العناقيد المهدية لفريال الصبية (12)

 

مُزنة المسافر

إنه الرجل الأهم.

والوصي على البلاد والعباد.

والمعني بالقاصي والداني في ممالكه السبعة.

مجتمعة.

إنه الرجل المزين بالأكاليل.

إنه صاحب الحظوة والسطوة.

إنه الرجل الأول.

إنه القادر على مِلك الأرواح.

وزهقها من بعدِ الله.

وكيف لا يا فريال.

حين يتردد اسمه بين جميع الأركان.

ويصدح بكل الألحان.

في كل الأصقاع والبقاع.

فقدمي له الامتنان المرجو.

وانظري لشخصه الجليل.

فليس له مثيل.

في المعمورة.

وبين البحار المغمورة.

بالأحجيات والأمنيات.

وبين حنايا الصحاري التليدة البعيدة.

وبين ثنايا المساكن العتيقة.

أين هي العليقة؟

المشتعلة بنيران الحيرة والغيرة.

وأين هي أغصانها الباحثة عن المجد؟

وأين هي أوراقها المنثورة بين الحشد؟

وأين يكون الملك حين تسردين له حكايا الأهِلة؟

وخبايا الشمس.

وأين يصبح حين يرى قلاعه وحصونه موصدة الأبواب.

أمام الأغراب.

أمام كل عدو وصديق.

وأمام كل رفيق عتيق.

هل سيستفيق الغِل؟

وينسج البعد الأكيد.

عن هذا الملكوت.

 

وهل سيكون له بابه وأحبابه؟

من جديد.

من يدري؟

كيف سيكون وسط الهيام.

بينما الجميع نيام.

وهل سيضيع هناك في المجهول.

دون أن يرى النور.

وسيرى الجميع أن الملك صار أسيرًا للرياح العاتية.

الآتية من فؤاده.

ومن عقل الصبية البهية.

وأن الوتد قد اغترب.

وصار بعيدًا عن السارية.

وكيف لا يا فريال.

وقد هام الملك وسط صبيانك ولصوصك.

السارقين المارقين لحيوات الآخرين.

وكيف لا يا فريال.

والهيام بات ينسج علاماته وعباراته.

وصار يقترب أكثر من صدر الملك.

وهل سيكون للملك نفس الحكاية المعهودة؟

المنشودة بين العباد وفي كل البلاد.

أم سيكون له طريق جديد.

مزين بالبوابات الزهرية.

والثريات الوردية.

وحين تدق الأجراس.

ويبحث هو عن الحراس.

ويأتي أبناء الأراضي السحيقة.

الحليقة الجدباء.

بالسهام.

والرماح.

ويصوبون سهامهم أمام الصبية.

ويودون في قطع أحشاءها.

ليبددوا صباها وسناها.

 ويحطموا قواها وهواها للملك.

فتقف هي بجانبه.

بين صمته وصموده.

وتُشعل الصبية البهية نيران الهيام.

وتوصد الأبواب.

لتصوب الرمح.

الذي سيخترق صفوفهم.

ويصنع العراقيل.

ويثُني السكاكين.

فيصنع وجلهم الكبير.

لتأمرهم الصبية بالرحيل.

فيرحلون.

ويصيرون  تلك السرابات البعيدة.

هناك حيث الأراضي الجدباء الحليقة.

ليعتبوا على الصبية الأبية.

وعلى الملك البهي.

وعلى الهيام الذي برق السلام.

وعاد بالفوز العظيم.

وساق الأقدار نحو الهتاف.

 باسم الصبية البهية.

والملك السخي.

وهل صار للصبية الآن أي إكليل؟

وهل سيمنحها ذلك النُصب الجليل.

وهل سيكون مصطبغًا بالوجد المفتون؟

وهل سيأسر كل القلوب والعيون؟

تعليق عبر الفيس بوك