مسرحية العصفور والحمامة والغراب

 

وليد بن سيف الزيدي

للمسرح دور في تسليط الضوء على العديد من الظواهر أو المواقف أو الأفكار أو القيم التي هي جزء من حياة الإنسان اليومية، وهذا الدور يكون جيدًا عندما يكون الهدف أو القصد منه هو التوعية أو التثقيف أو المعالجة من خلال تمثيل الأدوار حول الظاهرة أو الموقف المراد إيصال فكرته إلى الناس.

فهل يتم الاستفادة من دور المسرح في مجتمعنا العُماني والعربي؟ وما درجة هذه الاستفادة؟

في وقت سابق من الشهر الماضي والشهر الحالي قرأتُ من أكثر من مصدر بعض الإحصائيات حول حالات الطلاق في السلطنة والتي تقدر بعشر حالات يوميًا. وهي إحصائية مرتفعة مقارنة بعدد السكان ومقارنة بعدد من الإحصائيات الأخرى التي تسبق هذه الإحصائية. وتعد هذه الإحصائية في السلطنة هي جزء من عدد من الإحصائيات حول حالات الطلاق المرتفعة في الوطن العربي والتي تأتي فيها مصر في المرتبة الأولى بمعدل (250) حالة طلاق يوميًا. وأمَّا حول المعنى الذي يحمله عنوان هذا المقال؛ فالعصفور إشارة إلى شخصية الزوج البسيط، والحمامة تشير إلى شخصية الزوجة المجبورة على الحديث بلسان غيرها، والغراب يشير إلى شخصية الطرف الثالث الذي يبحث عن مصلحته على حساب إلحاق الضرر بالعصفور والحمامة متجاهلًا بذلك الشرع والقانون والعُرف والقيم الأصيلة في سبيل تحقيق مصلحته.

وهنا لن أتطرق إلى الحديث حول الآثار المترتبة على حالات الطلاق بجوانبها العديدة على الأزواج والأبناء والمجتمعات ماديًا ونفسيًا واجتماعيًا، فهي واضحة وملموسة لدى الجميع. ولكن ما سوف يتم التركيز عليه  في هذه الأسطر القليلة هو سبب واحد فقط من مجموع الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الطلاق، وهو سعي الغراب في تحقيق مصلحته على حساب إلحاق الضرر بالعصفور والحمامة.

فبسبب الغراب؛ كم مرة رددت هذه الكلمات على لسان العصفور والحمامة؟!

حيث يقول العصفور وهو ينظر إلى الحمامة: "عصفور طلق حمامة، وقال لها مع السلامة". ثم تلتفت الحمامة إلى الغراب فتقول: "نلتقي يوم القيامة، يوم الحشرة ويوم الندامة".

فهل يمكن اعتبار هذا المقال نص مسرحي أو فكرة مسرحية يمكن تنفيذها على المسرح بهدف توعية الأفراد والتقليل من حالات الطلاق؟ وهل يمكنك أخي العزيز إضافة أسباب أخرى وراء ارتفاع حالات الطلاق التي قد يكون سببها الزوج (العصفور) أو الزوجة (الحمامة) أو أطراف أخرى (الغراب) ثم تمثيلها على المسرح لأغراض هادفة؟!

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة