رجال الغد

 

سليمة بنت عبدالله المشرفية

يحرص أغلب الآباء والأمهات على العناية الفائقة بتعليم أبنائهم المدرسي ويولون واجباتهم ومراجعة دروسهم أشد عناية حتى يبدو للوهلة الأولى أنَّ الوالدين هما اللذين على مقاعد الدراسة وليس أبناؤهم، وذلك حرصٌ محمود في سبيل الرقي بالأبناء وإيصالهم إلى مكانة مرموقة يرجونها لهم.

لكن قد يغفل بعض الآباء والأمهات في ظل تلبية الحاجات الدنيوية للأبناء عن غرس القيم الدينية في نفوسهم، وتعريفهم بربهم ومحاولة الوصول إلى الإجابة التي تُناسبهم عن أسئلة يسألونها فلا يجدون سوى قلة الالتفات إليها مما يورثهم التجاهل والنسيان والكتمان، وقد يصل الابن أو البنت إلى سنٍ تلزم فيه الصلاة فلا يوجد من يحثه عليها ويذكره بفضلها وتعظيمها وغرس محبة الله من خلال الالتزام بها والمداومة عليها.

وفي الحقيقة أن التواصل مع الأبناء وتثقيفهم الديني في تفاصيل حياتهم اليومية أمر له غاية الأهمية سيما في ظل غياب القدوة لدى الأبناء وسهولة الوصول إلى قدوات سيئة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها مع وجود تيارات فكرية خطيرة وانحراف سلوكي مستشرٍ يصل إليه الطفل أو الشاب بلمسة واحدة من جهازٍ ذكي.

إنَّ التنشئة الدينية التي تعتمد على تغذية فكر الطفل بالمعلومات والدلالات المعرفية مع غرس بذرة الإيمان في نفسه أمر يجب على الوالدين إيلاؤه أهمية قصوى في سبيل إنشاء جيل يعتز بدينه ويستطيع الوقوف في وجه كل الزلازل التي تحاول زعزعة هويته والعبث بمنظومة قِيَمه، ولنتذكر أن أطفال اليوم هم رجال الغد.

تعليق عبر الفيس بوك