هيثمنا الهمام

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

عندما وقف وهو يعتمر قلبه الحزن الشديد على باني نهضة عمان السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وقف وقفة شموخ وعز وتكليف عظيم، فكان شامخًا وبدا ذو هيبة رهيبة لا تقرأها الدواوين ولا تصوغها القصائد ولا تساويها الكلمات، وقف ليحمل الأمانة العظيمة ويؤدي الرسالة الكبيرة جنبًا إلى جنب أولئك المخلصين الذين بذلوا أعمارهم في خدمة السلطان وأهل عمان، وقف كالجبل وعمان في قلبه وقابوس في روحه، وكان نعم الاختيار من السلطان الراحل.

لقد رسم حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- معالم واضحة وخططًا بناءة وطرقًا للوصول إلى قلب كل عماني، وأدار مؤسسات الدولة بمهارة فائقة ودقة محترفة. ومنذ بزوغ فجر الحادي عشر من يناير مع تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم في البلاد، وعُماننا تشهد طفرة في مختلف المجالات: العمرانية والاقتصادية والصحية والخدمية والعسكرية والتعليمية والشرطية؛ حيث كان لجلالته- أيده الله- الدور البارز والمُلفت في تسيير عجلة التنمية التي لم ولن تتوقف بتاتًا، وكان له الدور المهم في نمو الاقتصاد الوطني في فترة وجيزة وكان الراعي لكل تلك الإنجازات التي يسطرها أبناء عُمان المخلصون.

إنَّ العطاء المتواصل من لدن حاكم ملهم أحب شعبه وذلل لهم جميع الصعاب وأخذ على عاتقه رفعة البلاد، لهو من أهم الركائز التي تساهم في تسيير عجلة الحياة والحب المُتبادل بين الأب الحنون وشعبه الوفي لتستمر منظومة العطاء ورسالة الصفاء التي يجب أن تسود كل بلد وقلب كل مواطن، وما كان منه- حفظه الله- إلا أن كان طيبًا بهيًا كريمًا سمحًا عطوفًا قائدًا ملهمًا عظيمًا، يحبه شعبه ويسطِّر في حبه أجزل الكلمات وأسمى العبارات وأصدق معاني الحب في لوحة استثنائية لا يشبهها أي لوحة أخرى ومنها عزف السلام السلطاني ورفعت الأعلام وهللت السماء بقدوم السلطان هيثم المفدى.

الدول التي ترفع شعار السلام والحب لا تكون إلا بوابة للسلام، وما بدأه السلطان قابوس يُكمله السلطان هيثم، فكان طرف سلام في نزاعات دولية ومضى بعقله النيِّر الحكيم يحمل في جعبته وطنًا يدعو للسلام والإخاء، فكيف لا يكون منارةً للسلام وقبلة للوئام، كما رسمها وبناها من رحل، وواصل سلطاننا المفدى محلقًا به عاليًا ويحيك من ثوب المجد قصة عُمان الوطن الأمان.

لو تحدثنا عن الحب العظيم الذي يكنه هذا القائد لشعبه لقرأناه في عين صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، ويُكمل هذا الحب صاحب السُّمو السيد بلعبرب بن هيثم آل سعيد، أما السيدة الجليلة أم عُمان وقلبها النابض وأيقونة الجمال فيها، فكانت منذ اللحظة الأولى لتولي السلطان نابعة بالحب والإنسانية والرحمة، ومُحِبة للعطاء والخير، باذلة لكل ما يمكنه إسعاد الآخرين من حب ورحمة وعطف وشفقة وعطاء وتواصل وبذل لكل محتاج ولكل مجتهد ولكل قلب، ونزولها للميدان وتشجيعها الدائم لنا ووقفاتها الكبيرة لا تقدر بثمن؛ فكانت العطاء وكانت البناء جنبًا إلى جنب، مستكلمة الدور الكبير الذي يقوم به سلطان البلاد المفدى.

حفظ الله عُمان وجلالة السلطان، مجددون الولاء والعرفان لمقامه السامي، ماضون في خدمة هذا البلد بكل ما نملك من قوة، ونتمنى لقيادتنا الرشيدة كل التوفيق في رفعة الوطن وتقدمه.