◄ أخي الناخب.. لا تستمع للوعود البراقة والكلام المنمق وحسب من الناخب
ناصر بن سلطان العموري
تطل علينا هذه الأيام انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة 2022 والتي لا تقل شأنًا بطبيعة الحال عن انتخابات مجلس الشورى؛ فكلاهما يكمل الآخر في تبني منظومة العمل الأهلي والارتقاء بما يخدم الصالح العام؛ فالتواصل التام والمباشر بينهم لا غنى عنه؛ كونهم همزة الوصل بين المواطنين والحكومة.
والنجاح في هذا الأمر لا يتأتى إلا من خلال تعاون وتكامل الطرفين بغض النظر عن تبيعة كل منهم فالشورى لوزارة الداخلية والمجلس البلدي لمكاتب السعادة المحافظين وهذا بما يعود بالنفع على الولاية بشكل خاص والمحافظة المنتمين إليها بشكل عام والجميل الجديد في هذه الدورة الانتخابية إدراج التقنية من خلال التطبيق الإلكتروني "أنتخبُ" والذي بدأ يوم الأحد الماضي للناخبين العمانيين المتواجدين خارج السلطنة، ويوم 25 ديسمبر الجاري للترشيح من داخل السلطنة.
ومن الأهمية بمكان توسيع الصلاحيات في المجال البلدي بالنسبة للعضو المنتخب أكثر مما هو موجود حاليًا وتمكينه من عملية اتخاذ القرار والمساهمة في إصدار التشريعات المحلية، لا أن يكون دوره مقتصرًا على الاستشارة وإبداء الرأي وفق الصلاحية الممنوحة لهم حاليًا، وليس كالسابق، عندما كان لهم دور في التشريعات ذات النطاق المحلي الخاص بالولاية. ومن الضروري بما كان رفع الصفة الاعتبارية لعضو المجلس البلدي حتى يكون له دور ومكانة في المجتمع بصفته عضوًا ممثلًا ومُنتخبًا من قبل الشعب.
لقد تغير مفهوم دور عضو المجلس البلدي في المجتمع، وأصبح ضرورة ملحة، فلا يجب أن تقتصر نظرة العامة على دوره أنه يقتصر على المطالبة بشارع مُعبد أو كاسر للسرعة أو توفير إنارة؛ بل يتعدى ذلك بكثير مما حدده القانون، كما أتمنى كذلك رفع المخصصات المالية للعضو البلدي؛ فالمخصصات الحالية لا تتناسب مع ما يقوم به من أعمال ومهام من المفترض أن تعينه على تحمل الأعباء المُلقاة على كاهله كون أن أغلب أعماله ميدانية وتتطلب جهدًا بدنيًا.
أخي المواطن/ أختي المواطنة.. أعرف من ترشح حق معرفة مؤهلاته، مميزاته، شعبيته في المنطقة ومدى تفاعله مع أتراح وأفراح أهالي الولاية، وأعلم أن الصالح العام هو لعُمان، فلا يكفي أن يكون المُرشح قريبك أو جارك أو صديقك أو من جماعتك حتى ترشحه، ولا تستمع للوعود البراقة والكلام المنمق والحديث العذب والعزائم من حلوى عُمانية وما طاب مذاقه، ولكن احكم بعقلك قبل قلبك، واجعل لك آذانًا صاغية وعقلًا حكيمًا مستنيرًا لكل حديث واقعي ووعود في حدود المعقول، واعرف وافهم واحكم على ما سيقدمه المترشح لخدمة ولايته عبر رسالته الانتخابية، وعلى ماذا سوف يركز.
باختصارٍ.. صوتك أمانة فامنحه لمن يستحق من أجل عُمان.