الملكي يُثبت جدراته الأوروبية.. وغياب التوفيق يحرم "الريدز" من التتويج

الرؤية- أحمد السلماني

أثبت ريال مدريد الأسباني أحقيته في التربع على العرش الكروي الآوروبي عندما قهر ليفربول بهدف على ملعب دو فرانس في العاصمة الفرنسية باريس؛ في نهائي القمة النارية من منافسات دوري أبطال أوروبا (2021- 2022)، في واحدة من أقوى نهائيات الموسم.

ريال مدريد (1).jpg
 

ريال مدريد عزز صدارته لقائمة الأندية الأكثر تتويجا بلقب دوري أبطال أوروبا، بعدما وصل إلى اللقب رقم 14 في تاريخه.

بطل أوروبا، لعب 12 مواجهة في دوري أبطال آوروبا هذا الموسم ، حقق الفوز في 8 مباريات وتلقى الهزيمة في أربع مواجهات. وتواجد ريال مدريد في المجوعة الثالثة رفقة كل من "إنتر وشيريف وشاختارا"، وتمكن ريال مدريد من حسم صدارة مجموعة بعد أن حقق 5 انتصارات وتلقى هزيمة واحدة.

وبدأت رحلة ريال مدريد الصعبة بمواجهة باريس سان جيرمان في دور الـ 16، حيث خسر 1-0 ذهاباً، ثم تمكن من الفوز في الإياب 3-1 على ملعبه وبين جماهيره.

وفي ربع النهائي واجه ريال مدريد نظيره تشيلسي، حيث فاز ذهاباً 3-1، في حين خسر في الإياب 3-2، وفي نصف النهائي خسر ضد مانشستر سيتي ذهاباً 4-3، ثم فاز 3-1 في الإياب.

الريدز القوي

 بدأ ليفربول مشواره فى دورى أبطال أوروبا من دور المجموعات، ونجح في تحقيق العلامة الكاملة برصيد 18 نقطة من مجموع 6 مباريات ليتصدر المجموعة الثانية. ثم إصطدم فريق ليفربول بنظيره إنتر ميلان في دور الـ 16 ببطولة دوري أبطال أوروبا، حيث فاز الريدز 2-0 فى الذهاب بملعب "جوزيبى مياتزا"، ثم خسر بهدف فى أنفيلد.

وفاز فرق ليفربول على فريق بنفيكا بنتيجة 6-4 فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب في دور الـ 8 ببطولة تشامبيونزليج.

وأخيرًا، تغلب ليفربول على فياريال بنتيجة 2-0 في ذهاب نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، ثم فاز عليه مُجددا فى جولة الإياب بنتيجة 3-2، ليخطف بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية.

وعودة للمباراة التي شهدت في غالبيتها هجوم متنوع للريدز في محاولة لحسم اللقاء قابله هدوء وتركيز عال وذكاء للريال لا تنقصه الخبرة.

واعتمد ليفربول على الخطة المعتادة (4-3-3)، فيما كانت خطة ريال مدريد أكثر مرونة، بالتحول بين (4-3-3) و(4-4-2)، في ظل وجود فيدريكو فالفيردي في مركز الجناح الأيمن على الورق، لكن كان يتحرك بشكل أكثر حرية بين مجاورة فينيسيوس جونيور وكريم بنزيما في الهجوم، أو اللعب في خط الوسط.

ريال مدريد (3).jpg
 

ليفربول كان الطرف الأفضل في الشوط الأول بفارق واضح، ويرجع هذا لسيطرته شبه المطلقة على خط الوسط، في ظل تراجع لاعبي ريال مدريد.

بفضل هذه السيطرة نجح لاعبو ليفربول في تهديد مرمى الريال في العديد من المناسبات، لكن صلابة الدفاع المدريدي حالت دون أن يتمكن أي من لاعبي "الريدز" من افتتاح التسجيل رغم خطورة الهجمات والتسديدات.

ويمكن للأرقام ترجمة سيطرة ليفربول المرعبة في الشوط الأول، حيث إن كتيبة المدرب يورجن كلوب أطلقت 10 تسديدات في أول 45 دقيقة، 5 منها على المرمى، مقابل تسديدة وحيدة لريال مدريد كانت على المرمى. لكن برغم الأفضلية الواضحة لليفربول، فإن ريال مدريد تمكن من هز الشباك قبيل نهاية الشوط الأول عن طريق كريم بنزيما، لكن الحكم قرر إلغاء الهدف بعدما أشارت تقنية الفيديو لوجود حالة تسلل.

وفي الشوط الثاني لعب ريال مدريد بشكل أفضل كنتيجة طبيعية لما حدث في النصف الأول من المباراة، بعدما بدأ الإرهاق يتسرب لأجساد لاعبي ليفربول.

واقتسم ريال مدريد الخطورة مع ليفربول في الشوط الثاني، وبات أكثر تهديدا للمرمى مع احتفاظه بصلابته الدفاعية. وفي الدقيقة 59 سجل فينيسيوس جونيور هدف المباراة الوحيدة بعدما وصلته الكرة أمام المرمى من عرضية أرضية نفذها فالفيردي، ومنذ ذلك الحين أحكم الفريق الملكي السيطرة على اللقاء تماما.

في المقابل اصطدم هجوم ليفربول بالعملاق البلجيكي تيبو كورتوا، حارس ريال مدريد، الذي لعب دورا بالغ الأهمية في الفوز، بالتصدي لعدة تسديدات خطيرة من لاعبي الليفر وفي وضعيات صعبة.

وإجمالا تصدى كورتوا لـ9 تسديدات من لاعبي ليفربول، منها 4 في الشوط الثاني، بدت أخطر وأقرب لهز الشباك.

ويبدو أن كورتوا أراد مساعدة زملائه في ريال مدريد على تحقيق وعدهم القديم له حين أتى للفريق في صيف 2018، بالتتويج معه بلقب دوري أبطال أوروبا، تعويضا على هزيمته في نهائي 2014.

وكان كورتوا هو حارس المرمى الذي دافع عن عرين أتلتيكو مدريد حين خسر (1-4) أمام الريال في نهائي دوري أبطال أوروبا 2013-2014.

ريال مدريد لعب 30 دقيقة متقدما، قضاها بين محاولات ناجحة لإفساد هجمات ليفربول أو التصدى لتسديدات لاعبيه الذي عابهم التسرع والرعونة، وبين مباغتة أليسون حارس الليفر بهجمات مرتدة كادت تأتي بأهداف جديدة، ولكن هدفا وحيدا كان كافيا لتأكيد زعامة وتربع الريال على عرش كرة آوروبا.

تعليق عبر الفيس بوك