لوزير الإسكان مع التحية

 

أحمد السلماني

 

فريق "البرج" يستغيث؟!

للفرق الأهلية دور كبير في تعزيز الجوانب الاجتماعية والرياضية في مختلف ولايات السلطنة؛ إذ لم تقتصر أدوارها على رياضة كرة القدم فحسب؛ بل تتخطاه إلى تنظيم فعاليات مجتمعية وأهلية مميزة يشهد لها الكبير والصغير، وباتت تمثل عصبًا مهمًا في تهيئة الأجيال إلى الطريق السليم بجوار المدرسة والمسجد، فهي جميعها تؤدي رسائل سامية وأهدافها التربوية واحدة.

وفي مقال سابق، تطرقت إلى هموم الفرق الأهلية، فكان لافتا جدا الحماس الكبير من رئيس فريق البرج بولاية صحم من حيث النقاش العميق في إحدى المجموعات الواتسابية الرياضية، لندخل سويًا في حوار خارجها، ويبوح بما يختلج في داخله وشباب الفريق من أزمة ومعضلة لازمتهم 10 سنوات؛ بل إنها تهدد كيان الفريق برمته على عراقته.

"قضيتنا وجودية، ورغم سهولة الحل ولكنها استعصت وأعيت كل من له علاقة، القرية والفريق والجهات الرسمية والأهلية لتمكث طوال هذه المدة دونما حل، فقط لأن أحلام الرجال تضيق"، هكذا كان حديثه.

معاناة فريق البرج الرياضي التابع لنادي صحم تكمن في ملعب الفريق، وزواله يعني أن وجود هذا الكيان بات مهددا، إذ تفاجأ الفريق بقيام الجهات المعنية في السابق، بتخطيط ملعب الفريق وتخصيص أكثر من 10 أراضٍ ضمن مخططات مشروع طريق الباطنة الساحلي، ولم يتم آنذاك تخصيص قطعة أرض للفريق بنفس المخطط بسبب قلة الأراضي المتوفرة مما حدا بوزارة الإسكان قبل 5 سنوات من الآن البحث عن موقع آخر للفريق.

وتم اختيار قطعة أرض في قرية أخرى!! وبعد مضي أكثر من سنتين من الإجراءات البيروقراطية،  تفاجأ الفريق بوجود اعتراضات على تبعية الموقع "الحدودي بين ولايتين" تبع ذلك مراسلات ومداولات لدى المديرية العامة للإسكان بصحار، والتي لم تضع حلاً للموضوع أو حتى حسمه بالرغم من وجود الموافقات لذلك، ومع ذلك ارتضى أبناء الفريق بالأمر على أن يمنح للفريق موقع آخر بديل.

وهذا ما تم بعد موافقة وكيل الوزارة، ولكن أيادٍ خفية عطلت الموقع الثاني أيضا بسبب ما يقال عن اعتراض أحد القاطنين بالقرب من الموقع، بالرغم من وجود إحرامات عن أبعد نقطة ويفصلها شرجة وادٍ لينتقل الملف بعد ذلك لوزارة الداخلية، ومن جهته، والي الولاية مشكورًا اجتمع بعدد من الجهات ذات العلاقة وممثلي الشؤون البلدية بالولاية. وللحق ووفق إفادة رئيس الفريق، فإن جميع الجهات ذات العلاقة بذلت جهودًا لحلحلة القضية دون جدوى؛ ليستقر الأمر على موقع ثالث للفريق ومجاور لأحد الملاعب الرياضية، وتم إجازته من الجميع، وبعيد كل البعد عن الأراضي السكنية. ولكن وحتى الآن لم يُحسم الأمر نهائيًا لوجود شركة استثمارية لديها مشروع في الموقع ونظرتها- فيما يبدو أنها توسّعية وأنانية- للاستحواذ على أكبر مساحة من الموقع، ومما يؤسف له أن لا يتم اتخاذ قرار حاسم وقطعي من الجهات الرسمية تنهي معاناة الفريق والأهالي ممن صرفت لهم أراض في الملعب الحالي ويطالبون باستلامها.

هذا الفريق العريق كان مستقرًا في موقعه السابق، ويقيم أنشطته المجتمعية والرياضية بكل أريحية، وبجانب أهالي البلد، ليجد نفسه اليوم في مشكلة لم يكن سببًا فيها، ولم يعرف طريقًا لحلها؛ فالضوابط حاليًا لمنح هذه القطع تحتاج لموافقات مختلفة وقد تسمح لأي فرد بالاعتراض لاي سبب يراه في نفسه، وقد يُحرم أبناء هذه المنطقة وأجيالها من البرامج والأنشطة والفعاليات المجتمعية التي عُرف بها الفريق منذ سنوات عديدة.

إنني أنقل هنا نداء استغاثة وصرخة ألم حمّلني إياها أبناء الفريق، لكل من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ومحافظ شمال الباطنة ووالي صحم والنادي، وكل من له علاقة بالقضية؛ للمبادرة بإيجاد الأرض البديلة لإقامة الملعب والذي سيحتاج في المقابل إلى آلاف الريالات لإنشائه.

لمن يهمه أمر هذا الفريق العريق، غاية شبابه الاستقرار، و"البرج" على مدى عقود كان وما زال شامخًا معطاءً لمجتمعه وبلده، وبقاء معضلته يعني أنه لن يكون سوى "بقايا وأطلال برج" فبالله عليكم لا تفرّطوا فيه.