أنا "أتكلم".. إذن أنا مواطن

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

(1)

في دساتير جميع دول العالم  دون استثناء- حتى الديكتاتورية منها- هناك مادة خاصة، وواضحة، وصريحة تكفل "حرية التعبير والرأي للمواطن"، وهي عبارة مطلقة في بعض الدول الديمقراطية، ومحددة ومنضبطة في دول أخرى، ومعدومة في دول ثالثة، ورغم كل تلك الشعارات العريضة، تتخلى الدول الأكثر حرية في العالم عن حق التعبير، إذا كان ذلك الرأي يمس سيادتها، أو أمنها القومي، بينما تلغيه دول أخرى إذا مست حرية الكلام شخصيات عامة، ومهمة، ونافذة فيها، ويتحول ذلك الحق إلى جريمة يعاقب عليها القانون، وفق القانون نفسه الذي وضع مادة "حق التعبير" في الدستور!!

(2)

هناك مقولة منسوبة لأحد رؤساء الحكومات الغربية يقول فيها: "إذا كان الأمر يتعلق بأمن بلادي، فلا مكان لحقوق الإنسان لدي"، وهي عبارة تؤكد أن شماعة الإنسان وحقوقه مجرد ورقة في مهب الريح، تتأرجح حين يتعلق الأمر بما يمس كيان الدول، وتتحول حينها أعرق الديمقراطيات إلى القوانين الديكتاتورية، وبذلك تتبخر الشعارات، ويبقى الواقع المختبئ خلف شجرة الحرية مجرد عصفور مغلوب على أمره، تلعب به السياسة، والأمزجة أحيانًا.

(3)

إذا رأيت شعبًا لا يتحدث في أمور وطنه، ولا يناقش هموم بلده، فاعلم أن ذلك الشعب، إما: أن يكون مغلوبًا على أمره، وإما أنه لا وطنية لديه، وإما أن الأمور وصلت إلى حد الكمال والمثالية عنده..

احذف احتمالين، لتحصل على الاحتمال الصحيح.

(4)

أن تفكِّر بصوتٍ عالٍ يعني أنك تريد من يسمعك، ويشاركك همّك، ويخفف ألمك، ويمدك بالحلول، وهذه أبسط حقوق المواطن في أي دولة..

هي مجرد كلمة تنفجر في وجه الواقع.. إما أن تسمعها الحكومات، وإما أن تتركها للريح.

(5)

حديث الناس بين الجدران، أخطر- أحيانًا- من حديثهم خارج الأوطان.

(6)

أمن الدول الإستراتيجي يأتي عبر الأمن الاجتماعي العام، لذا يسعى كثير من الدول إلى الاهتمام بتأمين لقمة العيش للمواطن، بينما تقوم دول أخرى بأخذ لقمة المواطن من فمه.

(7)

حين يفتح الوطن "الباب" للناس للحديث بحرية، يهرب الفساد من "الشباك".

(8)

حق الكلام لا يضر الأوطان، بقدر ما يضرها السكوت عن الفساد.

(9)

حرية الرأي لا تعني الغوغاء، والتخريب؛ بل تعني إعادة البناء والترتيب..

فانتقوا كلماتكم، وافتحوا أفواهكم.. وفق القانون!!