تشو شيوان
منذ بداية الاستعدادات لاستضافة قطر الدولة الخليجية لكأس العالم 2022، والصين تشارك على قدم وساق في تجهيز كل شيء سواء تجهيز البنية التحتية، والملاعب، ومساكن المشجعين، وصولًا لوسائل النقل وصولًا لمنتجات المونديال المتنوعة، فإنَّ عبارة "صنع في الصين" حاضرة وبقوة في شوارع وأسواق الدوحة وحملت هذه العلامة أحلام وشغف المشجعين أثناء تشجيعهم لمنتخباتهم من جميع الدول المشاركة؛ حيث إن 80% من منتجات كأس العالم قطر مصنوعة في الصين.
مُعظم منتجات كأس العالم تم تصنيعها في مدينة "إيوو" الواقعة بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، وقد تم تصنيعها بمختلف المراحل والدرجات وبجودة وحرفية حالية، وقد قامت المصانع الصينية بمختلف مناطق الصين بالتعاقد مع المنظمين وأصحاب الحقوق من شعارات وأشكال وأدوات لتصنيع كل شيء متعلق بكأس العالم وبالكميات المطلوبة، ولذلك شاهدنا توفر جميع مُتعلقات كأس العالم في الأسواق القطرية والعالمية، وأينما ذهبت في العالم تجد علامة صنع في الصين حاضرة جنبًا إلى جنب مع كل ما يتعلق بكأس العالم.
التواجد الصيني في كأس العالم لا يقتصر على المتعلقات فقط، بل قامت الشركات الصينية ببناء أجمل ملاعب قطر والملعب الذي سيستضيف المباراة النهائية لكأس العالم قطر 2022 والحديث هنا عن ملعب لوسيل والذي يتسع لـ 80 ألف مشجع، والذي يعد أكبر ملعب كرة قدم في المنطقة ولوحة فنية في التصميم والإتقان في الصناعة، حيث إن إجمالي كمية الفولاذ المستخدم في الهيكل الفولاذي يعادل ثلاثة أبراج مثل برج "إيفل" في فرنسا، كما أن التصميم والبناء يتوافق مع أحدث المعايير الدولية للاتحاد الدولي لكرة القدم، وأوروبا، والولايات المتحدة، ويذكر أن قطر اختارته ليكون رمزًا على إحدى فئات العملة لديها، وقد أشاد العالم بتأثير شركات الإنشاء الصينية لبناء كهذا صرح رياضي عالمي بجودة عالية تليق بحدث رياضي كبير مثل كأس العالم.
وعند الحديث عن قرى المشجعين وأماكن الاستضافة، فأيضًا قامت الشركات الصينية بتحويل حاويات الشحن لبناء مساكن المشجعين وقامت ببناء وحدات سكنية مؤقتة تتناسب مع الحدث الرياضي وتطلعات دولة قطر لاستضافة ملايين المشجعين، وقد وفرت هذه المساكن الخدمات الأساسية لساكنيها، وقد استخدمت الشركات الصينية تقنيات عالية الجودة تجمع بين توفير الطاقة وحماية البيئة، وذلك من أجل توفير الكهرباء والمياه والخدمات الصحية لهذه المساكن لتكون كما لو أنها مدن مُؤقتة قابلة للاستخدام في أي مكان وزمان.
أيضًا قامت الصين بتزويد قطر بحافلات كهربائية لنقل المشجعين، ويذكر أنه كان لسلطنة عُمان ومدينة الدقم هناك دور كبير في عمليات توريد هذه الباصات ونقلها لقطر، وبهذا تكون الصين قد ساهمت في توفير وسائل نقل مُستدامة وصديقة للبيئة في مونديال قطر، وفي الوقت نفسه، وفرت بديلًا مريحًا لنقل المشجعين من أماكن إقامتهم إلى الملاعب وأماكن الفرجة والفعاليات.
إضافةً إلى ذلك، فقد قدّمت الصين زوجًا من الباندا هدية لقطر بمُناسبة تنظيمها كأس العالم، لتكون الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تحصل على الباندا من الصين. وأُطلق على الدبين اسم سهيل ("جينغ جينغ" يعني بالصينية الكريستال اللامع)، وثريا ("سي هاي" يعني بالصينية 4 بحار)، وتم إنشاء قرية الباندا العملاقة في قطر لتكون مركزا سياحيا يعبر عن الصداقة التاريخية بين الصين والدول العربية.
وفي الجانب الرياضي، فإنَّ للصين حضور في قائمة حكام كأس العالم قطر عبر مشاركة 3 حكام، وهي المرة الأولى التي يُشارك فيها حكام صينيون في كأس العالم، إضافة لكل ما سبق فإن التغطية الإعلامية الصينية للمونديال استثنائية هذه المرة من خلال نقل مجموعة الصين للإعلام لأحداث ومباريات المونديال، ونقل أجواء المونديال والثقافة العربية للجمهور الصيني، ويحظى المونديال بمتابعة الملايين داخل الصين.
الصين حاضرة وبقوة في كأس العالم قطر 2022، ومستمرة في بذل الجهود لنجاح المونديال حتى آخر لحظة، متمنية النجاح الكامل لقطر في هذه الاستضافة، فالصين تؤمن بأنَّ دول الشرق الأوسط لديها القدرة لتكون علامة للتميز في العالم، والصين شريك أساسي في نجاح هذه المسيرة.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية