حدث في يوم الشباب العُماني

 

منى بنت حمد البلوشية

تخصيص يوم الشباب العُماني الـ26 من أكتوبر من كل عام بتوجيهات سامية من السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- نابع من إيمانه العميق بأهمية دور الشباب العُماني الطموح في التنمية الشاملة، هم السواعد الفتيّة والعقول المستنيرة القادرة على فهم التطورات المعاصرة، وإن تعاقب الأجيال يرفع راية التقدم والازدهار.

كل عام من هذا اليوم يأتي وتأتي معه الأفكار والعقول المتجددة وبلادنا الحبيبة مليئة بطاقات إبداعية كثيرة، كل يوم تخرج منها طموحات وتطلعات لهؤلاء الشباب وبداخلهم طاقات مشتعلة تأبى أن تنطفئ وبها من شرارة إبداعية إلا وتخرجها لتعانق السماء، هكذا هم الشباب العُماني لا يتحدون إلا أنفسهم، ليصلوا إلى ما بدأوا به من فكرة بعد أن تطورت وأصبحت واقعا، وليتوجوا أنفسهم ووطننا الحبيب قبل كل شيء بأفكارهم وابتكاراتهم ووجهاتهم لرفع راية البلاد خفاقة عالية فوق القمم.

هذا العام من يوم الشباب أتى مختلفاً عن بقية الأعوام السابقة بالنسبة لي؛ حيث أتتني دعوة من مدارس ولايتي صحم التي تزدهر بالطاقات الإبداعية كغيرها من ولايات السلطنة؛ حيث كان لي حوار في طابور الصباح بمدرسة خديجة الكبرى للتعليم الأساسي (5- 9) مع إحدى طالبات المدرسة التي أبهجتني بطلاقة لسانها وحبكها لطرح السؤال تلو الآخر، وكانت لي كلمتي التحفيزية للطالبات وعدم الاستسلام لأي عوائق قد تحول بينهم وبين تحقيق طموحاتهم وأن يفتخروا بكل خطوة يخطونها لأجل الوطن ورفع رؤوس والديهم ويرفعون كأس الاستحقاق لما يصبون ويطمحون له، وعدم الالتفات لأي كلمة قد تثنيهم عن مطلبهم، فطلبة مدراسنا لديهم من الطاقات والقدرات التي لا حصر لها ولابد لنا من الوقوف معها وبقربها لتخرج مكنوناتها الدفينة.

وبذات اليوم من يوم الشباب العُماني وفي مدرسة النور المبين للتعليم الأساسي (1- 4)، كنت ضيفة شرف ليوم المكتبة العربية الذي تأجل لهذا اليوم، وفي طابورهم المسائي الذي زاد شغفي وشغاف روحي وأنا بالقرب من مديرة المدرسة لتكريم طلبتهم المجيدين والقارئ الصغير والمتميزين منهم، شعرت بكل روح من الطلبة وهي ترفرف بحب للعلم وتطلعات مستقبلية مزدهرة وكأنها طيور مُحلقة في سماء الإبداع وكل منهم عيناه تتحدثان عنه وعما بداخله، وبعدها في قاعة مصادر التعلم اكتشفت طاقاتهم وحبهم وشغفهم للقراءة،هنا أطفالنا الذين نعتز بهم وبأمثالهم، ومن خلال كتاباتهم وطرح أسئلتهم وجدنا الكثير مما يخفون بداخلهم وهذا نابع من تعزيز المعلمة ووالديهم لهم.

خرجت من يوم الشباب وجُعبتي بها الكثير من التطلعات المستقبلية، وأنا أتطلع لمستقبل عُمان الحبيبة وبين أحضانها أبناء أوفياء قادرة على تحمل المسؤولية، واستكشاف كل ما هو جديد، ولديه الشغف لأن تكون في المقدمة، وهناك إبداعات لا بُد لنا من التنقيب عنها حتى لا تكون حبيسة داخل الأرواح الشبابية. لم يكن يومًا عاديًا بالنسبة لي؛ بل تذوقت فيه طعم الإنجاز لأن أغرس كلمة في قلب طالب من طلبة عمان الحبيبة ليكون قارئا ويتحدى أي إحباط قد يعتريهم، وتشجيعا لهم لمواصلة الطريق بالعلم والقراءة واستنارة العقول بالقراءة ورفع شعلة طموحاتهم في الأفق.

مرحلتان دراسيتان مختلفة التقيت بهم خلال يوم الشباب العُماني وكل عين منهم تحكي قصة فخر ومجد لعُمان، وممتنة لكلتا المدرستين لدعوتهما لي، لأن يكون هذا اليوم مختلفا رغم حضوري لفعاليات سابقة فهذه لا شبيه لها، حيث كنت ألتقي بفئات عمرية أكبر.

فأبناؤنا وطلبتنا أمانة نحن من يغرس في قلوبهم شغف العلم والطموحات ليكونوا في قمة الإنجاز وتحقيق مبتغاهم، وكل عام وشبابنا العماني منجزين طموحين في شتى المجالات رافعين راية وطننا الحبيب عالية.

تعليق عبر الفيس بوك