مجلس صحار الثقافي

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

بهمّة الشباب وبروح المحبة والإبداع، انطلقت شعلة الثقافة والأدب من ربوع مدينة العلماء والتاريخ والعلم، مدينة صحار، فكان لها الأثر البالغ في أن يتبنى محافظ شمال الباطنة بروحه المحبة للثقافة الرئاسة الفخرية لمجلس صحار الثقافي، ذلك الابن الناشئ الذي يشق خطواته الأولى في المحافظة على الجانب المُنير من حياتنا المتمثل في تراثنا الثقافي المادي والشفوي، لينقلنا المجلس إلى ذلك الشغف والحب والتوجه الواضح لخدمة المجتمع.

شدني الحماس امنقطع النظير في أن يكون مجلس صحار الثقافي مصدر إشعاع ومحطة تنوير ثقافية لجميع ولايات محافظة شمال الباطنة؛ خاصة في ظل عدم وجود مثل هذه المؤسسات المدنية المماثلة في ولايات المحافظة. هذا التوجه سوف يكون له التأثير البالغ في تفعيل الجوانب الثقافية وخلق شراكة مجتمعية منسجمة ومترابطة ومتعاونة مع مؤسسات حكومية معنية بالثقافة وبالشباب لتحقيق الغايات السامية المنوطة بالثقافة والأدب وارتباطهم بالدور الإنساني الفاعل والمتفاعل مع كل مكونات المجتمع، وتغيير الصورة النمطية بأن الحياة هي اقتصاد وتجارة ورأسمالية بحتة، وهو ما يمثل نكرانا تاما لمعاني الأدب والتربية والثقافة في الحياة الإنسانية.

وحسب التصور الذي طرح في حفل تدشين شعار المجلس والإشهار الرسمي لمجلس صحار الثقافي قبل أسبوعين تقريبًا وبحضور لافت من كافة أطياف المجتمع، أتصور أن المجلس سيكون له حضوره البارز خلال السنوات المقبلة في مدينة صحار خاصة وفي محافظة شمال الباطنة عامة وستبرز أعماله على مستوى سلطنة عمان ودول مجلس التعاون والدول العربية. وكانت بدايته لافتة من خلال المشاركة الفاعلة في مهرجان جرش للثقافة والفنون الدورة 36 في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو المهرجان المعروف والمشهور على مستوى الدول العربية قاطبة والمشاركة فيه تعد تجربة مثرية ومفيدة ولها مردود إيجابي على مستوى المجلس أو على مستوى مشاركة سلطنة عُمان في هذا التجمع الثقافي والأدبي، وفي اعتقادي ومن خلال نظرتي المتواضعة بأن القائمين على المجلس لهم خططهم الواعدة في عمل نقلة نوعية في إبراز الجوانب الثقافية والإبداعية لدى شباب صحار وشباب المحافظة.

إنَّ روح الشباب الموجودة في المجلس والتي تعمل بشكل تطوعي تستدعي التفاعل معها ودعمها، والوقوف صفا واحدا لإنجاح هذا المشروع الثقافي وتطويره وإبرازه بالشكل الفاعل، وما قام به سعادة محافظ شمال الباطنة في الاتجاه الصحيح وداعم قوي للمجلس وهي دعوة صريحة لجميع المؤسسات الحكومية والمدنية والأهلية والأفراد للتعاون معهم والمساهمة في إبراز الجوانب المضيئة ثقافيا وأدبيا في المحافظة والأخذ بيدها نحو العالمية جنباً إلى جنب مع تشجيع الاستثمار التجاري والاقتصادي والسياحي، فكل هذه المكونات مرتبطة ببعض وتخلق مجتمعا واعيا ومثقفا وملهما ومبدعا في كل مجالات الحياة، وهو أغلى استثمار لطاقات الشباب لبناء مجتمع محافظ على هويته وروحه الثقافية التي تكونت خلال سنوات طويلة ومنطلق بهمم راسخة للاستفادة من التطورات التكنولوجية والعلمية العالمية.. ودمتم ودامت عمان بخير.