استياء من "جنون أسعار" تذاكر السفر

مواطنون: نحتاج لخطة استراتيجية لمساعدة الطيران المحلي على دخول المنافسة

الرؤية- رياض البلوشي

ألقت تأثيرات جائحة كورونا بظلالها على ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، الأمر الذي دفع الكثير من المواطنين للبحث عن عروض السفر وأقل الأسعار لقضاء عطلتهم الصيفية سواء داخليا أو خارجيا، ويرى البعض أن الطيران المحلي لا يوفر عروضا تناسب تطلعات المسافر والقيمة المالية المرصودة لرحلته.

ويؤكد سلطان الشكيلي وجود ارتفاع جنوني في أسعار تذاكر الطيران عالميا في الآونة الأخيرة، وأن شركات الطيران المحلية تتأثر بما حولها من عوامل ومتغيرات، موضحا أن السبب يعود إلى ما خلفته جائحة كورونا من آثار اقتصادية وارتفاع أسعار الوقود عالميا، وتأثير الغزو الروسي على أوكرانيا، ونقص العاملين لدى الشركات بعد تسريحهم سابقا وتوقف السفر لعدد من الوجهات، وتوقف تشغيل عدد من أسطول الطائرات ونوعيات محددة من الطرازات رفيعة المستوى للتكلفة العالية في الصيانة، وأسباب أخرى كثيرة لا نعلمها نحن كمسافرين في عملية فرض تسعيرة التذكرة.

ويشير إلى أنه مع انتشار شركات الطيران المعتمدة في عمان سواء المحلية أو الخليجية أو العالمية، توفرت فرص أكبر للمنافسة في الأسعار وتقديم خدمات ومميزات أخرى كعضوية المسافر الدائم وما تشمله من عروض متنوعة منها دخول قاعات رجال الأعمال في المطارات وغيرها من الامتيازات من أجل إرضاء العميل أو المسافر لضمان اعتماده على شركة طيران دون سواها.

ومع هذا، يقول إنه برغم بعض محاولات شركات الطيرات لكسب رضا العميل، إلا أن معظم المسافرين يضعون كل تركيزهم على خيار حجز تذكرة الطيران التي تعتمد على خيار السعر الأدنى فقط، لذلك يختارون الشركات والخطوط الجوية الأقل تكلفة في سبيل التضحية بخيارات أخرى مثل استرجاع المبالغ عند الإلغاء وتوفير الوجبات ومشاهدة الوسائط المتعددة أثناء الرحلة وتجربة السفر عبر طائرات بطراز فخم.

ويفضل الشكيلي خطوط الطيران القطرية في المقام الأول، وبعد ذلك الطيرات العماني، معللا أن القطرية حققت المركز الأول عربيا والثاني عالميا بحسب التقارير والتصنيفات العالمية إضافة لعمر الأسطول الجوي ومستوى الأمان في الرحلات لديهم، كما أن الطيران العماني حصل على جوائز كثيرة من حيث مستوى الخدمات المقدمة بالأخص في الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال فضلا عن التسهيلات التي يحصل عليها المسافر عند امتلاك عضوية السندباد.

ويوضح أن قلة توفر خيارات متنوعة لشركات الطيران الاقتصادي بسلطنة عمان يعطل النمو والتطور وخلق التنافس على مقارنات يجب أن يكون لها وجود من خلال زيادة عدد الشركات مثل التنافس ارتفاع عدد الرحلات ووجهات السفر، والتنافس على ثبوت الأسعار وتوازنها واستقرارها مع خلق امتيازات تمنح للمسافرين. 

ويقول محمد البلوشي إن الكثير من المسافرين يفضلون تقليل تكاليف السفر لأكثر حد ممكن؛ ويقومون باختيار الطيران الأقل تكلفة لتوفير مبلغ مالي لبرنامج السفر، موضحا أنه لا يلجأ لشركة بعينها لكنه يختار الأنسب والأوفر بما يتناسب مع ميزانية الرحلة.

ويضيف أن السبب الرئيسي لارتفاع تكلفة تذاكر الطيران هو الاحتكار، لافتا إلى أن السلطنة بها شركتي طيران فقط تتحكم في تحديد الأسعار وعدد الرحلات.

ويرى البلوشي أن أسعار التذاكر تعتمد على وجهة المسافر ووقت السفر، وأنه كلما قل العرض ارتفعت الأسعار، وكلما زاد الطلب ارتفعت الأسعار أيضا، مضيفا أن زيادة أعداد مكاتب السياحة بعكس شركات الطيران يساعد في وجود تنافسية للحصول على أفضل عروض لتذاكر السفر. ويعتبر أن تركيا هي الوجهة الأمثل للسفر خلال الإجازات بسبب الترويج الجيد لها على منصات التواصل الاجتماعي.

ويذكر حميد المجيني صاحب مكتب السياحة الذهبية العمانية، أن فارق السعر الكبير يجعل المواطنين يلجؤون للطيران الخارجي للحصول على التذاكر والخدمات بأقل الأسعار، لافتا إلى أن سوء التخطيط هو سبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، إضافة إلى أن أسعار الطيران الاقتصادي أصبحت قريبة جدا من سعر الطيران العماني، وأن هذا يعد عامل جذب للطيران العماني لما يمتلكه من خدمات أكثر، كما أن العرض والطلب من الأسباب التي تخلق تغيير في الأسعار.

وشدد على ضرورة وضع استراتيجية بعيدة الأمد تساعد شركات الطيران المحلية على دخول المنافسة بأقل الأسعار وأفضل الخدمات، مشيرا إلى أن أكثر شركات الطيران تعاملا مع المكتب هو طيران السلام والطيران العماني ثم الطيران القطري.

تعليق عبر الفيس بوك