قطفُ الثمار

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

مضتْ السنة وكانت حافلة ومليئة بالإنجازات على الصعيد الشخصي فمنها كان التحدي الذي رسمناه حلمًا أصبح واقعا ولانزال نرسم بقية الصورة لتكتمل اللوحة الفنية التي أردنا أن يكون الشكل النهائي على هيئتها.

المضي في حياتك ونسيان ما حدث في الماضي أو تناسي ذلك هو أمر مرغوب والعيش مع الذكريات الحزينة والبكاء على الأطلال لن يجدي نفعًا فما حدث حدث ومن رحل لن يعود.

تطوف بي ذكريات قلت بأنني سأتناساها وسأستمر لكن عندما تعيش الذكريات بمفردك ومن يشاركك تلك اللحظات لم يعد موجوداً تحس بحنين غريب يجعل دموعك تتساقط بدون إدارك منك، لازلت أذكر ذلك الحارس الفظ الغليظ الذي كان يقف على بوابة مستشفى صحار والذي منعني من الدخول لزيارة جدي ولازلت أذكر أنني حاولت الدخول من البوابة الخلفية للمستشفى وأيضًا منعت بحجة أن القريب الأول فقط يحق له الدخول نزلت دموع كثيرة وشعرت بانكسار إذ إنني كنت أود زيارة جدي وذلك الحارس يمنعني بينما يدخل من يريد إدخاله وأمام عيني بواسطة عنوانها (أنت نعم وأنت لا) في اليوم التالي كان سيكرر السيناريو لو لا أن والدي تحدث مع المدير ودخلت.

تختلف أنواع الوساطة في بلدنا وأغلبها في مسألة التوظيف فكم من خريج أصبح يائساً تمر عليه السنون وهو غير قادر على العيش بحياة كريمة وماذا نقصد بها؟!

أن تصرف على نفسك بدون أن تطلب من الآخرين هو حقك المشروع ولكن لماذا تحرم من حقك؟! لماذا لا يتم الاهتمام بك والسهر من أجل راحتك بما أنك إنسان منجز أعطيت بلادك الكثير وحان لها أن ترد لك ولو القليل وتسأل نفسك في استغراب هل أحرق نفسي أكثر؟

أتمنى أن تكون السنة القادمة سنة يتم فيها توظيف الخريجين وانتهاء هذه الأزمة التي نمر بها.

أن تكبر في عمرك وأنت خريج غير موظف هذا أمر يتعبك نفسيا وروحيا وماديا فالرجاء الإسراع في التوظيف أتحدث باسمي ونيابة عن كل الخريجين والخريجات فالوظيفة مطلب.

عندما لا يقدرك الآخرون في محيط ما تحس بشيء من الضيق يكتم أنفاسك عندما تعطي من وقتك وجهدك وتبذل الغالي والنفيس وتحرم نفسك من أجل الظهور بالصورة المشرفة وبالنهاية لا حياة لمن تنادي أو أنك مهمش وغير مشكور بتاتا وينتظرون منك الكثير ليمتصون دماءك.

صورٌ كثيرة تحاصرك وأخطاء كثيرة يفعلها الآخرون في حقك وأنت غير قادر على اتخاذ قرار يغير كل شيء إلى متى وطيبتك الزائدة والسكوت عن حقك إلى متى والرياح تمر من بين أطرافك وأنت لا تحرك ساكناً إلى متى وأيام عمرك تطوف وأنت تحتمل كل ما من شأنه أن يضايقك، تمالك قواك وشد عزمك وتأهب للرحيل من المكان غير المناسب وتوجه نحو حلمك بشغف ولا تجعل المحيط يحاصرك ولا حدود الأرض فأنت خلقت لكي تكون إنسانا ناجحا.

النجاح لا يأتي بسهولة فقبل ذلك هناك الدروس والمذاكرة والاجتهاد لنيل الحلم المرتقب.. وأقول لك: ثابر ودع حلمك يكبر وأسعى في طريق تحقيقه وأهجر القطيع غير المثالي وأذهب لوجهتك المرجوة التي تقودك لبر الأمان فالحياة قصيرة ولا تستحق أن تكون فيها شخص حزين لكن كل الذين تراهم أمامك ناجحون تأكد أنهم اختاروا أنفسهم وعرفوا كيف تدور عجلة الطاحونة لتنتج ما تنتجه بشكل صحيح وسليم وخالٍ من العيوب.