زواج الأقارب أحد أسباب إصابة المواليد بالأمراض الوراثية

الفحص الطبي قبل الزواج.. ضعف الوعي المجتمعي يهدد حياة المواليد بالأمراض الوراثية

◄ الجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية: سلطنة عمان بوتقة لأمراض الدم الوراثية

◄ السرحانية: يجب إجراء الفحوصات الطبية سواء في زواج الأقارب أو غير الأقارب

60 % من سكان عمان يحملون جينا من جينات أمراض الدم الوراثية

◄ المشيفري: التقاليد المجتمعية من أسباب انتشار زواج الأقارب

الرؤية- أسعد البدري

يعد زواج الأقارب من العوامل التي تؤدي إلى إنجاب أطفال مصابين بأمراض وراثية بحسب ما أكدت وزارة الصحة العمانية، موضحة أنه لا يعد شرطا مباشرا ووحيدا لأن الأمراض الوراثية قد تلازم الأقارب وغير الأقارب. وتشدد الوزارة على ضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج ، خصوصا لو كان الزواج من الأقارب، حتى يتمكن المقبلون على الزواج من الاطمئنان على أنفسهم والتأكد من خلوهم من أمراض الدم الوراثية، مؤكدة أنَّ هذه الخطوة تُساعد في تجنب ولادة أطفال مُصابين.

لكن كيف تنتقل الأمراض الوراثية؟

تقول الجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية، إنَّ العديد من الدراسات تشير إلى انتشار أمراض الدم الوراثية في الدول العربية، موضحة أنها تنتقل من الآباء والأمهات إلى الأبناء عن طريق الجينات الموجودة في نواة الخلية في الجزء الجسم بالكروموسومات، ويرث الولد نصف صفاته الوراثية من الأم والنصف الآخر من الأب. وتشير إلى أن من أشهر أنواع أمراض الدم الوراثية في السلطنة هي: الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي ونقص الخميرة".

وترى الدكتورة الجليلة السرحانية، مرشدة وراثية بمحافظة جنوب الباطنة، أنه من الضروري إجراء فحص قبل الزواج سواء كان الزواج من الأقارب أو من خارج دائرة العائلة، لأنه يساعد في الحد من الأمراض الوراثية التي يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات الموجودة في الدم التي قد تسبب أعباء صحية واقتصادية ونفسية واجتماعية للعائلة، لافتة إلى أن الفحص يساعد في الكشف عن المشاكل الوراثية التي يمكن أن يحملها الأشخاص دون ظهور أي أعراض.

وتطالب السرحانية بضرورة تفعيل مبادرات التوعية المجتمعية بضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج، لأن الكثيرين لا يدركون أهمية هذا الفحص وخطورة ما قد يصيب أبناءهم في المستقبل، أو بتفعيل قانون يجبر المقبلين على الزواج بإجراء الفحص كشرط من شروط استخراج وثائق الزواج.

إحصائيات رسمية

تصف الجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية الوضع، بأن عمان تعد بوتقة لأمراض الدم الوراثية، حيث جاءت الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة على النحو التالي: "5% يحملون جينا لفقر الدم المنجلي، 2.61% يحملون جينا للثالاسيميا (ب)، أكثر من 1% من السكان يحملون جينا لأمراض التمنجل الأخرى، بمعنى أن 10% من سكان عمان يحملون جينا من جينات أمراض الدم الوراثية في سلسلة (ب) والتي عادة ما تكون خطيرة، كما أن 48% من السكان يحملون جينا للثالاسميا (أ)، وبذلك يكون 60% من سكان عمان يحملون جينا من جينات أمراض الدم الوراثية.

وتوضح الجمعية أن من أكثر أنواع أمراض الدم انتشارا في السلطنة هو فقر الدم المنجلي، وهو مرض وراثي يصيب نخاع الدم وينتج عنه نقص في الدم مع تغير في شكل كريات الدم الحمراء لتصبح هلالية الشكل كالمنجل، وأيضا مرض الثلاسيميا وهو مرض وراثي يصيب نخاع العظم، حيث ينتج عنه نقص في الدم بحيث تكون كريات الدم الحمراء غير قادرة على القيام بوظيفتها نتيجة تكسرها المستمر قبل أوانها.

