خلفان الطوقي
مقبلون بعد أيام قليلة على انتخابات غرفة تجارة وصناعة عُمان والمجالس البلدية، فإن كان لديك سجل تجاري، أو كنت مواطنًا ممن يحق لهم ترشيح من يمثلك في المجلس البلدي، فهذه دعوة بأن لا تذهب للتصويت، ولكن في ذات الوقت، لا تلوم إلا نفسك بعد ذلك.
الندم والملامة تكون مصيرك إن لم تذهب لترشيح من تراه مناسبًا، أو ترشيح من يمثلك في مجلس الغرفة أو البلدي أو الشورى، فهذا حقك الذي منحتك إياه الدولة، ولم تستعمله أو تضعه في المكان المناسب، عليه، لا تلُم أحدًا إلا نفسك في حال لم يتغير الوضع من تطور في الخدمات المقدمة لك أو القوانين الخاصة بالتجارة والاقتصاد، فأنت لم تكن حاضراً لتنتخب مرشحًا ذا كفاءة عالية، فلماذا تأسف لحال أو لوضع لم تكن شريكًا فيه، فإن لم تكن حاضرًا في المرحلة الأولى من سلسلة الانتخابات، عليك أن لا تكن حاضرًا في باقي مراحل تطور وتقدم وتنمية البلاد.
وإن أردت غير ذلك من تطور وتقدم وتنمية ومواكبة لأحداث القوانين والتشريعات، فعليك أن تكون شريكًا حقيقيًا، وتستفيد من صوتك بانتخاب الأفضل والأكفاء والأخبر والأخير بعيدا عن مبدأ القبيلة أو المناطقية أو المذهبية أو غيرها من عوامل تزيدنا تأخرا، ولا يكفي ذلك؛ بل عليك أن تشجع محيطك الذي تعيش أو تعمل معه بأن يكون حاضرا ويرشح الأفضل، فبذلك تضمن أن الغلبة تكون للأكفأ دون أدنى مجاملة.
العُماني والعُمانية في هذا العهد المتجدد على موعد مع اختبار جديد، اختبار الانتخابات لغرفة التجارة والصناعة أو انتخابات البلدية، فالجواب بيدهم، أما حالة عدم الحضور والتقوقع، والبقاء في الحالة الانهزامية والندم وانتقاد كل شيء، أو الاختيار لشخصية مُعينة ليس بالكفاءة بناءً على مصلحة وقتية ضيقة، والوطن بكامله يكون الخاسر، وتقدمنا وتطورنا ينعكس في سوء اختياراتنا، أو الاختيار الثالث وهو من خلال تحملنا المسؤولية لأن نكون شركاء حقيقين في هذا الوطن، وقيامنا بواجبات البحث والتقصي في خبرات ومهارات ومعارف المترشحين، ومن ثم إقدامنا على الترشيح المناسب للعضوية التي تمثلنا، والتغيير الذي نتمنى أن نراه.
إن عُمان ومؤسساتها لا تُبنى بالتقوقع أو الانهزامية أو التباكي أو النقد الهدام؛ بل بالإقدام والمبادرة والمشاركة في كل المحافل ومنها بالتصويت في كل الصناديق وترشيح الأكفاء في كل المجالس؛ سواءً البلدية أوالغرفة أوالشورى، وعلينا أن لا نفوِّت كل ما من شأنه وضع عُمان في مكانها اللائق الذي نريده لها.