العناقيد المهدية لفريال الصبية (11)

 

مُزنة المسافر

هل ستوصدين الأبواب من جديد يا فريال؟

هل ستكونين خلف كل باب دون أن ترى الأحباب؟

وماذا عن الألباب التي تنتظركِ؟

لتسردي تلك الحكايا المنطلقة من خيالك اللذيذ.

ذلك الخيال الذي لا يعرفه الملك البهي.

ولم يراه قط بين أحشاء الوجد.

انطقي كلمات الخيال دون أن تنسجي غيرها.

انسي الواقع الواقع هنا.

والصانع للآلام والخارج من الأذهان المرهقة.

أين هو هذا العالم؟

العالم الذي تعيشينه وحدك.

دون الملك.

ولا يمكنه أن يجدك فيه.

وحتى ولو فتح نوافذه جميعها.

وتمنى أن يجد الخيال.

وصانعته فريال.

لن يجد غير الفراغ.

وغير الفضاءات الناقصة.

من الأشياء.

أوصدي كل أبوابك الليلة حتى تأتي الأهِلة.

حان وقت المحاق أن يُحاق.

وأن يهل بأطواره وأن يحكي أسراره.

وأن يجد ما كان يفقده دائمًا.

حين كان هائمًا عائمًا.

مائلًا للضياع.

بين الليالي الخالية.

غير المبالية بأقداره الفريدة.

وأطواره المريده للاكتمال.

والالتحام.

دون الاصطدام.

بالنجوم الشعشاعة البراقة.

الراغبة في أفله.

ورصده.

وإنزاله من سلالمه السماوية.

وحياواته المثالية.

فلا يكون السمير المنير.

صاحب القدر المثير.

والمستدير القدير.

 جاءت الأقمار لتخبرك الأسرار يا فريال.

عن الممالك والمسالك.

وعن الأحباب والأغراب.

وعن الأراضي المفقودة.

وعن العيون الودودة.

الناظرة بالنجوى إلى صباكِ.

الراغبة في حملك بعيدًا عن هنا.

عن المساكن والأماكن المتبلدة.

والراكدة كالبرك الملعونة.

والسائدة بالوهم.

والناسجة للشر والقهر.

والمتيقنة بمصير القمر حين يخترق الآفاق.

ويبرق ويصنع اللمعانات الكثيرة.

فيصنع الغيرة المثيرة بين أفئدة النجوم.

فيقرر القمر.

أن يختفي وينجلي.

وقد يرغب أن تخبئيه بعيدًا عنهم.

وأن يكون بين خزاناتك.

ومرجاناتك.

أو ربما بين أفكارك وأشعارك.

ماذا لو خبأته بجانب وجدك للملك.

فهل يضيء بينكما النجوى؟

وهل ستخبرين الملك بأنك قد خبأتِ القمر بين أضلاعك.

وأن حياته باتت الآن في قصره.

ولم يعد مِلك نفسه.

فينسى رغبته الجامحة بالسناء

 وسط السماء.

ويصير في كل خطوة.

باحثًا عنك أنتِ صاحبة الحظوة.

وهل سيلمحه الملك بين ثنايا الليل.

حين لا يراه في السماء؟

وهل سيسأل عنه وينتظره حتى يأتي.

 وماذا لو قرر القمر أن لا يعود.

ورفض الرحيل من خزاناتك.

ومرجاناتك.

وبقى.

وسقى نفسه من خيالك اللذيذ.

ونسي الولوج والخروج.

ولم يعد يرغب في العيش وسط السدم.

وبين كل قدم.

سيعيش كريمًا بين نسماتك ورياحك.

وستحكي له حين يجلس قرابة الملك.

تلك الحكايا المعنية بالنجوى.

وتلك القصص البشوشة.

الصانعة للبسمة.

فيبتسم القمر لكلماتك.

ويثني على أشعارك.

وماذا لو تضايق الملك من وجود القمر الأسير.

فلا يعود يرغب في سماع المزيد.

من خيالك اللذيذ.

وماذا لو نسي ما كان يسكن أحشاءه من وجد؟

وماذا لو لم يعد يقدم الدلال لكِ.

 لأن السمير المنير بات شغُلتك الدائمة.

وصرتِ به هائمة.

وغير قادرة على تركه يعود.

فمتى يكون الصعود؟

وهل ستصعدين معه؟!

تعليق عبر الفيس بوك