لماذا زواج الأقارب؟

ويعتقد معاذ المشيفري أن تدخلات العائلة في اختيارات الزواج واعتقادهم أن زواج الأقارب ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها وعدم اهتمامهم بالفحوصات الطبية قبل الزواج، من أسباب انتشار هذه الظاهرة وانتشار الأمراض الوراثية، موضحا: " توجد عادات وتقاليد في مجتمعنا بأن ولد العم أو ولد الخال أو أي شخص في العائلة له الأولوية من الشخص الغريب، ولكن لا يعلمون أنه ربما يتسبب هذا الزواج في مشكلات كبيرة وأمراض وراثية للأطفال والأحفاد".

ويقول إنه على الرغم من تطور الدراسات العلمية التي تحث على تجنب زواج الأقارب وأهمية الفحص قبل الزواج إلا أن أولوية زواج الأقارب ما زالت موجودة في بعض مجتمعاتنا، الأمر الذي تكون نتائجه الكثير من المشكلات في الحياة الزوجية ربما تصل إلى الطلاق أو تدهور الحالة الصحية للأبناء وظهور الأمراض الوراثية.

ويبين مشعل الصبحي أن من أسباب ابتعاد البعض عن زواج الأقارب، ما يتداول بشأن الضرر الصحي على الأبناء في المستقبل بسبب إصابتهم بأمراض وراثية، لافتا إلى أن الزواج يجب أن يبنى على أساس سليم صحيا ونفسيا واجتماعيا حتى يشعر الطرفان بالطمأنينة ويكون السلام والمودة والصحة والاستقرار أساس المجتمع.

ويبين مشعل الصبحي أن من أسباب ابتعاد البعض عن زواج الأقارب، ما يتداول بشأن الضرر الصحي على الأبناء في المستقبل بسبب إصابتهم بأمراض وراثية، لافتاً إلى أن الزواج يجب أن يبنى على أساس سليم صحيا ونفسيا واجتماعيا حتى يشعر الطرفان بالطمأنينة ويكون السلام والمودة والصحة والاستقرار أساس المجتمع.

من جهة أخرى، يتحدث عبد المجيد الشعيلي عن العلاقات المجتمعية المرتبطة بزواج الأقارب أو الزواج من خارج دائرة العائلة، قائلاً: "عندما يكون الزواج من خارج العائلة أو من مجتمع آخر لا تربطهم أي علاقة، فإن هذا يساعد على التقليل من حدوث المشكلات بين أهالي الزوجين ويزيد الاحترام والتقدير بينهم، وكل هذا ينعكس على حياة الزوجين وأبنائهم وإكمال حياتهم دون مشاكل وكراهية، كما يجب أن يتبادل الزوجان الاحترام لعائلاتهم وحل المشاكل الأسرية أولا بأول قبل أن تتفاقم".

ويوافقه الرأي مشعل الصبحي، الذي يشير إلى أن الزواج من خارج العائلة يساعد على توسيع دائرة التعارف بين الناس والتعرف على العادات والتقاليد لمجتمعات أخرى، مضيفا: "في الفترة الحالية أصبح الناس بعد دخولهم الجامعات والكليات وأيضا الدخول إلى سوق العمل، يمتلكون دائرة معارف واسعة، وأتاح لهم فرصة للتعارف مع غيرهم قد تكون أحد عوامل الزواج من خارج دائرة الأقارب والخروج من المحيط العائلي والتخلص من الإرث القبلي".

ويذكر أسعد اليعقوبي أن تدخلات الأهل والضغوط التي يتعرض لها المقبلون على الزواج، تجعلهم يتزوجون ضمن إطار العائلة، لافتا إلى أنَّ هذه الأمور تحدث بسبب العادات والتقاليد التي ورثها المجتمع. ويوضح: "في الوقت الذي يقبل فيه أحد الشباب على الزواج، يضغط الأهل لكي يتقدم لخطبة ابنة عمه أو ابنة عمته أو ابنة خالته باعتبار أن الزواج من العائلة أمر جيد دون أن يدركوا المخاطر التي قد تحدث بعد ذلك للأبناء، كما أن الفتاة تتعرض لنفس الضغوط من أهلها للموافقة على الشخص الذي تقدم لخطبتها من دائرة العائلة".

ويطالب اليعقوبي بضرورة تفعيل دور الجهات المعنية بتوعية المجتمع وشرح مخاطر الضغط على الشاب أو الفتاة لاختيار شريك الحياة، وتوعيتهم بأهمية إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج، سواء كان الطرف الآخر من العائلة أم لا.

تعليق عبر الفيس بوك