أول تعليق رسمي من إيران على طعن سلمان رشدي.. وكشف تفاصيل جديدة عن المتهم

 

عواصم - الوكالات

نفت طهران رسميا وجود أي صلة لها بهادي مطر الذي طعن الكاتب سلمان رشدي صاحب رواية "آيات شيطانية" خلال حدث ثقافي في الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية لإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين: "تابعنا الموضوع عبر الإعلام.. لا نعرف شيئا عن منفذ العملية غير الذي سمعناه من الإعلام الغربي.. ونرفض بصورة قاطعة أن يكون على صلة بإيران".

وتعليقا على الهجوم على رشدي قال كنعاني: "لا نلوم أحدا غير رشدي وداعميه.. هو تجاوز الخطوط الحمر للمسلمين وأتباع الأديان السماوية وعرض نفسه لسخط شعبي واسع لتطاوله على مقدسات دين سماوي و رسول إلهي".

وتساءل: "إن كانوا يدعمون حرية التعبير لماذا لا يتحملون آراء المفكرين في بعض الملفات.. لماذا نشهد ازدواجية المعايير لدى الغرب؟".

وتابع: "ندين إهانة الديانات السماوية من الناحية القانونية.. لا يمكن ادانة عملية استهداف رشدي دون ادانة اهانته للديانة الاسلامية".

تجدر الإشارة إلى أن مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، أصدر فتوى بهدر دم رشدي عام 1989 بسبب روايته "آيات شيطانية"، التي قرئت وتم تأويلها على أنها استهزاء بالنص القرآني، وبمقدسات المسلمين.

معلومات جديدة عن المتهم

من جانبها كشف سيلفانا فردوس، والدة هادي مطر، المتهم بطعن الكاتب البريطاني هندي الأصل سلمان رشدي، تفاصيل جديدة عن حياة ابنها.

وفي مقابلة مع صحيفة "دايلي ميل"، أشارت سيلفانا فردوس إلى أنها كانت تتوقع عودة ابنها هادي مطر من رحلة 2018 إلى الشرق الأول، "متحمس"، ولكن بدلا من ذلك، عاد ابنها "انطوائي مزاجي"، وحبس نفسه في الطابق السفلي، رافضا التحدث إلى عائلته لشهور.

وعندما داهم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي منزلها في فايرفيو بولاية نيوجيرسي بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، كانت هذه أول مرة تعلم فيها طعن ابنها للكاتب المشهور سلمان رشدي، حيث أوضحت أن "عددا من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي داهم منزلها واستولى من شقة ابنها في الطابق السفلي على جهاز كمبيوتر وبلاي ستيشن وكتب وسكاكين وأداة لشحذ الشفرات".

وأضافت: "لقد تلقيت مكالمة من ابنتي..كنت في العمل وأخبرتني أن مكتب التحقيقات الفيدرالي موجود هنا..لقد صدمت بشدة".

وبحسب "دايلي ميل"، قالت سيلفانا، وهي لبنانية ومسلمة، إنها "لا تعرف ما إذا كان ابنها قد قرأ كتاب رشدي"، لكنها اكتشفت أنه "أصبح أكثر تدينا منذ رحلته ، وأنه كان ينتقدها لعدم إعطائه تنشئة إسلامية صارمة".

وأردفت: "لا أصدق أنه كان قادرا على فعل شيء كهذا..كان هادئا جدا..أحبه الجميع..كما قلت لمكتب التحقيقات الفيدرالي لن أكلف نفسي عناء التحدث إليه مرة أخرى..إنه مسؤول عن أفعاله..لدي قاصران آخران علي الاعتناء بهما..إنهم مستاؤون، لقد صدموا..كل ما يمكننا فعله هو محاولة المضي قدما من هذا بدونه".

وتابعت والدة هادي مطر: "لأقول لك الحقيقة..لم أقرأ أبدا أيا من كتبه (سلمان رشدي)، ولم أكن أعرف حتى وجود كاتب كهذا..لم أكن أعلم أن ابني قد قرأ كتابه على الإطلاق".

وفقا لسيلفانا، كانت رحلة ابنها هادي إلى لبنان في عام 2018 لزيارة والده، في حين "تحول هادي من ابن محبوب يتمتع بشعبية إلى شخص انطوائي متقلب المزاج".

