طالب المقبالي
نعم.. بهما يكتملُ عقد اللؤلؤ، وتزدان حباته التي أصبح عددها 63 لؤلؤة، تزيد هذا العقد العُماني بكل جمالياته بهاءً وجمالاً، إنهما ولاية سناو بمحافظة شمال الشرقية، وولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية.
فمن أبرز ما جاء في المرسوم السلطاني السامي رقم 36/2022 هو رفع المستوى الإداري لنيابة الجبل الأخضر بولاية نزوى، ونيابة سناو بولاية المضيبي؛ لتكونا: ولاية الجبل الأخضر، وولاية سناو. فهاتان الولايتان الحديثتان هما في مقام الولايتين قبل المرسوم السامي الذي صدر ليكتمل الدور الذي كانتا تقُومان به منذ قديم الأزل.
فولاية الجبل الأخضر كما جاء ذكرها في موسوعة ويكيبيديا بأنه جبل يقع في سلطنة عمان بمحافظة الداخلية، وهو جزء من سلسلة جبال الحجر، ويشتهر بتنوع منتجاته الزراعية كالرمان والخوخ والمشمش والجوز والورود، التي لا يمكن أن تنمو في أي مكان آخر في الخليج العربي، عدا الجبل الأخضر نتيجة للطقس المتميز.
وقد وصفَ الكاتب ناصر بن سلطان العموري -في مقال له نُشِر في جريدة "الرؤية" بتاريخ 22 يونيو 2022- الجبل الأخضر، بولاية السحاب.
وقد تطرَّق الكاتب إلى الزيارة السامية التي قامَ بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- للجبل الأخضر العام الماضي بأنها لم تكن زيارة عابرة، فقال: لم تكن الزيارة السامية للجبل الأخضر في أواخر شهر أغسطس من العام الماضي زيارة عابرة، بل كان لها مغزى كبير، ونظرة ثاقبة من صاحب بصيرة؛ إذ تجسدت ملامحها وانبثقت من خلال المرسوم السلطاني الذي تضمَّن رفع المستوى الإداري لنيابة الجبل الأخضر إلى مستوى ولاية، لتكون بمسمى "ولاية الجبل الأخضر".
وكذا الحال في ولاية سناو، فإنها تقوم بدور الولاية قبل أن تصبح ولاية بموجب هذا المرسوم السلطاني السامي الذي أعاد لهذه الولاية أمجادها التاريخية التي تغنَّى بها الشعراء، ورواها الرواة والمدونون في صحائفهم.
ويقول الكاتب سيف بن محمد المحروقي -في مقاله المنشور بصحيفة "النبأ" الإلكترونية بتاريخ 20 يونيو 2022: "أناخ التاريخ مطيته، وكُتب لسناو أن يرتقي مقامها، فتُجابه فخامة المدن، وتنضوي مع راية الثلاث وستين ولاية عمانية، جاءت بها تباشير المرسوم السلطاني (36/2022) بإعادة هيكلة المحافظات، والارتقاء بمستوى التمثيل الإداري لسناو من نيابة إلى ولاية".
فقد كان طلبًا قديمًا تقدَّم به أبناء سناو منذ العام 2011م لرفع المستوى الإداري لسناو، وفي العام 2013 نظّموا مسيرات ولاء وعرفان إلى سيح الشامخات بولاية بهلاء؛ حيث كان المقام الخالد شامخاً فيه، وكان من ضمن المطالبات رفع مستواها الإداري إلى ولاية.
وأختتم مقالي بأبيات من الشعر، قالها الدكتور صالح بن خلفان بن محمد البراشدي، تحيةً وتقديرًا إلى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بمناسبة رفع المستوى الإداري لنيابة سناو إلى ولاية سناو:
خطّت سناوُ معاني الشكرِ بالقلم
إلى حكيمِ عمانَ السيدِ العلمِ
إلى سليلِ العلا السلطانِ هيثمِنا
يا نجلَ طارقَ أهلَ العزِّ والشِّيَمِ
هذي الولايةُ جاءت تزدهي فرحاً
توشَّحَتْ صورةَ السلطانِ والعَلَمِ
والكل مبتهج والوجهُ مبتسمٌ
والشعرُ يزدانُ بالإلقاءِ والنغم
وللقصيدة بقية، وللكلام سرد لا ينتهي؛ فولايات عُمان لآلئ وأقمار مضيئة بنفحات التاريخ، وبحضارة العهد الزاهر المتجدد، وستشهد هذه الولايات طفرة من التطور والحداثة في ظل الرؤية التي بدأت ملامحها تتضح منذ إطلاقها في العام 2020، وهي رؤية "عُمان 2040"..
حفظ الله عُمان، وحفظ قائدها الملهم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -نصره الله.
