في يوم المرأة العمانية.. نحتفل

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

تنوعت في مُعظم بلدان العالم النائي أو المتقدم مظاهر الاهتمام بإنسانها وبشرها الذين عليها، فمنهم من ساوى بين الرجل والمرأة وجعلها شريكة للرجل في مسيرة التنمية وعملية التطور، ومنهم من جعلها تنحى منحى آخر عن ذلك، إلا أنه كان لزاما أن تتواجد في مختلف مواقع العمل والبناء، وعمان منذ عهود طويلة كان للمرأة فيها دور كبير.

والمرأة العمانية- على مر الزمان- شريكة الرجل في عمله اليومي، فكانت تتواجد في الزراعة والفلاحة ورعي الأغنام والسقي والاعتناء بالبيت والأطفال، فبين دورها كزوجة وأم وبنت، كانت تضطلع بكل الأدوار والمهام والواجبات، وحينما أشرفت على عمان شمس النهضة المباركة في عهد المغفور له السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- حظيت المرأة العمانية بعناية ورعاية سامية كريمة فائقة، وتتواصل هذه الرعاية السامية في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-.

عُمان اعتمدت في بدايات مسيرتها على الرجل والمرأة، فكلاهما أدى دورًا محوريًا ومُهمًا؛ إذ أتيحت أمام المرأة العمانية فرص كاملة للتعليم بكل مراحله ومستوياته، والعمل في مختلف المجالات، وكذلك المشاركة في مسيرة البناء الوطني، إن حكومة السلطنة حينما شرعت في وضع خطط للنهوض بعمان أخذت في الاعتبار المرأة ودورها البالغ وما يجب أن تقدمه، وتجسد ذلك على نحو واضح منذ تولي السلطان قابوس طيب الله ثراه الحكم، ومنها انطلقت المرأة مع أخيها الرجل تُعلي البنيان وتخدم البلدان وفق قدراتها وإمكاناتها، فتكريمًا لها خصص السلطان قابوس يوم السابع من أكتوبر من كل عام يومًا للمرأة العمانية وما هذا اليوم الماجد إلا ذكرى طيبة من ذكريات الوطن وإرث ليوم عظيم وهو يوم نابع من قلب عماني مقدر لجهود وطاقات المرأة جنبا إلى جنب مع شقيقها ووالدها وابنها وزوجها الرجل.

عندما تسطّر عُمان حروف التكريم لبناتها وأمهاتها فهي تكتب تلك الأحرف من نور وتمضي قدماً في رسم خريطة ذلك الحرف من حيث إخراجه وتلوينه بالطريقة الأجمل والأمثل وعندما تكرم أم الوطن السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- أخواتها وأمهاتها وبناتها الماجدات؛ فهي ترسم لهن وجها يشع بالنور وعمرا قادما مباركا ولحمة وطنية عنوانها عهد العطاء باثة في نفوسهن الحب وحب العطاء الذي لا نهاية له لذا منها نتعلم لأنها- حفظها الله- رمزٌ من رموز الوطن ومنبع طيب يحمل في طياته عبق حب العطاء والتألق، فكانت المُشجِّعة والداعمة والأم والابنة تقف وقفة تملؤها الهيبة تسير بين جنبات مواطن الكفاح لتهدي باقة ورد كبيرة من كلمات الشكر ومن الفخر ومن السُّمو لبنات وأمهات الوطن مسجلة لفتة كريمة من لدنها لعُمان ومن عليها.

في يوم المرأة العمانية نحتفل بصوت يملؤه الفخر نطوف في أرجاء عمان من أقصاها إلى أقصاها نشاهد مشاهد الاحتفال العظيم بتلك الإنسانة التي تعبت وصبرت وربت أجيالا وكان لزاما علينا جميعاً أن نقف وقفة إجلال وتكريم لها فكل ما أنجزته هو مكمل لمسيرة العطاء في السلطنة ولمنظومة البناء المتكامل وكان مما كتبت في هذا اليوم معبرة عن حبي وولائي وعرفاني لقائدي:

من بنات عمات أرض المكرمات

جيت وأنا بنت قابوس العظيم

تسكب الأبيات من وحي اللغات

وتعزف الألحان في حب الزعيم

امرأة وفي يومها عذب الصفات

وأشكر القائد على القلب الرحيم

امرأة وأُهدي من حروفي صلاة

ودام عزك يا بلدنا مستديم