"أنتخبُ".. التجربة والتطبيق

 

 

◄ حظيت الانتخابات بإشادة واسعة من قبل المراقبين والإعلاميين من داخل السلطنة وخارجها

د. سالم بن عبدالله العامري

شهدت انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة سهولة ومرونة أثناء العملية الانتخابية وسط ترحيب واسع، وإقبال جيد من المواطنين الناخبين، حيث بلغت نسبة الناخبين المصوتين ما يقارب 39.42%، حسب ما أفادت به المصادر الرسمية،  ويعود الفضل في إنجاح هذه العملية الانتخابية هو السعي الدائم والمستمر لوزارة الداخلية  في إدخال أحدث التقنيات خلال هذه الفترة الانتخابية بما يتماشى والتطور في العالم التقني.

ويُعد تطبيق "أنتخبُ" نقلة نوعية في آلية الانتخاب، وتحولًا رقميًّا في الجانب الانتخابي مما سهل على الناخبين عناء المشقة، والاصطفاف في الطوابير الطويلة، واختصر الكثير من الوقت والجهد، وخفض التكلفة على الدولة  من حيث تقليص اللجان الانتخابية، وعدد الموظفين، وتوفير الوقت. ويتم الحصول على تطبيق "أنتخب" عبر تحميل التطبيق في أجهزة الهواتف الذكية المتوفر على المتاجر الإلكترونية للهواتف الذكية لهواتف IOS وهواتف الأندرويد، وقد صُمم هذا التطبيق وفق معايير أمنية مع أخذ كافة الاحتياطات للانتخاب بكل سريّة. وتستغرق عملية التصويت عبر "أنتخب" حوالي دقيقتين من الزمن كحد أقصى؛ حيث يقوم التطبيق بقراءة بيانات الناخب عبر خاصية الاتصال بالمدى القريب للهاتف "NFC" مع متابعة الإجراءات الأخرى حتى الوصول لقائمة المرشحين في كل ولاية واختيار المرشح المرغوب في التصويت له.

وتعد هذه الانتخابات بمثابة أول انتخابات رقمية باستخدام الهواتف الذكية في السلطنة.

وقد حظيت الانتخابات بإشادة واسعة من قبل المراقبين والإعلاميين من داخل السلطنة وخارجها الذين قدموا لتغطية العملية الانتخابية في السلطنة كونها من التجارب الرائدة والنوعية في العصرالحديث. وفي هذا السياق، فإن إنشاء المجالس البلدية جاء استكمالاً لتجربة مجلس الشورى، وتحقيق لمسيرة الديمقراطية التي تشهدها السلطنة في ظل النهضة المتجددة، حيث يعد إعادة هيكلة وضبط اختصاصات المجالس البلدية وفق القانون الجديد من خلال تحديث اختصاصات وصلاحيات جديدة للمجلس خطوة جيدة تنم عن رغبة حقيقية لتمكين هذه المجالس وتوسيع أدوارها وصلاحياتها بشأن كل ما يتعلق  بالجوانب الخدمية والتنموية وتطويرها في نطاق المحافظات، وذلك في حدود السياسة العامة للدولة وخططها التنموية.

وفي هذا الصدد لا يسعنا إلا أن نشكر وزارة الداخلية والقائمين على هذه التجربة المميزة التي وفرت الكثير من الوقت والجهد والتكلفة على المواطن والدولة، ونتمنى أن يتوسع نطاق تفعيل التقنية الحديثة لتشمل مجالات أوسع في كافة الخدمات في جميع القطاعات الحكومية والخاصة في المستقبل، وأن يتوسع نطاق تغطية شبكة الإنترنت لمختلف ربوع السلطنة بجودة عالية، وتكلفة مناسبة لينعم المواطن والمقيم بالرخاء، والاستقرار في كافة محافظات السلطنة في ظل القيادة الرشيدة للسلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة