الشباب العُماني.. منجزات ومفاخر

 

د. حامد بن عبدالله البلوشي

تشهد السلطنة في السادس والعشرين من أكتوبر كل عام، احتفالًا واحتفاءً بشبابها البررة؛ الذين هم ركيزتها وعمادها، وحاضرها ومستقبلها، حيث يهل علينا السادس والعشرون من أكتوبر من كل عام، ذلك اليوم الذي خصصه السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- تكريمًا وتشريفاً لهؤلاء الشباب، حيث وضع- رحمه الله- فلسفته الخاصة في بناء الشباب العماني وتكوين شخصيته المتفردة، وعبقريته الفذة.

وقد سعى السلطان الراحل إلى بناء شخصية تجمع بين الاتزان والمرونة، وتتعاطى بوعي مع الواقع وتحدياته، وتتفاعل مع تقلباته من جهة، ولا تفرط في ثوابتها وهويتها، وتتمسك بتراثها وجذورها الضاربة في أعماق التاريخ من جهة أخرى، فهي شخصية متميزة، لا تعيش أو تقبع في ظلمات الماضي السحيق، ولا تنجرف أو تذوب مع تيارات العصر ومستجداته، ومما قاله السلطان قابوس- أكرم الله مثواه- في خطابه في الانعقاد السنوي لمجلس عُمان 2011م: "... ولما كان الشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها؛ فقد أوليناهم ما يستحقونه من اهتمام ورعاية على مدار أعوام النهضة المباركة، حيث سعت الحكومة جاهدة إلى أن توفر لهم فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف".

هكذا سارت النهضة وتقدمت بسواعد أبنائها الذين تم إعدادهم وصقلهم علميًّا وبدنيًّا وخلقيًّا، ليكونوا قاطرة النهضة العُمانية، حيث أسهموا في رفعة الوطن وتقدمه، وتضافرت جهودهم في نموه وازدهاره في مختلف الميادين والمجالات.

ولم يتوقف قطار النهضة المبارك؛ بل ازدادت سرعته وانضبطت بوصلته بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ليحظى الشباب العماني بالعناية والرعاية والاهتمام السامي، ليكون شريكا أساسيا في نهضة عمان وازدهارها، ولاعبا فاعلا في ارتقائها وتقدمها، ويعزز مشاركتهم في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، ليكون ذلك منطلقا نحو آفاق المستقبل المأمول، والغد المشرق، لصياغة نهضة عمان المتجددة، بعزيمتهم القوية، وإرادتهم الصلبة، وطاقاتهم الجبارة، وطموحاتهم الوثابة، كي يتباهى الوطن بهم ويفخر في كل محفل من محافل العلم والمعرفة، وفي كل ساحة من ساحات التطور والابتكار، فعليهم تعقد الآمال، وبهم يكبر الوطن، وعلى أكتافهم يرتفع شأنه في مختلف المجالات على مستوى العالم، فهم ثروة عمان الغالية.

لقد أفرد صاحب الجلالة السلطان المفدى- أيده الله- وزارة خاصة للثقافة والرياضة والشباب، وذلك تعبيرًا عن ثقة جلالته الكبيرة في الشباب والتفاعل معهم بطريقة مسؤولة ومستدامة، وإشراكهم في عملية التنمية، كما جعل جلالته- أعزه الله- الشباب محل اهتمامه واهتمام حكومته الرشيدة؛ حيث قال جلالته في خطابه السامي بمناسبة الحادي عشر  من يناير ذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد: "لقد جعلنا الشباب في صميم اهتمامنا واهتمام حكومتنا، متابعين الجهود المبذولة؛ لإشراكهم في بناء الوطن، وسنحرص على أن تكون هذه الشراكة أكثر شموليةً، وأعمق أثرًا؛ حيث تعمل مختلف مؤسسات الدولة ومسؤولوها، على اعتماد منهجيات عمل مستدامة؛ تركز على إبراز إسهامات الشباب الفاعلة، في هذه المسيرة المُباركة- بإذن الله- وتنظّم أدوارهم في خدمة المجتمع".

هكذا أصبح الشباب العُماني محط ثقة القيادة به، فلبوا نداء المجتمع والوطن الذي آمن بقدرتهم على تحمل المسؤولية في البناء والتطوير، ورفعوا راية السلطنة خفاقة عالية في المحافل الدولية، متقلدين أعلى المناصب وأرفعها في المنظمات الدولية، ومتوشحين أوسمة التميز والتألق، لتحقيق إنجازات ومكاسب عالمية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والرياضية، ولا غرابة في ذلك، إنهم أبناء عمان الأوفياء المخلصون، البررة المتميزون، الذين شهد لهم التاريخ قديمًا وحديثًا بولائهم وانتمائهم لوطنهم.. فهنيئًا لنا جميعًا بشبابنا العماني، وكل عام وهم في خير وتقدم وازدهار.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية

تعليق عبر الفيس بوك