لله درّ هذا الوطن

 

منى بنت حمد البلوشية

 

في كل موقف تتجلى شجاعة أبناء هذا الوطن الغالي، إن هذا الوطن لا ينبتُ إلا طيبا جذوره وفروعه متأصلة على الخير لا تأبى المخاطر ولا ترفض تقديم العون والمساعدة، يُخاطرون بأرواحهم من أجل إنقاذ أرواح بشرية مهما كلفهم الأمر وهذا ليس بغريب على أبناء هذا الوطن والشاهد ما مرت به البلاد في الفترات العصيبة السابقة.

ونحن نشاهد في الآونة الأخيرة، وما تداولته برامج التواصل الاجتماعي من مقطع مرئياً موضحاً شجاعة وبسالة ذلك الشاب وهو محاولا إنقاذ حياة طفلين من الغرق في إحدى الأودية الجارفة بولاية بهلا بعد سقوط أمطار غزيرة أدت إلى جريان الأودية فيها.

إن تلك الشجاعة وشرف البطولة لا تُقدر بثمن عندما تجد من يقدم  نفسه فداء لإنقاذ أرواح لا يهمها روحه بقدر ما يقدم من تضحيات. فعندما تهتز أركان الشجاعة وأبت روحه إلا أن تكون يد العون والمنقذ لهما، وعندما قال سآوي بكم حيث كنتما لكنف والديكما ولتقر عينيهما بكما. هنا أبت روحه أن تتركهما دون أن تعيد البسمة لمن حولهم وأعينهم شاخصة.

عندما كان ذلك المشهد يتراءى أمام عيني ، كنتُ أقول في نفسي كيف تماسكت يا علي مع كل ما كان حولك ، وكيف الله مكنك في الأرض لتثبت هكذا وماذا كنتَ تقول في قلبك ولسانك. كم أنت صنديد وشجاع وشهم فوالله كل كلمات الوصف والإعجاب لن توفيك يا علي.

الشجاعة مواقف لا يصنعها إلا الرجال،ولن يمر هذا المشهد مرور الكرام فبه من المواقف والعِبر ، ولنكن جميعنا عليّ، ودائما ما نقول ويوجهه إعلامنا من خطر الاقتراب من الأودية فالأرواح غالية ،حتى وإن كانت ترفيهًا؛ فالترفيه لا يأتي في هذه الأماكن فاليوم شاء القدير بانتشال الطفلين فما بالك بالغد، لنكن جميعنا شرطة وأعين ساهرة على أرواحكم وأرواح من تحبون.

إنه موقف سيظل عالقا في الأذهان، موضحا عزيمة الرجال ومعادنهم في  الشدائد والمواقف الصعبة، وكيف لتلك اليد أن تثبت بأمرٍ من الله وهي مقاومة شدة تلك المياة الجارفة وتقاذفها ما بين يمنة ويسرة منهم، أثبتّم وبجدارة أنكم عمانيون وفي كل المواقف متواجدون.

كم هي شجاعة وبسالة أبناء هذا الوطن الغالي ولله درك يا وطن ولأمهات عظيمات ماجدات ولدن رجالا للشدائد صناديد ولهم من شرف البطولات أنوار، مشمرين أياديهم للخير ، لله درك يا عليّ ولمن أنجبتك،ولمن علمك الشجاعة وحب الخير فهنيئا لكما بعليّ يا أم وأبا عليّ ومن أمثال عليّ.

"عُمانيون نحن إذا انتسبنا

ولا نسبٌ يليق بنا سوانا

لنا في صفحة التاريخ مجدٌ

على صهواته كانت خُطانا"

لله درّ هذا الوطن..

تعليق عبر الفيس بوك