"موجات الدماغ".. هل يمكن السيطرة عليها؟

 

عيسى الغساني

دماغ الإنسان شديد التعقيد ومجال عميق للبحث والدراسة، ويصدر الدماغ ذبذبات، وتوصف هذه الذبابات بالاتساع والتردادات، والاتساع هو المسافة التي يقطعها جسم متذبذب من نقطة سكونة إلى نقطة أخرى. بينما التردد، عدد الذبذبات الكاملة التي يقطعها الجسم أثناء فترة زمنية معينة، عادة ثانية واحدة، ومقياس التردد يسمى هيرتز.

وتشكل مجموعة ذبذبات موجة وتتصف كل موجة بمستوى ترددات أدنى وأعلى. ويوجد خمسة أنواع من موجات الدماغ، تتحكم في مشاعرنا وأفكارنا، وهي موجات دلتا، ثيتا، ألفا، بيتا، جاما. والموجات الدماغية عبارة عن نبضات كهربائية متزامنة، تنتجها مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ عند اتصالها ببعضها البعض.وينتج الاتصال بين الخلايا كل أفكار الإنسان ومشاعره وسلوكياته.

وتتوافق موجات الدماغ مع ما يعمله الإنسان أو يفكر به، وعند هيمنة الموجات البطئية على الدماغ، يشعر الإنسان بالكسل أو التعب، بينما الموجات الأسرع تجعل الشخص يشعر بالنشاط والتأهب فالحياة مقطوعة محركها أفكار الدماغ. وتؤثر موجات الدماغ على إدراكنا للعالم والقدرة على الحكم الصحيح والتوازن العاطفي ومناعة الجسم.

بعيدا عن طرح نظرية المعرفة، ببساطة الفكر أو الأفكار هو المفهوم أو المفاهيم التي يعتقدها الفرد، أما كيفية نشأة هذه المفاهيم فهذا موضوع آخر ليس مطروحا الآن. هذه المفاهيم لها ترددات وموجات متعددة وبقدر بقاء الفكرة أو المفهوم، يستمر التردد أو الموجة، وتنشأ 60000 فكرة يوميا، ومن المهم السيطرة على هذه الأفكار أو على الأقل تحييدها، فارتفاع نسبة الأفكار السلبية يؤدي إلى مشاكل وتعطيل القدرات وربما أمراض جسدية ونفسية. والقدرة على السيطرة على منظومة الأفكار، يتناسب مع ارتفاع مستوى الوعي ، ويتأتى ذلك بمعرفة ومراقبة الشخص لأفكاره وأنسنتها واستبعاد الأفكار والمفاهيم السلبية والمتوحشة والتي تتسلل إلى العقل الباطن دون إذن.

وموجات دلتا الدماغية، بطئية وعالية وعميقة، وتحدث ترددات موجات دلتا أثناء الاسترخاء العميق وفي مراحل النوم الخالي من الأحلام وأثناء التعبد، وترددها من 13 إلى 30 هيرتز.

والأفكار الإيجابية كما يقول فاديم زيلاند هي الإحساس بالانسجام بين العقل والروح، فعند قبول الفكرة من الروح يحقق الانسجام وعند رفضها يحدث التعارض وعلى سبيل المثال فأفكار الحسد والكره والحقد كلها تحدث التعارض بين العقل والروح وتكون ترددات وموجات تؤدي إلى الشعور بعدم الرضا والقلق والتوتر، وتنتج أعراضا جسدية ونفسية.

واستنتج زيلاند أن التناغم بين أفكار العقل والروح، تشكل حالة من الهدوء والسكينة والاطمئنان، وهذه منطقة موجات دلتا، حيث تعيش روح الإنسان وجسده حالة صحية ويعاد بناء الخلايا ويرتفع مستوى الطاقة الحيوية.

خلاصة هذا المقال مهارة التفكير تستحق الوقوف والتأمل وهي طريق للسعادة والنجاح والشفاء.