نواقيس خطر (3)

سيارات الأجرة والنقل بيد الوافد

‏راشد بن حميد الراشدي **

ما يحدث من سلوكيات وأفعال البعض في هذا الوطن الغالي العزيز بات يُقلق المواطن البسيط، فمع غلاء المعيشة وبطء الحركة التجارية وتحكم الوافدين في بعض الأعمال التي يتكسب منها المواطن وينافسه فيها والتي هي مصدر دخل له وأولاده، تتجلى أهمية التطبيق الصارم والشديد لقوانين العمل وقوانين التعمين، ودعم العمالة الوطنية التي باتت تشتكي من تجاهل مطالبها بدون تحريك ساكن.

سيارات الأجرة وسيارات النقل التي بات يتكسب منها الوافد ليل نهار أدت إلى منافسة المواطن في لقمة عيشه وبطالة وضعف في حركة النقل لديهم، بعدما أصبحت سيارات يقودها وافدون تصول وتجول في الطرق، فأصبح نقل الركاب في عدد من المحافظات من وإلى المطار مثلاً يقوم به وافدون، وكذلك نقل البضائع البسيطة ومواد البناء وهكذا في مخالفة صريحة للقوانين المعمول بها والصادرة بمراسيم سلطانية سامية.

ومن الأمثلة البسيطة التي حدثني عنها بعض الإخوة، أن عاملًا وافدًا ينقل الركاب بصفة شبه يومية بين مسقط والولاية التي يُقيم بها، مُحققًا دخلًا شهريًا يصل إلى 600 ريال عماني! فمن أحق بهذا الدخل الوافد أم المواطن؟!

وقد شاهدتُ بأم عيني منذ الصباح الباكر عمال ينقلون أصحابهم في سياراتهم لمواقع العمل، وعمال ينقلون مواد بناء، وعمال ينقلون خضروات وفواكه لمتاجرهم أو مطاعمهم دون مُخالفتهم وإيقاف مثل هذه الأعمال والسلوكيات التي قد تكون مصدر دخل لمئات المواطنين.

اليوم أصبح الوضع صعبًا على المواطنين في ظل هذه المنافسة الظالمة وعدم تطبيق القانون على هؤلاء المُخالفين الذين أصبحت سياراتهم الخاصة سيارات أجرة ونقل بضائع، يجوبون فيها ولايات السلطنة بأريحية تامة، والمواطن ينظر بعينيه لما يحدث حوله منتظرًا، تطبيق القانون وإيقاف هذه التجارة المستترة؛ لكي تقر عينه بأرزاق وطنه.

إنَّ المواطن صاحب سيارة الأجرة وسيارة النقل يدفع تأمينًا لسيارته ويستخرج تصريحًا لمزاولة مهنته، فكيف يُترك الوافد يحقق الأرباح على حساب المواطن؟!

إنني أوجه رسالتي للمسؤولين عن تنظيم سوق العمل والجهات المعنية، بتطبيق القانون، ولوائحه التي تُحدد الوظائف المُعمَّنة وإيجاد الحلول لهذه الظاهرة المنتشرة في معظم الولايات والمدن والقرى، بحيث يستطيع المواطن الحصول على دخل جيد وثابت من مهنٍ تمَّ تعمينها، ومن ثم إيقاف هذه الممارسات التي تؤدي إلى خسارة المواطن واستفادة الوافد من أموال تذهب إلى خارج الوطن.

ختامًا.. آملُ تجاوب الجميع من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي نراها جميعًا، وأن ترتقي عُمان بسواعد أبنائها المكافحين من أجل مصدر رزقهم؟

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وجعلها واحة للخير لأهلها يتفيئون ظلالها ويحصدون خيراتها.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية