متى يفرح المواطن البسيط؟!

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

في زمنٍ تغيرت فيه معادلات الحياة بوتيرة صعبة على المواطنين البسطاء في ظل الأزمات والإجراءات التي حدثت من حوله مع غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الخدمات والرسوم والضرائب وانخفاض رواتب أو تسريح البعض من العمل، وتقاعد الكثير من الموظفين، ووجود الباحثين عن عمل، تزايدت التحديات على المواطن البسيط القانع برزقه والذي كان يعتمد على راتبه مصدرًا لدخله وقوت عياله.

فمتى يفرح هذا المواطن البسيط الذي ملأ الدنيا اعتزازًا بوطنه ووفاء له ولخدمته وأقسم على بنائه والسعي من أجل رفعته وعليائه؟

إنَّ ما يُسعده ويُفرحه هو: إذا توظف أحد أبنائه الباحثين عن عمل بعد صبر استمر سنوات، وإذا وجد أحد أبنائه عملًا حرًا شريفًا بلا منافسة غير عادلة من الوافد، وإذا حصل على وظيفة أخرى بعد تسريحه من العمل يُعيل بها أسرته ويقضي بها دينه، وإذا خُفِّضَت عنه الضرائب والرسوم التي زادت من أعبائه، وإذا خُفِّضَت عنه أسعار الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصرف الصحي وهي ضرورة حياتية وحق مكتسب من حقوق المواطن والتي تضاعفت مرات ومرات عن السنوات السابقة ولا مناص منها، وإذا حصل على قطعة أرض قريبة من الخدمات الأساسية لبناء منزله وبيت أحلامه، وإذا خُفِّضَت عنه أسعار الوقود ومشتقاته لأنها ضرورة حياتية لا بديل عنها، وإذا تراجع غلاء الأسعار وتوقف جشع بعض الموردين من التجار وأصحاب المباني المؤجرة، وإذا قضينا على الفساد في مختلف تعاملات الحياة اليومية، وأخيرًا إذا ارتفع دخل الفرد وزاد راتبه وتمَّت ترقيته وحصوله على حقوقه التي طال انتظارها.

إنها أحلام البسطاء من المُواطنين وأقل أمانيهم التي يطمحون إليها لحياة كريمة هانئة في وطن شامخ معطاء.

أمنيات يمكن تحقيقها إذا توافرت الإرادة الصادقة والأمانة في النفوس وتمت دراسة واقع الأمر من منظوره الصحيح؛ فالوطن وأبناؤه هم القلب النابض الذي يجب أن يُكرم ويتم السعي نحو خدمته وتحقيق أمنيات أبنائه؛ فبسواعد أبناء الوطن الأوفياء سيتحقق الأمل؛ حيث يجب معالجة كل المعوقات التي تحُول دون تحقيقه.

ونحن نمضي نحو نهضة شاملة متجددة العطاء تحمي هذا الوطن وتجدد طاقات أبنائه بالبذل والعطاء من خلال القادم بإذن الله، وآمال المواطنين ما زالت في انتظار الخير القادم، بعد سنوات من الترقب لانفراج أزماتهم.

لا شك أن أفراح المُواطنين البسطاء ستهل- بإذن الله- مع قائد سعى منذ أول يوم لخدمة عُمان وشعبها وبناء وطنه في همم الماجدين نحو عليائه ومجده، بروية وحكمة ثاقبة ورؤية سديدة، وفقه الله وأعانه بإذنه على خدمة وطنه، وسخر له البطانة العاملة الصالحة الأمينة على مكتسبات الوطن ومقدراته.

آفاق من الأمل الدافق نحو هذا الوطن تحملها أفئدة المواطنين البسطاء، ودعوات الفرح والخير من قلوب أبناء الوطن تلهج لله العلي القدير بأن يحفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وهم يرفلون في أثواب العز والفخر، وأن يُبدِّل الله أحوالهم ويُحقق أمانيهم وأماني وطن عزيز مدرار بالخير والنِعم.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمه ظاهرة وباطنة. وكل عام والجميع بخير.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية