ناصر بن سلطان العموري
كنت ضمن المدعوين لمنافسات مسابقة إبداعات ثقافية والتي أقيمت في قاعة إزكي للمؤتمرات التي أنشئت مؤخرا تلكم القاعة البديعة الجميلة التي تجسد تآلف وتآزر وتكاتف شباب الولاية في إظهار هذا الصرح الجميل للوجود كانت المسابقة حافلة بما لذَّ وطاب من فنون أدبية وثقافية ومسرحية صدح وأنشد وأجاد في إبراز جماليتها المتسابقون وبما يدل أيما دلالة على أن الولاية تزخر بمواهب متقدة مشتعلة تتوق للبروز في سماء الإبداع.
تسعى وزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى تفعيل الدور الثقافي للأندية من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة التي تلامس تطلعات الشباب وتسهم في بنائهم معرفيًا وفكريًا وتنمي مهاراتهم الإبداعية، وتأتي إقامة مسابقة الأندية للإبداع الثقافي كأحد أهم هذه البرامج والتي اعتبرها من أفضلها على الإطلاق فهي تتيح للمشارك التعبير وإبراز ما يحبه ويستهويه لا سيما في مجالات أدبية وثقافية متنوعة خصوصا مع طغيان عصر التقنية البحتة على جيل اليوم فالكل بات مشغولا بهاتفه الجوال ليلَ نهار، وأصبح لزامًا إيجاد فسحة أدبية إبداعية لهم تمثل واحة للاستجمام الفكري وإبراز ما تكنه النفوس من إبداع وهذا ما تجسد في رسالة المسابقة من خلال إيجاد بيئة محفزة للموهبة والإبداع وتعزيز الشغف لدى الشباب للتعبير عن ذواتهم ومواهبهم ومشاركتهم في بناء المجتمع وتنميته وهو ما يجب أن يكون حاضرا في شباب عمان فلا يكفي أن يتم تغذية العقل أيضا من خلال المسابقات العلمية والمؤتمرات والورش بل حتى الجانب الأدبي لا يقل أهمية في بناء شخصية الشاب العماني وصقله معرفيا بالآداب والفنون.
وبالنسبة لولاية إزكي فما لمسته من قبل النادي ولجانه الثقافية التي كانت شعلة نشاط وفي أتم جاهزية واستعداد لتنظيم هذه الفعالية من خلال مشاركة فاعلة من اللجنة الشبابية التي قامت في وقت سابق بمجموعة من الزيارات الميدانية للجامعات والكليات والمدارس المجاورة للتعريف بآلية التسجيل والمشاركة في مسابقة إبداعات ثقافية بنسختها الجديدة لهذا العام حيث بادر بالتسجيل نخبة من المبدعين من شباب الولاية في مجالات المسابقة المتنوعة مثل المسرح والإنشاد والأفلام القصيرة والشعر الشعبي والتصميم والتصوير الرقمي والرسم التشكيلي والمسابقات الثقافية والجميل كذلك استحداث مسابقة جديدة في التعليق الرياضي في كرة القدم والتعليق على منافسات سباقات الهجن والخيل كما سيكون هناك تقييم لمسابقة الرسم التشكيلي والتصوير الرقمي والتصميم الرقمي في قاعة المركز الرياضي بالولاية في وقت لاحق.
عُمان ولّادة بأصحاب المواهب من الجنسين، ويتطلب الأمر من الجهة أن ترعى مواهبهم وتنميها، وتُنظِّم المسابقات التي تظهر إبداعاتهم وتبرزها. وما يلفت الانتباه ويثلج الصدر هو الإقبال الكبير من قبل المشاركين من الجنسين بولاية إزكي في جميع المسابقات والذي زاد عن 250 مشاركًا ومشارِكةً، وهذا يدل على الشغف والرغبة من قبل المشاركين جلهم عازمون على إبراز مواهبهم المكنونة عبر هذه المسابقات والتنافس بين المتسابقين لا يقتصر على مستوى الولاية فحسب؛ بل حتى على مستوى المحافظة والسلطنة والهدف هنا إعداد جيل من المواهب المتميزة التي تُشرِّف عُمان بلد التاريخ والحضارة في المحافل الثقافية على المستوى الخارجي.