مزج الماضي بالحاضر وجمع بين الشرق والغرب في "البيت"

افتتاح أسطوري لـ"مونديال قطر".. والإبهار البصري يخطف أنظار الملايين

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

أداء "متواضع" لـ"العنابي" في مواجهة الإكوادور ينتهي بخسارة المباراة الافتتاحية

 

الرؤية- وليد الخفيف

 

أبهرت دولة قطر الشقيقة العالم أمس، بحفل افتتاح رائعٍ لبطولة كأس العالم لكرة القدم، تضمنت فقرات منوّعة تجمع بين عبق الشرق وتاريخ قطر وقصتها على مدار 12 عامًا من العمل وصولًا لهذه اللحظة التاريخية، إضافة لفقرات تعزز عادات وتقاليد العرب وشيمهم وتطور الغرب ونجاحاته.

وتميز الحفل بإبهار بصري فريد باستخدام التكنولوجيا البصرية والصوتية الحديثة مع انسجام في العروض والتصوير وتحركات المجاميع على أرضية الملعب وحراكا في المدرجات من مختلف جماهير الدول المشاركة في المونديال.

العرض العالمي حظي بمتابعة الملايين حول العالم؛ حيث نجح في عرض رسائل سامية عن لوطن العربي الكبير والدعوة للحوار والتقارب بين مختلف الاجناس وربط جسور الصلة بين الأعراق ومختلفي الثقافة واللون، واحترام الاخر وتقدير عادات وتقاليد الغير، فالخيمة رمزت للأرض التي يعيش عليها الجميع ويستظل بسمائها الكل. وتضمن الحفل الانيق عرضًا مرئيًا وصوتيًا وحركيًا، دمج خلاله عادات وتقاليد قطر الدولة العربية الخليجية وانفتاحها على الحضارات الأخرى عبر 7 لوحات مبهرة هي (النداء، لتعارفوا، إيقاع الأمم، نوستالجيا كروية، الحالمون، جذور الحلم، هنا والآن).

وارتكز الحفل على رمزية "جسرين ضوئيين معلقين" يمثلان دلالة المسافات المُتباعدة بين أفكار الناس وكيفية ملئها بالحوار والتفاهم وصولاً للتعايش.

وبدأ حفل الافتتاح باللوحة الأولى "النداء" من خلال مشاهد سينمائية تمثل تلبية النداء الخارج من صوت ضربات "الهاون الذهبي" الـ12 الذي تطرقه سيدة قطرية. أما اللوحة الثانية فحملت عنوان "لتعارفوا"؛حيث يتعرف الفنان العالمي مورغان فريمان بالشاب القطري غانم المفتاح الذي يمثل الأجيال الجديدة في المنطقة، وكل منهما يعتلي جسرًا مضيئًا يعبران عن اختلاف وجهات النظر وتباعد الآراء، يدور بينهما حوار عالي المستوى تتصحح فيه بعض المفاهيم المغلوطة حول ازدواجية المعايير وكيفية إطلاق الأحكام المتسرعة. اللوحة الثالثة في حفل الافتتاح "إيقاع الأمم" بدأت بالعرضة القطرية، وفي هذه اللوحة التي خصصت بالكامل للاحتفال بمشجعي كرة القدم من جميع أنحاء العالم، تكريمًا للقلب الحقيقي لهذه الرياضة "المشجعين" تم جمع أشهر هتافات تشجيع المنتخبات المشاركة من 32 دولة في عمل فني مبهج ومعاصر وذلك لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم.

وحملت اللوحة الرابعة عنوان "نوستالجيا كروية" وجرى خلالها الاحتفاء ببطولات كؤوس العالم السابقة والدول المستضيفة لها، وذلك من خلال عمل فني موسيقي مزج بين ذكريات يتردد صداها مع عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم وغير المشجعين على حد سواء، على إيقاع موسيقي مع إسقاطات أرضية بصرية هندسية في تزامن مثالي مع المؤدين.

وعرضت الشاشات في إستاد البيت أبرز اللحظات التي لا تنسى في كؤوس العالم الماضية ممزوجة بعناصر فنية مثل تعويذات بطولات كؤوس العالم الـ10 الرسمية بشكل ضخم، في استحضار تجسيدي لفكرة مسلسل الرسوم المتحركة المصغر "عالم التعويذات" الذي تم إصداره لكأس العالم FIFA قطر 2022.

منافسات الجولة الأولى

وبأداء متواضع خسر المنتخب القطري أمام نظيره الاكوادوري 2- صفر، في مباراة افتتاح كأس العالم التي أقيمت على إستاد البيت في مستهل منافسات الجولة الأولى من المجموعة الأولى للمونديال.

وأحرز إينير فالنسيا هدفي المنتخب الإكوادور في الدقيقة 16 من ركلة جزاء ثم أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 31 بضربة رأس قوية شقت طريقها لشباك سعد الشيب البعيد عن مستواه.

ولم يقدم المنتخب القطري ما يشفع له امام الجماهير القطرية والعربية المساندة فظهر بأداء باهت ضعيف، دون ان يكون له رد فعل مناسب بعد التأخر بهدفين، فلم تكن له مساعي حقيقة لإدراك التعادل او تقليص الفارق بقدر بحثه عن إهدار الوقت في لعب سلبي وتمريرات للخلف خوفًا من تلقي نتيجة ثقيلة.

جاءت المباراة ضعيفة إلى متوسطة، فلم يبحث الاكوادور عن مزيدًا من الأهداف في الشوط الثاني ولم يبحث قطر عن إدراك التعادل، وانما لجأ للعب سلبي بطيء بتمريرات عرضية افتقدت لخلق الفرص الحقيقة.

وألغى حكم المباراة الإيطالي أورساتو هدف للإكوادور بداعي التسلل اثير حوله جدلا واسعا بين المختصين، غير أن الهدف الملغي لم ينه أصحاب الأرض للحذر فلم يمض سوى دقائق واهتزت شباك الشيب بهدف من نقطة الجزاء حمل توقيع فالنسيا نجم المباراة الذي خرج مصابًا في الشوط الثاني.

ولم تجد تدخلات الإسباني فيلكس سانشيز نفعًا لتعديل الأوضاع، فالعنابي الذي خاض أطول فترة اعداد كان بعيدًا عن حدود تهديد مرمى منافسه وعجز في فترات طويلة عن التمرير او البناء من أسفل والانتقال لثلث الأخير لملعب المنافس.

ولم يعتمد المنتخب القطري على تكتيك واضح سواء هجومي أو دفاعي، وعاب الفريق سوء الانتشار وغياب الضغط على حامل الكرة، وتداخل الأدوار والواجبات وبطيء الارتداد وابتعاد معظم اللاعبين عن المستوى الفني الذي قدموه في كأس أسيا 2019.

في المقابل ظهر المنتخب الإكوادوري المساند من جمهور كبير في المدرجات بشكل أفضل مستفيدا من مهارة لاعبيه وحسن استغلال الفرص المتاحة، ومنحهم عنصر جانب الخبرة حق التحكم في سير اللقاء ورفع الرتم أو انخفاضه ما منحهم في الأخير فوزا سهلا تصدر به المجموعة.

تعليق عبر الفيس بوك