راشد بن حميد الراشدي
مثالك في عيني وذكرك في فمي … ومثواك في قلبي فأين تغيب …… ذكرى عطرة كريمة تهل علينا وعلى الأمة الإسلامية جمعاء تُبحر بنا في سيرة سيد الأنبياء العطرة ومنهاجه القويم الزاكي الشامخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فلقد زكاه ربه جل جلاله في كل شيء في خلقه وطُهره ودينه وعقله ورسالته التي أُرسل بها فكان خاتماً للأنبياء والمرسلين وكان نبي الرحمة المهداة للعالمين أجمعين صلى الله عليه وسلم .
في ذكرى مولده الكريم نستذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهاده وعزة الإسلام وقوته، ونحن نرى بأم أعيننا وقد تداعت الأكلة على قصعتها وضاعت أمة محمد بين الأمم. فعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت" رواه أحمد وأبو داود .
نعم.. صرنا اليوم فتات رغم الكثرة نتبع من أضله الله ونطلب العزة والنصر من أعداء الله وأعدائنا في كل محفل ومن كل دولة ومؤسسة تحيك بنا دوائر السوء والكراهية والجبروت الذي تقبع فيه أمتنا الاسلامية اليوم مع ضعفها وهوانها بين الأمم.
وفي ذكرى سيد البشر الذي أخرج الناس بإذن ربه من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام، جدير بنا أن نراجع مآثرنا وما خلفه الإسلام لمن تمسك به من نور وعلم وعزة وإباء وكرامة أشعت بنورها بقاع الأرض وسادت قروناً على منهج الحق والين وطريق الصالحين فأسعدت البشرية جمعاء وحققت المعجزات بقوة الإيمان وعندما تخلينا عن ديننا ومبادئنا وخلقنا عُدنا في أخر القوم أمة مستضعفة تتقاذفها سهام الغدر والخديعة لتقطعها إرباً إرباً بدون هوية ولا دينً يستقام له.
مع هذه الذكرى العطرة أحببت أن أذكركم إخوتي وأدق ناقوس الصلاح في ضرورة العودة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم لتستقيم حياتنا وتتبدل من هذا العسر الى يسر الله ورحابه الطاهرة وذلك باتباع دين الله القويم ونهج وسيرة الرسول الأمين فلقد سفرنا بعيدا عن ديننا وأخلاقنا فنِلنا ما نلنا من هوان الناس وظلمهم لمجتمعاتنا حتى عاد الاسلام غريباً كما بدأ غريباً.
في هذه الذكرى نستذكر قوة الإسلام وعزته بتلك البطولات الماجدة والسيرة الكريمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاهد في سبيل ربه حتى علت كلمة الحق والدين لنقولها صريحة المعنى من ترك عزته وكرامته هان على الناس ولحقه العار !! فمتى يعود الاسلام قوي الشكيمة إذا لم نقتدي بنبي الله ونعمل بمنهاج رسالته السامية القويمة !!
إن الإحتفاء بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو تجدد لذلك العهد الذي قطعه المسلم على نفسه امام ربه بالسير قُدماً نحو طاعة الله ورسوله في كل أوقات حياته وهو استذكار أن نُعيد أجيالنا القادمة، بإذن الله إلى رشدها وصلاحها ليتحقق الأمل الضائع في الأمة نحو نشر الخير والعزة لصالحها وصالح البشرية جمعاء فلا منهاج ولا دين يصلح للبشرية سوى دين الاسلام وبشهادة الجميع، فما وجد ويوجد في القرآن من إعجاز ديني وعلمي في مختلف مناحي الحياة يدل على أنه لا مناص من الإسلام لحل جميع مشاكل الأمم لانه دين الله العلي العظيم .
اليوم نستذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وندعوا الله أن يلطف بنا ويهدينا ويُعيدنا إلى حماه وطاعته ويهدي أمة الإسلام جمعاء إلى فلاحها وصلاحها بإذنه.. إنه سميع مجيب الدعاء، فاليوم سيدي ذكراك عِطرُُ الأكوان ورحة للقلب والنفس نسلم بها الى الملك الديان أن يحقق العودة قريبا لدينه القويم ويهدي أبنائنا وأبناء المسلمين وان يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من شرور الكائدين الحاقدين .
كل عام وانتم بخير وأعاد الله هذه المناسبة الغالية وغيرها من المناسبات بالخير واليمن والبركات.