الإجازة تُنعش السياحة.. ولكن!

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

إجازة رسمية حملت معاني كثيرة ورسالة هادفة إلى مسؤولي وزارة التراث والسياحة والقائمين على رؤية "عُمان 2040"، خاصة فيما يتعلق بملف الترويج السياحي.

جدلٌ واسع شهدته مواقع التواصل الاجتماعي بين الإمكانيات السياحية لسلطنة عُمان، ومواقع الجذب فيها، والحركة النشطة التي شهدتها خلال إجازة العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد؛ إذ شهدت ولايات ومحافظات عمان خلال الأربعة أيام المنصرمة حركة سياحية كبيرة، وازدانت المناطق السياحية بتدفق سياحي غير عادي لبعض المواقع الشهيرة، بمقوماتها السياحية ومكنوناتها الطبيعية التي تزخر بها تلك المواقع. فيما ازدحمت الفنادق والمنتجعات والنُزل بنسب إشغال وصلت في كثير من الأحيان إلى 100%، مع مطالبات من السائحين والزائرين بضرورة وجود مشاريع سياحية ريادية ومبتكرة، وتوفير المرافق العامة في الأماكن السياحية، إلى جانب تنويع أماكن الإيواء وزيادة أعدادها.

واستغلال بعض الأماكن السياحية المشهورة بتضاريسها وأجوائها المميزة بإنشاء المشاريع السياحية الجاذبة للسائحين والزائرين، من شأنه ن أن أن أن يُعزز نمو الحركة السياحية، مع وجود الفعاليات والمناشط المصاحبة التي تجذب الجميع من ‏سائحين ومواطنين. وما شهدته ولاياتنا العمانية وتشهده مع كل موسم سياحة وإجازات، يعطي حافزًا على بذل المزيد من الجهد والجد والاجتهاد؛ لتنفيذ مشاريع كبيرة تفتقدها السلطنة، ونتمنى أن ترى النور في القريب العاجل، مع المتابعة الحثيثة من كل الجهات المسؤولة عن دعم القطاع السياحي، لكل الأفكار والمشاريع والرؤى المطروحة.

واتجاه عدد من المواطنين لقضاء إجازتهم في عدد من الدول، خاصة دول الجوار، هو انعكاس لوجود أماكن جذب في تلك الدول نفتقر لوجودها هنا في عُمان؛ فتدفق مئات الزوار على تلك الدول واكتظاظ الحدود البرية أو مطار مسقط الدولي بالمسافرين، خلال هذه الأيام لقضاء إجازة العيد الوطني فيها، نابع من وجود مشاريع عملاقة تتمتع بها، وإمكانيات سياحية رائدة، والتي يُمكن تنفيذها في عُمان بسهولة ويسر إذا توافرت الإرادة والعمل الجاد.

إنَّ دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة ورواد الأعمال لتنمية أعمالهم ومؤسساتهم التي تعزز من نمو السياحة، أصبح ضرورة مُلحَّة؛ إذ يجب دعم مشاريع الإيواء والنزل التراثية ودعم المشاريع السياحية الأخرى مثل إنشاء الحدائق العامة والحدائق المائية مع تنفيذ مشاريع صغيرة بداخلها تدعم الشباب، فضلًا عن دعم الأفكار الإبداعية الكثيرة كالطيران الشراعي والسباقات والرياضات الشاطئية والرياضات المائية، وتجميل الأماكن السياحية كمشروع فلج صعراء البريمي الذي أُقيم بجهود من المواطنين، وغيرها من المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يجب تبنيها ودعمها من قبل الحكومة والقطاع الخاص.

الإجازة حملت هموم وأحلام أبناء السلطنة بضرورة وجود مشاريع سياحية رائدة يجب أن تقوم بالبلاد ويجب تنفيذها فورًا بعد 52 عامًا من عمر النهضة العمانية الحديثة وتماشيًا مع الرؤية المستقبلية 2040 التي يؤمل أن تحقق كل تلك الأمال والتطلعات الجميلة.

إنها رسالة إلى كل من له علاقة من مسؤولين ورواد أعمال ومستثمرين وصناع قرار، بضرورة العمل الفوري لدعم السياحة العمانية، التي نتمنى أن تكون أحد أهم مصادر الدخل، وأن ترتقي بعُمان لتكون وجهة محلية وعالمية للسائحين من مختلف دول العالم، مع الأمنيات بتحقيق ذلك في ظل وطن مُتجدد العطاء والمنجزات تحت القيادة الكريمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- وعمان ترفُل في أثواب العز والفخر والنماء.

إجازة سعيدة للجميع وقد لبست عُمان حلل المجد في عهد زاهر سعيد، وقد جادت الإجازة ببيان عام عن السياحة فيما لها وعليها، وبإذن الله يتحقق الرجاء.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية