العناقيد المهدية لفريال الصبية (10)

 

مُزنة المسافر

لماذا صرتِ وسط العتمة يا فريال؟

انبثقي كما يفعل النير.

أين هو النير الذي يجد الآفاق والأنفاق؟

هل سيؤجل خروجه إلى البُكرة؟

هل نام هنا وسط القتامة.

واختلجها دون استئذان.

حين وجدكِ ترددين اسم الملك.

بدلاً من الصبيان واللصوص.

الذين كانوا يعتاشون على ذيل الليل.

وينتظرونك أن تسردي من جعبتكِ.

عناءهم وشقاءهم، وحكاياهم وحيواتهم.

يا لها من بهرة.

تلك التي تعيشين فيها يا صبية.

أين القبس؟

هل عبس؟

هل انجلى؟

وفنى؟

ماذا صنع منكِ الليل المعتم؟

الصبابة؟

يا للغرابة!

إنها أحجيات الملك.

وكلماته المنوهة بالغرام؟

لكنها كلماته المبتورة.

المغمورة بين الظلامات المعنية بماضيه.

هل بتِ الغزالة التي ستخترق الغابة؟

بحجة الصبابة؟

ماذا عن الظلامة المختبأة وسط الزمان الغائب.

أين هو الحق المنساق دون حق إلى العتمة؟

هل نسي الملك واجباته المنسية؟

أم تداركها بولوج الغزالة إلى الغابة؟

هل ستكونين الغزالة القافزة به إلى الزمان الذي يصنع له الربكة؟

هل هي هذه الحبكة؟

أن ترسمي أنتِ الزمان الجديد.

المعني بالمريد.

اخرجي الآن بين الضباع.

إنه الشياع.

النداء بصوت البوق العاجي

الراجي بالولوج والخروج.

أمام البشر.

وبين الحشر.

هل ستعيدين الحقوق؟

وتظهرين بثوب العدالة والبسالة؟

أم ستهمركِ الصبابة؟

وتغُشيكِ ضبابة؟

فتنسين الحِلم والسلم.

وتُظهرين الجور والبور.

فتمكثين في القصر.

دون أن تناولي الآخرين الآمال.

بل تطعمينهم الظلامة والقتامة.

 فيبجلون اسمك.

وينسجون رسمك.

في كل جدار ودار.

وأفئدتهم محترقة وممزقة.

وقلوبهم وجلة وخائفة.

رغم أنها رافضة.

لصولجانك الجديد.

وجدارك المنيع.

وفعلك الغريب الشنيع.

فلا تتوغلي أكثر حيث ماضيه.

وابقي هنا قرب النور العتيق.

الساكن لقلبك النقي.

وصباكِ العقيق.

ومرجاناتك الحمراء.

ولآلائك البيضاء.

ابقي هنا قرب قرص الشمس.

ناظرةً للخورشيد العظيم دون الأمس.

ابقي مستيقظة أمام رجالاته.

وأمام حراسه المتيقظين دوماً.

كوني أكثر يقظة.

ولا تتهاوني لأفعاله وأقواله.

إنه الحديث المغلف بالزُهى.

إنه ببساطة الغرور.

هل بات الآن وسط قلبك الطهور؟

هل ولج مع الصبابة؟

إنه القناع الجديد المريد لزوال الوجوه.

إنه القناع الناكرالماكر.

ولا يمكن له أن يكون الشاكر والذاكر للفضائل.

وهل من بدائل؟

ليس هنالك غير الصبابة.

وليس هنالك غير الغرابة.

كلهم دون النير يعيشون في أحشاءك هناك مع الملك.

وحراسه وأعوانه وأتباعه.

ماذا صنعت منكِ الصبابة يا فريال؟

حين صار الملك يحيطك بالحيرة.

وإن سكب لك كأس غيرته المُرة.

هل ستعودين بها حرة؟!

تعليق عبر الفيس بوك