عندما اجتمع الوزير بالشباب

 

زين بن حسين الحداد

 

قبل يومين حظينا بحضور أول اجتماع أقامه مكتب معالي السيد وزير الدولة ومحافظ ظفار والذي جمع عدة مسؤولين من جهات مختلفة مع الشباب، وهدف اللقاء إلى إشراك الشباب في صياغة الرؤية المستقبلية للمحافظة ومشاريعها المرتقبة، والنظر في مقترحاتهم والإجابة على استفساراتهم، وهي خطوة نحو تحقيق أحد أهم مرتكزات النهضة المتجددة ورؤية "عمان 2040"، ألا وهي "الإنسان والمجتمع"، والتي يوليها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أولوية تحقيقًا لتطلعات الشعب المستقبلية نحو عمان المشرقة.

اللقاء بدأ بكلمة من معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، ثم عرض مرئي قدمه سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار عن المشاريع القادمة وتصورات البلدية وأهدافها، ثم أتيحت الفرصة للشباب للحديث عن مقترحاتهم والرد على بعض استفساراتهم ومشاركة المشاكل وحلولها، أحد أهم المواضيع المتداولة هي مشكلة الباحثين عن العمل، وخطورة الفراغ وآفة المخدرات، ودعم الفرق التطوعية والنشاط العلمي والابتكار، واحتياجات المحافظة لمشاريع خدمية وثقافية وسياحية، وكذلك الثروة الزراعية والحيوانية، وغيرها من المواضيع المهمة.

أعتقدُ أن أبرز إيجابيات اللقاء تتمثل في فتح قناة اتصال بالمجتمع وبالتحديد فئة الشباب ومشاركتهم تطلعات المستقبل وإعطائهم الأهمية اللازمة والتي يستحقها الشاب العماني بلا شك، وتكتمل هذه الإيجابية إذا تم النظر لهذه المقترحات من قبل مكتب الوزير والبلدية بعين الاعتبار وتمت دراستها بشكل جيد. لكن السلبية الأكبر كانت في مشاركة بعض الشباب الذي استغلها في المدح والثناء والخطب الرنانة بشعار الأنا للاستعراض، حتى يقول إنه شارك بمداخلة!! صحيح أن للجميع حق المشاركة، لكن الإطالة في مواضيع لا تفيد تسببت في إضاعة الوقت على باقي الشباب، وتركْ ما هو مهم، وهكذا نكون خسرنا أفكارًا فعالة ومفيدة تخدم المجتمع والوطن.

اعترض الكثير على محدودية الحضور- وأنا أحدهم- رغبةً منا في حضور أكبر عدد ممكن، إلّا إنني بعد الاجتماع رأيتُ واقتنعت بصعوبة استيعاب الكل، وبالرغم من أن حضور الشباب يُقارب 100 شخص- إن لم أخطئ- لكن الوقت لم يكن كافيًا للجميع للمشاركة، فكيف بعدد أكبر قد يصل إلى الألف مشارك إن لم يُقنن!

اختارت الأندية والجامعات والولايات والجمعيات وغيرها من الجهات من يمثلها ويمثل باقي شباب المجتمع من مبدعين ومؤثرين. نعم لست الأفضل بين أقراني ولكن أتيحت لي الفرصة للمشاركة في هذا اللقاء، وأتمنى أن أكون قد وُفِقت بمداخلتي البسيطة وأشكر كل شاب شارك بفاعلية واختصر وأوجز.

ختامًا.. شكرا لمعالي السيد المحافظ على هذا اللقاء، ونتمنى أن تستمر هذه المبادرات بشكل دوري، لا أن تكون الأولى والأخيرة ذات الطابع الصوري والترويجي، وأن يتم تحديد المواضيع التي ستناقش بشكل مبكر تحضيرًا للقاء، وأن تكون حوارية أكثر من شكلها الحالي، وما المانع في أن يستضيف مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه كل شهر مسؤولي إحدى الوزارات للنقاش وأخذ المقترحات. أعتقد أن تطبيق النقاط المذكورة بشكل حقيقي ودراسة المقترحات يجعلني أقول إن الاجتماع الأخير يمثل نقطة تحول في مسيرة التنمية.

تعليق عبر الفيس بوك