طالب المقبالي
بعد مُعاناة مريرة فقدنا من خلالها الأهل والأصحاب والأحبة، يأتي قرار اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) برفع جميع التدابير والإجراءات الاحترازية في جميع الأماكن ولجميع الأنشطة واستمرار أفراد المجتمع في مراعاة التمسك بالثقافة الصحية الوقائية، والالتزام في حالة الإصابة بحمى أو أية أعراض تنفسية بالبقاء في المنزل وعدم مخالطة الآخرين وارتداء الكمامة في حالة المخالطة، وحث الجميع على الأخص كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة ومن لديهم نقص المناعة على الالتزام بارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة وأهمية تلقي المواطنين والمقيمين الجرعة المعززة من اللقاح.
وتشكر اللجنة المواطنين والمقيمين على تعاونهم، والتزامهم بالإرشادات والإجراءات الاحترازية الصادرة عنها والذي كان له دور كبير في تحقيق هذه التطورات الإيجابية، كما تشيد بالدور البناء للجهات الحكومية والخاصة والأهلية في التعامل مع التدابير والإجراءات الوقائية وما قدمته من إسهامات حدت من انتشار الجائحة.
هذه القرار أزاح عن الصدور كثيرا من التبعات والقضايا التي خلفتها جائحة كورونا على مدار أكثر من سنتين، فقدنا من خلالها إخوة أعزاء خلال هذه الفترة. وكنا نتابع الأحداث وتطورات الأمور في جميع مراحلها من خلال تدوينها عبر المقالات الصحفية التي ننشرها في الصحف المحلية، منها ما يواكب الحدث وتطوراته، ومنها ما يواكب فقد عزيز كان بيننا ذات يوم فغادرنا على حين غرة.
ففي شهر مارس من عام 2020 كان مقالي الأول بعنوان "صُنّاع الشائعات" حيث تحدثت عن تفنن كثير من هواة صناع الشائعات في نسج قصص من الخيال عن الوباء الذي اجتاح العالم (كوفيد19) حيث تنوعّت الشائعات التي لا تُعرف الغاية منها، هل هي بداعي الشهرة والتباهي بنقل كل جديد وإن كان كذباً وافتراءً، أم أنّه مرض أصيب به البعض وأصبح آفة ابتليت بها المجتمعات العربية؟!
ثم جاء مقال آخر بعنوان "الوسطى خالية من الإصابات" إثر خلو المحافظة من الإصابات في ذلك الوقت، ثم مقال "لا للسياحة والترحال هذا العام" والمنشور بتاريخ 19 مايو 2020 والذي أشرت فيه إلى بداية فصل الصيف، ومع اقتراب موسم السياحة والخروج للتنزه خلال فترة الصيف والإجازات الموسمية، فإنَّ النفوس تتوق إلى شد الرحال إلى الخارج، وإلى مُحافظة ظفار للتمتع بأجوائها الخريفية الرائعة وبشواطئها الجميلة، ومروجها الخضراء، وتحت تساقط الرذاذ.
وتتوالى المقالات، مقال تلو الآخر كمقال "ظفار في عناية الرحمن" ومقال "ما دُمتَ حيًا!" ومقال "سنزوركم بعد كورونا" المنشور بتاريخ 16 يونيو 2020 الذي جاء في مقدمته "أصبحت جائحة كورونا موسمًا سيخلد في الذاكرة توضع الخُطط لما بعد زواله، وتوثق الأجندات وتدون المواعيد لما بعد كورونا، حيث باتت هذه الأزمة جزءا من التاريخ الصعب على البشرية والعالم هذا العام".
ثم مقال "الزراعة في محافظة ظفار" ثم مقال "استخلاص الدروس من كورونا" يليه مقال "مقابر حديثة في الولايات" المنشور في شهر سبتمبر 2020 والذي جاء في مقدمته "ما زلنا نستخلص الدروس والعِبر من جائحة كورونا كوفيد19 في مُختلف مناحي الحياة على الصعيدين المحلي والدولي".
نعم إنِّها جائحة ونكبة اجتاحت العالم بأسره، وهذا أمر لا مفر منه، ولكن علينا أن نتوجه بالضراعة إلى المولى العلي القدير أن يرفع عنَّا هذا الوباء والبلاء وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المُسلمين.
ثم مقال "انتقل إلى رحمة الله تعالى" ومقال "رحيل الكبار" ومقال "التعليم عن بعد.. تجربة تحت المجهر"، ومقال "عام استثنائي"، وكذلك مقال "لا بُد من منتصر في هذه المعركة" والمنشور بتاريخ 16 فبراير 2021 والذي جاء في مقدمته "كُنَّا نظن أننا على أبواب التعافي من تبعات جائحة كورونا (كوفيد19) التي اجتاحت العالم بأسره، والتي فقدنا بسببها أحباباً أعزاء، وتعرضت الدول لخسائر جمَّة، فأغلقت المؤسسات وسُرِّح موظفون، وأغلقت المطارات والمنافذ الحدودية على القادمين من خارج السلطنة، وكذلك تعطيل الدراسة في المدارس والكليات والجامعات، وغلق المساجد ودور العبادة والتي ستكمل عامها الأول منذ الغلق في شهر مارس من العام الماضي".
كما أُغلقت الأسواق والحدائق العامة ودور السينما والأندية الرياضية، وأعقبها غلق جميع المحلات التجارية في جميع أنحاء السلطنة عدا المحلات التي تبيع المواد التموينية، كما تمَّ غلق المحافظات والولايات، أعقب ذلك الغلق العام ومنع الحركة في أوقات مُعينة من المساء إلى الصباح وذلك من أجل احتواء المرض وعدم انتشاره، ولا نتمنى أن نعود لهذه الإجراءات التي تتخذها اللجنة العُليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) من أجل الحفاظ على سلامة الجميع.
وهناك مقالات أخرى لا يمكننا نشر ما جاء فيها بحكم أنها تضم جوانب متعددة من تطورات الجائحة وما تواكبه من أحداث كمقال "رمضان على الأبواب" و"كورونا بالمرصاد" ومقال "صخب وضجيج" ومقال "جنود في الخفاء" ومقال "قطار المنايا يقترب رويدًا رويدًا" و"مقتضيات العمل عن بعد".
لقد سعيتُ خلال فترة جائحة كورونا لكتابة مقالات تتابع عن كثب الأحداث وما حولها، وقد حظيت هذه المقالات باهتمام القارئ أينما نٌشرت، وقد كان حضورنا بالغا ومؤثرا، ولله الحمد.