وأكملت: "في الساعة الأولى التي وصل فيها إلى لبنان، اتصل بي، أراد العودة..مكث لمدة 28 يوما تقريبا، لكن الرحلة لم تسر على ما يرام مع والده، فقد شعر بالوحدة الشديدة..كنت أتوقع منه أن يعود متحمسا، لإكمال دراسته، للحصول على شهادته وعلى وظيفة، لكنه بدلا من ذلك حبس نفسه في القبو..لقد تغير كثيرا، ولم يقل لي أو لأخواته أي شيء منذ شهور".

واستطردت الأم: "لم أستطع أن أخبرك كثيرا عن حياته بعد ذلك لأنه عزلني منذ عام 2018..إذا اقتربت منه أحيانا يقول مرحبا، أحيانا يتجاهلني ويبتعد..ينام نهارا ويستيقظ ويأكل في الليل..يعيش في القبو..إنه يطبخ طعامه بنفسه".

واكتشفت سيلفانا أيضا أن "ابنها أصبح أكثر تدينا وكان ينتقدها لعدم إعطائه تنشئة إسلامية صارمة، كما منعها من دخول مسكنه في الطابق السفلي والذي يقع مباشرة تحت المنزل المكون من أربعة أسرة والذي يبلغ 700 ألف دولار حيث تعيش مع شقيقتيه التوأم اللتين تبلغان من العمر 14 عاما"، وفق "دايلي ميل".

وقالت الأم: "ذات مرة جادلني..سألني لماذا شجعته على الحصول على التعليم بدلا من التركيز على الدين..كان غاضبا لأنني لم أعرفه على الإسلام منذ صغره".

وأكملت: "أنا لبنانية، لكني هنا منذ 26 عاما..أنا أعيش حياة بسيطة كأم عزباء، وأحاول الاحتفاظ بسقف فوق رؤوسنا وطعام على المائدة لأطفالي..أنا لا أهتم بالسياسة، وأنا لست متدينة، لقد ولدت مسلمة وهذا كل شيء في الأساس..لم أدفع أطفالي إلى الدين أو أجبر ابني على أي شيء..لا أعرف أحدا في إيران، كل عائلتي هنا".

بحسب "دايلي ميل"، لم يكن لدى مطر وظيفة قط، ولم يكن لديه أبدا صديقة، ولكنه انضم إلى صالة رياضية محلية للملاكمة قبل ثلاثة أشهر، قبل أن يلغي عضويته فجأة الأسبوع الماضي، وعلى الرغم من حماسته المتزايدة للإسلام، إلا أنه لم يرتدي ملابس مختلفة  مما دفع سيلفانا إلى الأمل في أنها كانت مجرد مرحلة عابرة.

وأضافت والدته، وهي مدرسة مساعدة خاصة ومترجمة اللغة العربية في المدرسة الثانوية: "عندما سمعت أنه انضم إلى صالة الألعاب الرياضية، كنت سعيدة..كنت أشجعه على الحصول على وظيفة والعودة إلى المدرسة..لقد بدأ بالفعل وظيفة منذ بضعة أشهر في مارشال..لقد شاركني حتى أنه سيعود إلى المدرسة في سبتمبر لدراسة الأمن السيبراني الذي كنت متحمسة للغاية بشأنه".

وتابعت: "شعرت أنه كان يعاني من اكتئاب طويل الأمد والآن حان الوقت للتعافي والعودة إلى الحياة والعودة إلى عائلته..لم أشاهد فيديو ما حدث..لا أريد ذلك..كل ما أعرفه هو ما كتب..أعطاني مكتب التحقيقات الفيدرالي وثيقة للتوقيع عليها تفيد بأنهم أخذوا جهاز الكمبيوتر الخاص به وجهاز بلاي ستايشن الخاص به وبعض الكتب وبعض العناصر الأخرى بما في ذلك السكاكين والمبراة".

وقالت: "أشعر بالأسف على السيد رشدي..آمل أن يتعافى ولكن ليس هناك الكثير الذي يمكنني قوله أو فعله لأن هذا لم يكن من أعمالي".

 

 

تعليق عبر الفيس بوك