موسكو تدرس الرد على القرار الأوروبي بوضع 60 دولارًا سقفًا للخام الروسي

أسواق النفط تحبس الأنفاس ترقبًا لنتائج اجتماع "أوبك بلس".. وخبير لـ"الرؤية": "المفاجآت" غير مستبعدة

◄ الريامي: قرارات "أوبك بلس" تُبنى على دراسات العرض والطلب

◄ وضع سقف لسعر النفط الروسي يهدد بإشعال "حرب طاقة جديدة"

◄ رفع الصين لقيود "كورونا" يسهم في زيادة الطلب على الخام

 

الرؤية- مريم البادية

يتوقع علي بن عبدالله الريامي، خبير أسواق النفط والغاز، أن تحالف "أوبك بلس" سيلتزم بهدف الإنتاج النفطي الحالي، وذلك عندما يناقش مستجدات الوضع في سوق النفط العالمية في الاجتماع المقرر عقده اليوم الأحد، لافتًا إلى أن خفضًا إضافيًا للإنتاج "أمر غير مستبعد"، كما إن من الوارد الخروج بقرارات مفاجئة من هذا الاجتماع.

وقال الريامي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن قرارات "أوبك بلس" عادةً ما تكون مبنية على دراسات السوق فيما يتعلق بالعرض والطلب، وأن الوقت الحالي لا يتطلب زيادة في إنتاج النفط بسبب الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، في ظل القرارات الأخيرة للبرلمان الأوروبي حول وضع سقف للأسعار على النفط الروسي، مضيفا: "كل هذه المعطيات سوف توضع في الاعتبار خلال الاجتماع، ولا أستبعد مسألة تخفيض الإنتاج لنحو ما يقارب 500 ألف برميل، كما إن المفاجآت من أوبك بلس واردة".

وأشار الريامي إلى أن قرار البرلمان الأوروبي بوضع سقف لسعر النفط الروسي يعد تدخلا مباشرا في السوق، ولا يتماشى مع سياسة البرلمان الأوروبي ولا قواعد التجارة العالمية، لكن تأثير هذا القرار يتوقف على طبيعة رد الجانب الروسي، في ظل توقعات بقيام روسيا بتخفيض الإنتاج وعدم بيع النفط الروسي لبعض الدول الأوروبية وأي دولة أخرى سوف تتعامل وفق هذا السقف. وأضاف الريامي: "من المُقلق أن تعتبر روسيا هذا التحرك الأوروبي نوعًا من الحرب الاقتصادية عليها، وهذا وارد للغاية، ومن ثم ربما تلجأ إلى خفض الإنتاج، وهو ما سيؤثر كثيرًا على معدلات العرض والطلب، وقد يؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط، في مسعى روسي لتوجيه رسالة قوية للدول الأوروبية؛ الأمر الذي قد يشعل حربًا على الطاقة، لا شك أن الجميع في غنى عنها"، على حد قوله.

وتحدث الخبير في تسويق النفط والغاز عن تأثير الوضع الصيني على توقعات الطلب على الخام الأسود، قائلا إن هناك توجه من الحكومة الصينية برفع القيود عن بعض الإجراءات المتخذة ضمن سياسة "صفر كورونا"، لكن حال استمرت الحكومة في تطبيق سياستها واستمرت في الإغلاق ستتأثر الحركة الاقتصادية في الصين وسينخفض الطلب على النفط، أما إذا خففت الإجراءات ستعود الحركة الاقتصادية ويرتفع معدل الطلب على النفط.

وعن تأثر أسعار الطاقة في فصل الشتاء، أكد الريامي أنه "من الطبيعي أن تتأثر الأسعار بالطقس، لكن الطقس ليس شديد البرودة في الوقت الراهن، وحتى الآن الظروف مناسبة في أوروبا على الرغم من تأثرهم بغياب النفط والغاز الروسيين؛ لذلك ستكون الظروف أكثر صعوبة للأوروبيين في الشهور المقبلة مع ازدياد شدة البرودة". لكن الريامي استدرك في حديثه عن الوضع بالنسبة إلى أمريكا، وقال إن الأمر مختلف في الولايات المتحدة؛ حيث تملك الطاقة سواء من الغاز أو النفط، وهم يتأثرون بارتفاع أسعار النفط، ولكن هذه الارتفاعات ليست متعلقة بالعرض والطلب، بقدر ما هي مرتبطة بالضرائب، فإذا كان هناك تخفيض في الضرائب على شركات الطاقة، فإن الأسعار تكون معتدلة، لذلك تسعى الإدارة الأمريكية للتدخل في سياسات أوبك بلس من خلال حث الدول المنتجة للخام على رفع الإنتاج لضمان انخفاض الأسعار، غير أن أوبك بلس لا تستجيب للمطالب الأمريكي باعتباها تدخلًا في سياسات الإنتاج".

وفي سياق مماثل، قالت خمسة مصادر في أوبك بلس لوكالة رويترز أمس، إنه من المرجح أن تبقي المجموعة على أهدافها لإنتاج النفط عندما تجتمع اليوم، وذلك بعد اتفاق دول مجموعة السبع على حد أقصى لأسعار النفط الروسي. وأثارت أوبك بلس، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، غضب الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في أكتوبر عندما اتفقت على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، أي نحو 2% من الطلب العالمي، اعتبارا من نوفمبر هذا العام حتى نهاية عام 2023.

واتهمت واشنطن أوبك بلس والمملكة العربية السعودية، بالانحياز لروسيا رغم الحرب التي تشنها في أوكرانيا. وقالت أوبك بلس إنها خفضت الإنتاج بسبب توقعات لاقتصاد أضعف وتراجع أسعار النفط منذ أكتوبر بسبب تباطؤ النمو الصيني والعالمي ورفع أسعار الفائدة.

واتفقت دول مجموعة السبع وأستراليا الجمعة على أن يكون الحد الأقصى لسعر البرميل من النفط الخام الروسي المنقول بحرًا 60 دولارًا، في خطوة لحرمان الرئيس فلاديمير بوتين من الإيرادات مع الحفاظ على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية. وقالت موسكو إنها لن تبيع نفطها وفقًا لهذا الحد الأقصى وأنها تجري تحليلًا للتوصل إلى الرد المناسب.

وقال العديد من المحللين ووزراء في أوبك إن سقف الأسعار محيِّر وربما يكون غير فعَّال؛ لأن موسكو تبيع معظم نفطها لدول رفضت إدانة الحرب في أوكرانيا، مثل الصين والهند. وقالت مصادر إن الدول الأعضاء في أوبك اجتمعت عبر الإنترنت أمس السبت بدون حلفاء مثل روسيا وناقشت في الغالب المسائل الإدارية. ولم يناقش الوزراء فرض الحد الأقصى لسعر النفط الروسي. وقال خمسة مندوبين من أوبك بلس إنه من المرجح أن توافق المجموعة في اجتماعها على تمديد السياسة. وكان مصدران آخران من أوبك بلس قالا إن مناقشة تخفيض الإنتاج مرة أخرى ليست مستبعدة تمامًا نظرًا للمخاوف بشأن النمو الاقتصادي والطلب على الخام.

تعليق عبر الفيس بوك