عودًا حميدًا

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

ها هي الأيام تمر مسرعة كعادتها، فبالأمس كنَّا نتحدث عن الإجازة الصيفية للطلبة وها هي مدارسهم اليوم تفتح ذراعيها لاستقبالهم.

ومع بداية العام الدراسي الجديد 2022/ 2023 نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات لطلبتنا ومُعلمينا والأسرة التربوية، حيث ستستقبل مدارسنا أفواجًا من شباب المُستقبل يعلو هاماتهم الأمل نحو تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم بالتفوق ونيل أعلى الدرجات، وكما علمونا عندما كنَّا على مقاعد الدراسة بأن التربية تأتي قبل التعليم، لماذا؟ لأن المدرسة تعتبر البيت الثاني للطالب يكتسب منها المعارف والعلوم والقيم الحميدة كالصدق والإخلاص في القول والعمل والاعتماد على النفس والأمانة واحترام حقوق الآخرين وغيرها من القيم التي يكتسبها الطلبة في البيئة المدرسية والتي ما أن رسخت ستثبت لديهم مدى الدهر، وبالإضافة إلى كونها البيت الثاني للطلبة فهي أيضًا عالمهم الذي تتشكل خلاله العلاقات الاجتماعية بين الطلبة وأقرانهم ومعلميهم والتي تستمر إلى ما بعد المدرسة.

عزيزي ولي الأمر.. لا شك أنَّك شاركت أبناءك شراء المستلزمات المدرسية بحسب رغباتهم وتطلعاتهم وبما يتوافق وإمكانياتك المادية  وذلك استجابة منك لشغفهم نحو العودة إلى المدرسة ولا شك كذلك بأن الأسرة ستهيئ الجو المناسب في المنزل للأبناء حتى يؤدوا واجباتهم المنزلية على أكمل وجه وبالتأكيد أيضًا أنك ستتابع المستوى التحصيلي للأبناء وستتواصل مع المدرسة منذ بداية العام الدراسي وستحرص على حضور ملتقى أولياء الأمور لأجل متابعة المستوى التحصيلي لابنك أو ابنتك وذلك حتى يستشعر الأبناء حجم اهتمامك بهم ويسعون للتفوق وتحقيق أعلى الدرجات من خلال تفاعلهم مع مُعلميهم ومشاركتهم في الأنشطة الصفية وأداء واجباتهم المنزلية أولاً بأول، مع الالتزام بالمذاكرة والتحضير المسبق للدروس الذي يجعل الطالب يترقب المعلومة من معلمه وكأنه يعرفها مُسبقاً مما يساهم في رسوخها وفهم المادة بشكل أفضل وتأكد عزيزي ولي الأمر أنه ما أن يستشعر ابنك اهتمامك ومتابعتك الإيجابية مع تشجيعك المستمر، سيُدرك تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولابد قدر الإمكان أن يتناول الأبناء في المنزل وجبة الإفطار حتى لو كانت خفيفة لما لها من أهمية بالغة على صحة الطالب.

والمدرسة- دون شك- استعدت مبكرًا؛ حيث عكف المعلمون مع طاقم الإدارة على تهيئة المناخ الملائم لاستقبال الطلبة في عامهم الدراسي الجديد والمعلم هو ذاته المربي والمرشد حامل الأمانة لأنَّ طلبته هم من سيحملون راية الوطن مستقبلاً، والمعلم هو عمود العملية التعليمية، وبلا شك أنه على أتم الاستعداد لبذل المزيد من الجهد حتى يقدّم مادته لطلبته مستخدما أفضل وسائل التعلم المعتمدة على الفهم والاستيعاب قبل الحفظ والتلقين، وبلا شك أيضًا أنه سيعمل على إشراك جميع طلبته في أداء الواجبات والأنشطة الصفية حتى يتفاعل معه الجميع دون إقصاء أي من الطلبة وسيعمل على تكليف الطلبة ضعيفي التحصيل بمهام قيادية داخل الفصل حتى ترتفع معنوياتهم وتزيد ثقتهم بأنفسهم وبمُعلّمهم الأمر الذي سيدفع بالطلبة نحو بذل المزيد من الجهود التي ستساهم في رفع معدل التحصيل الدراسي لديهم وهذا ما يُطلق عليه التناغم في الأداء بين الطلبة بعضهم البعض والمعلم، ولا بد من قيام المعلم بغرس مهارة طرح الأسئلة لدى طلابه وحيث ما تمكن الطالب أو الطالبة من إتقان هذه المهارة سيفتح أمامه المجال للسؤال وعدم التردد في طرح الأسئلة عن كل ما يجهله حول مواده الدراسية، وبدون أدنى شك فإنَّ المعلم لا يثقل كاهل طلبته بالكم الهائل من الواجبات المنزلية لأنَّ الغاية الكيف وليس الكم، وأنت تعلم عزيزي المعلم بأنه متى ما أعطيت الطالب الثقة أحبك وأحب مادتك واجتهد في تحصيله الدراسي حتى يكون عند حسن ظنك وحسن ظن ولي أمره.

ومن الضرورة بمكان قيام إدارات المدارس سواء الحكومية أو الخاصة أو مدارس الجاليات بالاهتمام بالحافلات المدرسية والتأكيد على السائقين بضرورة الالتزام بأنظمة المرور وعدم المجازفة أو المناورة أثناء السياقة، وضرورة أن يكون باب الحافلة بالاتجاه نحو أماكن تجّمع الطلبة أثناء الصعود أوالنزول منها بالاتجاه نحو بوابة المدرسة أو عند إعادتهم بعد قضاء يومهم الدراسي، كما لابد من تفقدهم للحافلة قبل مغادرتهم لها سواء في الصباح أو عند الانتهاء من توصيل الطلبة تجنباً لأية حوادث نسيان ولضمان سلامة الطلبة أثناء انتقالهم بين المنزل والمدرسة.

وبما أن التعليم يُشكل أهمية كبيرة لأي بلد فلابد من تضافر جهود كافة الجهات المعنية نحو إنجاح العملية التعليمية، وصحيح أن وزارة التربية والتعليم الموقرة هي القائمة بهذا الدور لكن على مختلف الوحدات الحكومية وشركات القطاع الخاص مد يد العون والمساهمة في إثراء الوسط التربوي بمختلف المبادرات التي تدعم العملية التعليمية، سواء الموجهة نحو المعلم بذاته أو للطلبة أو المحتوى التعليمي أو حتى المساهمة في تشييد وصيانة المباني المدرسية.

وكما بدأ نختم مقالنا بالدعاء لطلبتنا ومعلمينا بدوام التوفيق والنجاح، وكل عام والجميع بخير.