قادة التحوُّل في عُمان

 

 

◄ ضرورة وضع الاسترتيجات الوطنية التي تتوافق مع رؤية "عُمان 2040"، وتحديد الأولويات الوطنية على المدى القصير والمتوسط والطويل

 

خلفان الطوقي

 

المُتابع للشأن العُماني سيجد أنَّ هناك تحولات شاملة وعمليات تصحيحة في كل مجالات الحياة، وبدأت فعليًا منذ بداية نهاية عام 2020، وبداية عام 2021، ففي هذين التاريخين كان هناك مجموعة من الأحداث منها تغيرات كثيرة في مجلس الوزراء، وإعادة هيكلة للجهات والمناصب الحكومية، وفي تلك الفترة تم اتخاذ كثير من القرارات، وتبني العديد من المبادرات الحكومية، وأيضا بداية الخطة الخمسية العاشرة، وبداية تنفيذ الرؤية الوطنية "عُمان 2040".

وفي خضم هذه التغيرات الدراماتيكية، تم تعيين عدد من الوزراء والوكلاء الجدد، وتم انتداب العديد من الكفاءات الوطنية المميزة من الشركات الحكومية وبعض الجهات الأخرى ليكونوا سندا وعونا في العمليات التصحيحة الحالية والقادمة، فهولاء جميعاً بدءًا من رؤساء الوحدات إلى المنتدبين يمكن تسميتهم واقعا أو مجازا "قادة التحول".

وبما أنه تم تعينهم أو انتدابهم في هذه الفترة الحساسة، فالهدف أن يكونوا قيادات التحول، ويتوقع منهم عدد من المهام أهمها: وضع الاسترتيجات الوطنية التي تتوافق مع رؤية "عمان 2040"، وتحديد الأولويات الوطنية على المدى القصير والمتوسط والطويل، وتطوير وتطويع التشريعات والإجراءات لتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن، وبما يتوافق مع تطلعات الأفراد من مواطنين ومقيمين، ومعالجة كل التشوهات والثغرات السابقة- إن وُجدت، والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة- أينما وُجدت، وضمان جعل التنمية مستدامة، بالمختصر وجودهم لتحقيق أقصى ما يمكن مما لم يستطع غيرهم تحقيقه وفي وقت قياسي.

ولكي يتمكن "قادة التحول" من تحقيق التطلعات العالية والطموحات النوعية، لابُد للحكومة من تمكينهم بسخاء من كل النواحي المالية والإدارية والتشريعية والإعلامية واللوجستية؛ كي يتمكنوا بدورهم من تحويل كافة التحديات الأزلية إلى فرص مستدامة تخدم حاضر ومستقبل عمان، فحسب درجة التمكين- ويمكن أن تسمى بـ"المدخلات"- تكون النتائج، فإن كانت المدخلات خجولة وناقصة، علينا أن لا نتوقع بأي حال من الأحوال أن تكون المخرجات والنتائج مبهرة أو متكاملة؛ فالعلاقة طردية فيما بين الطرفين، والوقت مؤاتٍ، وعناصر النجاح أصبحت متوفرة لعُمان في الاستفادة القصوى من "قادة التحول"، وعلى الحكومة أن لا تفوِّت هذه الفرصة من يديها، ولا مجال للعودة إلى المربع الأول.