاية نوفمبر من العام الماضي مشروع الموازنة العامة للدولة 2023م في ضوء المادة (52) من قانون مجلس عُمان، كما أقر المجلس خلال الدور الحالي مشروع القانون البحري المحال من الحكومة بعد أن تدارسته لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية، والذي تمت مراجعته كذلك من اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس، وقدمت حوله تقريرا تضمن العديد من الملاحظات والمقترحات، بالإضافة إلى أن المجلس أحال 3 مقترحات مشاريع قوانين للجان المختصة لدراستها وتقديم تقارير حولها، وهي مقترح مشروع تعديل المادة الأولى من القانون الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 9/72، ومقترح مشروع تعديل المادة رقم (12) من قانون نزع الملكية للمنفعة العامة، ومقترح مشروع بتعديل قانون رأس المال الأجنبي.

ويوضح الندابي أنّ المادة (48) من قانون مجلس عمان أعطت للمجلس صلاحية اقتراح مشروعات القوانين وإحالتها إلى الحكومة لدراستها، على أن يعود مقترح القانون إلى مجلس عُمان بعد القيام بدراسته في مدة أقصاها سنة إما بالموافقة، ويمر حينها بدورته وفقًا للمادة (47) أو عدم الموافقة على المقترح وإخطار المجلس بأسباب ذلك خلال الأجل ذاته.

وحول دور المجلس في تحقيق رؤية عمان 2040، يرى سعادته أن مجلس الشورى يعمل على مواكبة مختلف الخطط والرؤى الوطنية بما يحقق عملا منسجماً في مخرجاته مع رؤية عمان 2040، حيث شارك المجلس في مراحل الرؤية المختلفة ولا يزال يتابع عبر أدواته الجهود الحكومية في تطبيقها، وعمل في إطاره المؤسسي على موائمة خططه وبرامجه في مختلف المجالات مع مرحلة التنفيذ الفعلي لتلك الرؤية، مؤكدا أن المجلس سعى من خلال مواكبة توجهات رؤية "عمان 2040" إلى تجويد العمل وتقديم مستوى جيد من الإنجاز عبر تحديث منظومة القوانين والتشريعات بما يواكب الأولويات التي ركزت عليها تلك الرؤية، كما يقوم عبر لجانه الدائمة بمتابعة أداء الحكومة في مختلف المجالات وبما يواكب تلك الرؤية ويساهم في تحقيق أهدافها، ومن بينها مراجعة مشاريع خطط التنمية من خلال دراسة الخطط الخمسية ومتابعة تنفيذها إضافة الى مراجعة التقرير السنوي لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة.

وينوه سعادة الشيخ أمين عام مجلس الشورى، إلى حرص المجلس في جميع الأدوار على مواصلة الجهود التشريعية، مسلطا الضوء على ما شهده الدور الماضي من مناشط مكثفة، حيث فعّل المجلس أداة طلب المناقشة خلال الدور الماضي وشهدت جلسات مجلس الشورى الاعتيادية الخامسة والسادسة لدور الانعقاد السنوي الثالث (2021-2022م) من الفترة التاسعة للمجلس (2019-2023م)، مناقشة ثلاثة وزراء؛ وذلك وفقا لما نظمه قانون مجلس عمان الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (2 /2021) حول استخدام أدوات المتابعة بناءً على ما نصت عليه المادة (68) التي حددت إجراءات طلب المناقشة.

ويشير إلى أن أعضاء المجلس ناقشوا معالي المهندس وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حول المشاريع الاستراتيجية في مجال الطرق ومشاريع الطرق، وكذلك مناقشة معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومعالي الدكتور وزير الاقتصاد حول المخرجات الأكاديمية التي لم يتم استيعابها في سوق العمل، حيث تركزت المناقشات على ثلاثة محاور رئيسة وهي: واقع المخرجات وسوق العمل، وتقييم السياسات والاستراتيجيات والبرامج التي تعمل عليها الحكومة لمعالجة الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل بالإضافة إلى محور آخر بشأن المواءمة بين المخرجات وسوق العمل.

ويؤكد أن المجلس عكف على إنجاز العديد من الموضوعات تضمنتها مشروعات القوانين وأدوات المتابعة؛ حيث عقد المجلس خلال الدور الماضي 16 جلسة اعتيادية، ناقش فيها 5 بيانات وزارية، وأقر خلالها 10 من مشروعات القوانين والاتفاقيات المحالة من الحكومة، منها على سبيل المثال:  مشروع قانون الأوراق المالية، ومشروع تعديل بعض أحكام قانون الوثائق والمحفوظات الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 60/2007، ومشروع تعديل بعض أحكام قانون الكُتاب بالعدل. إضافة الى إقرار العديد من الاتفاقيات الدولية.

وتعمل اللجان الدائمة في مجلس الشورى على دراسة الرغبات المبداة ورفع التوصيات حولها؛ حيث أقر المجلس 29 رغبة مبداة في مختلف الموضوعات تناولتها اللجان الدائمة بالبحث، ودراسة التفاصيل عبر استضافة الجهات المعنية في قطاع التشريع والقانون، وقطاع الاقتصاد والتنمية، وقطاع التعليم والشباب والثقافة، وقطاع الخدمات العامة، ووقف المجلس من خلالها على الكثير من التحديات التي تواجه مختلف الموضوعات، والقضايا التي تلامس المواطن بشكل مباشر وقدم عبرها التوصيات والمعالجات المناسبة.

ويشير الندابي إلى أن دور الانعقاد الثالث شهد تفعيلا واضحا لأدوات المتابعة من قبل أصحاب السعادة أعضاء المجلس بموضوعات لامست أغلب القضايا الوطنية، والتحديات التي تعترض جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، والتنموية من أجل الوقوف عليها ومعالجتها مع الجهات ذات العلاقة، وتمثلت تلك الأدوات في: تقديم 15 بيانا عاجلا، كما استخدم أعضاء المجلس العديد من أدوات المتابعة للاستيضاح عن الموضوعات التي تحتاج لإجابات ومعلومات من قبل الجهات ذات الصلة، وذلك عبر الأسئلة المكتوبة، حيث تم تقديم 49 سؤالا خلال دور الانعقاد السنوي الثالث إلى جانب عدد 105 من طلبات الإحاطة بهدف تعزيز الأداء الحكومي عبر اقتراح عدد من الموضوعات والآليات التي تعزز ذلك الدور بما يخدم المواطنين، وكذلك ناقش المجلس خلال دور الانعقاد السنوي الثالث 5 بيانات وزارية تم خلالها تقديم الاستفسارات والملاحظات حول جهود الجهات الحكومية، وإيجاد الحلول المناسبة لكافة التحديات التي تواجه تنفيذ الخطط التنموية في مختلف القطاعات.

تعليق عبر الفيس بوك