هذا ما حدث.. رسالتي الأخيرة!

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

كيف سأكتب رسالتي الأخيرة؟! وكيف سيكون مشهد تلقيك تلك الرسالة؟!

كيف ستتلقى الخبر الصادم؟ وكيف سيعلمونك بذلك؟ كيف ستصدق أذنيك ما تسمع وقلبك ما يعي وعقلك ما يدرك وحواسك الخمس؟! كيف سيكون وقع الخبر عليك يا والدي؟ هل ستكون جالسا أم واقفا أم نائما أم متهيئا للخروج كعادتك؟! كيف سيُقال لك إن ابنتك قُتلت؟!

ستعود أدراجك وستأخذ نفسا عميقا مستبعدا تلك الفكرة المجنونة ولكن هذا ما حصل، كأي أب تلقى خبر وفاة ابنته التي كانت تحلم بالأيام الجميلة القادمة والأيام التي تخبئ لها الأجمل مما عاشته لكنك تهز رأسك محاولا إقناع نفسك قبل اتخاذ أي قرار لكن هذا ما حدث؟!

سوف تأتي أمي لسؤالك ما الذي يحدث ستجيبها أنك لا تعلم ستخرج إلى الهواء الطلق تبحث عن أكسجين وتبحث عني!

تسمع صرخة مدوية في المنزل ألا وهي صرخة أمي وإخوتي الذين وصلهم الخبر الحزين.

تحاول جاهدا التصديق والاستيعاب لكنك رجل الموقف ويجب عليك الذهاب إلى مسرح الجريمة لرؤية ما حدث.

تتبعك بسيارة أخرى أمي وإخوتي بعد أن وصلهم الخبر وبعد أن كانت الصدمة التي يعيشونها ككابوس لعين.

وعندما تصل تتمنى لو أن الأرض تبتلعك ألف مرة ولا تتقدم خطواتك أكثر باتجاه جثتي لكن شيئاً آخر يدفعك للتقدم باتجاهي وكنت تتمتم وتقول: لن يحدث شيء سيئ وسيكون اشتباهاً فقط !

يُرفع الغطاء ترى الجسد المثقل بالطعنات والوضع المؤسف ودموع عيني التي كنت أذرفها قبل الموت بتلك الميتة الشنيعة.

هل يعقل ذلك وأن الذين أحبونا بصدق هم نفسهم قتلونا وهل الذين كان من المؤمل أن يكونوا سندا ومتكأ يقتلوننا بوحشية مطلقة وفي وضح النهار وفي الشارع الحزين الذي تناثرت فيه دماؤنا الطاهرة نعم طاهرة فكيف لك أن تخرج لبيتك ذاهبا لعملك وفي عقلك أشياء كثيرة لم تنجزها بعد وكنت قد قلت سوف أنجزها في وقت لاحق لكنك لم تكن تدري أن السكين التي ستخرج روحك بسببها كانت قد باتت تلك الليلة في يد القاتل وأن قبرك قد تم إعداده مسبقا وأن النهاية أصبحت قريبة وأن خروجك من الدوام وقت انتهاء الدوام هو خروجك من الدنيا حملت حقيبتي واتجهت نحو سيارتي وكان ما كان!

لم أكن أتخيل الوحشية التي رأيتها ولم أكن أعلم أن نهايتي ستكون بهذه الطريقة وأن السيناريو قد أعد مسبقا وأنني في حالة تمثيل لدوري هنا فقط.

كنت أحلم بأشياء أود تحقيقها كنت أرى أن الحياة ستعطيني الأجمل كانت مُخيلتي تقول لي إنك ستنجحين وستبدعين وستكونين قدوة ومثالاً يحتذى به لكن الدقائق تلك كلها انتهت والأحلام والتمنيات والأفكار التي كنت أفكر بها وهذا الرأس الذي كان يقول لي إنك تستحقين الأفضل ورجفة يدي ودقات قلبي التي تسارعت وقتها حتى توقفت ووجه الشبح الذي كان أمامي وطعنات مختلفة تلقيتها في جسدي ودماء تساقطت مني وألم لم أعرف مصدره وبرود تام في أطرافي رغم سخونة الموقف وحرارة الدم المتدفق وهدوء.

لأبي الذي كان قادماً باتجاهي ولأمي: اطلبا القصاص، فأنا لم أخلق من أجل أن يذهب عمري سدًا.

لعُمان: بلدي الحبيب أتمنى تطبيق أقصى عقوبة ضد مرتكبي تلك الجرائم.

لنفسي: هنا توقف الزمان وهنا بدأ زمان أجمل، لن أُقتل فيه، وسترتاح روحي أخيرًا وسأعيش في مكان أجمل مع شخوص أفضل، ومع رحمة واسعة من ربي وخالقي فهو لن يتركني.

للقاتل: قتلتني في لحظة واحدة.. لكنك ستتمنى لو أنك تموت ألف مرة!