مدرين المكتومية
كثيرًا ما تصادفنا في الحياة مواقف لا نعرف خلالها كيف نتصرف، وكيف نتعامل معها، وكيف نستطيع أن نحقق من خلالها إنجازات على مستوى الحياة التي نعيشها.. وفي كثير من الأحيان نجهل مكامن قوتنا، ونجهل إمكانياتنا في التعامل مع كل شيء من حولنا، حتى التعامل مع طبائع وسلوكيات البشر الذين ينتمون إلينا.. فهل من تفسير؟!
الواقع وما يستقر في النفس، أن مرد ذلك ليس ضعفًا منِّا؛ بل هو أمر طبيعي للغاية، كأنه جزء من الجين الإنساني، والفطرة التي جُبلنا عليها، فنحن بشر في نهاية المطاف وكلٌ منِّا له عالمه الخاص المُغاير للآخر، وكل منا عاش حياة وقصة تختلف عن الشخص الذي أمامه، أو الذي سيتشارك معه سنوات عمره، وبالتالي لا يجب أن نطلق أحكامًا قطعية على أي حال نمر عليه أو يمر بنا، ولا على أي ردة فعل تواجهنا؛ بل علينا تقبل فكرة أننا في كل يوم نتغير، ومع كل عام نصبح أشخاصًا مختلفين عن العام الذي رحل، وذلك بسبب ما تحكمه الظروف، أو ما يتطلبه إيقاع الحياة المتسارع.
وفي ظل هذا التسارع علينا أن لا ننسى أنفسنا، أن نعمل على تطوير ذواتنا وذلك من خلال مصطلح بسيط يسمى "استثمر في نفسك " وهذا يعني أن تجعل نفسك في المرتبة الأولى من كل شيء في حياتك، عندما تجد نفسك أولا سيجدك الآخر أيضا أولًا، ستكون دائمًا محط اهتمام الجميع، وستجد نفسك في المُقدمة، وستشعر بعظمة داخلية، وأنك شخص استثنائي، وهذا سينعكس أيضًا على نظرة الآخرين لك، وستجد أنك مع كل تطوير تُحدِثه في ذاتك يزيد من رصيد المعجبين من حولك؛ سواء على مستوى الأداء في العمل، أو في حياتك الشخصية، وقد يكون على مستوى الحياة الاجتماعية التي تحتاج للكثير من التحسينات المستمرة لتستطيع امتلاك الحد الأدنى من القدرة على التعايش مع مختلف الشخصيات وفهمها.
أعتقد أن الاستثمار في النفس، كما هو الاستثمار الاقتصادي، كلما أردت زيادة أرباحك تطلب ذلك منك بذل أقصى جهدٍ للحصول على نتائج ربحية أعلى؛ فالإنسان لديه الكثير من الميزات التي يجب عليه أن يُدخِل تحسينات عليها، وعليه أن يستثمر في عقله بتغذيته بالتخلص من الأفكار السلبية، والاستثمار في المظهر بأن يكون دائمًا في حلة أنيقة ولائقة، والاستثمار في البدن من خلال الاهتمام بالصحة والاعتناء بها، وترك العادات السيئة.
إننا إذا ما عملنا جاهدين على الاستثمار في أنفسنا فستتحقق بالتأكيد النتائج الإيجابية، وسنكون دائمًا واثقي الخطى، مؤمنين بأننا أشخاص مميزون نمتلك كل الخصال الجميلة التي قد يكون الكثير منِّا قد خسرها في صراعه مع الحياة.. علينا السعي باستمرار للوقوف مع أنفسنا والنظر إليها من باب أننا الأهم والأفضل وفي المقدمة والبذل فيها ليس خسارة أو استنقاصا، كل ما رأيت نفسك بقاعدة الاستحقاق كلما استطعت أن تحقق نتائج مميزة سيلاحظها الجميع، فأنت تستحق الأفضل وهذا الأفضل بين يديك فقط فكر في "الاستثمار في نفسك" ليراك الآخر كما تريد دائمًا.