قراءة تحليلية

 

وليد بن سيف الزيدي

في سبتمبر من عام 2020، أُجريت دراسة بعنوان "استخدام معلمي الدراسات الاجتماعية في محافظة البريمي للتقنيات الجغرافية في التدريس"، وجاءت النتائج على النحو التالي:

أنَّ درجة استخدام المعلمين والمعلمات للتقنيات الجغرافية في التدريس كانت متوسطة. وفسرت هذه النتيجة إلى قلة الأجهزة والأدوات والبرامج الجغرافية، وبطء الإنترنت بسبب اكتظاظ الصفوف الدراسية، وقلة مهارات المعلم في التعامل مع التقنية الجغرافية، وضعف اللغة الإنجليزية لدى البعض، والعبء الذي يثقل كاهل المعلم ويصرفه عن تطوير أدائه، وعدم ملائمة الصفوف الدراسية، وافتقارها إلى الأجهزة والأدوات اللازمة لاستخدام التقنيات الجغرافية، وتطبيق الأنشطة التعليمية المرتبطة بها، وقلة الدراسات المرتبطة باستخدام التقنيات الجغرافية في التدريس.

وجود فروق ذي دلالة إحصائية تبعًا لمتغير الجنس بين متوسط درجة استخدام الذكور للتقنيات الجغرافية، ومتوسط درجة استخدام الإناث ولصالح الذكور. وفسرت هذه النتيجة إلى مشاركة الذكور بشكل متكرر في الدورات التدريبية في استخدام التقنيات الجغرافية على المستوى المحلي والخارجي، كالمشاركة في ملتقى نظم المعلومات الجغرافية في جامعة السلطان قابوس والمشاركة في ملتقى نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة الألمانية في مسقط. وأما على مستوى محافظة البريمي، فكانت هناك عدة ورش حول استخدام التقنيات الجغرافية؛ حيث كانت الورشة الأولى في (2011) والثانية في (2013) والثالثة في (2014)، إضافة إلى عدد من المشاغل والملتقيات التي نفذت داخل المحافظة؛ من أجل تعزيز استخدام التقنية الجغرافية في تدريس الدراسات الاجتماعية؛ مما ترتب عليه إثراء المعرفة النظرية والمهارية حول استخدام التقنيات الجغرافية في التدريس.

عدم وجود فروق ذي دلالة إحصائية تبعًا لمتغير الخبرة بين متوسط درجة استخدام المعلمين للتقنيات الجغرافية من هم أقل من (10) سنوات، ومتوسط درجة استخدام المعلمين للتقنيات الجغرافية من هم أكثر من (10) سنوات. وفسرت نتيجة ذلك بالتساوي في استخدام التقنيات الجغرافية داخل المدرسة الواحدة، بغض النظر عن عدد سنوات الخبرة. إضافة إلى خضوع معلمي الدراسات الاجتماعية لدورات تدريبية متشابهة وفي أوقات محددة يتم إعدادها من وزارة التربية والتعليم.

كما أوضحت نتائج السؤال المفتوح حول استخدام التقنية الجغرافية في التدريس أنَّ أكثر التقنيات تكرارًا هي نظام المواقع العالمي (GPS)، وبرنامج جوجل إيرث (Google Earth)، والأفلام الجغرافية.

وفي مايو من العام الحالي 2022 تم الانتهاء من إجراء دراسة أخرى تحت عنوان "أثر استخدام المنصة التعليمية جوجل كلاس روم لدى طلبة الصف العاشر على دافعيتهم للتعلم في مادتي اللغة الانجليزية والدراسات الاجتماعية في ظل جائحة كورونا بمدارس تعليمية البريمي"، وقد تم نشر نتائجها في الحادي عشر من شهر مايو الحالي في جريدة الرؤية العمانية. ويمكن الرجوع إليها للمقارنة بين الدراستين من أجل تسهيل الربط بين الموضوعين وفهم الفكرة المرادة هنا.

إنَّ الفكرة الرئيسية من كتابة نتائج هذه الدراسة ومقارنتها بنتائج الدراسة السابقة هو ما وجده الباحث من تقارب بين نتائج الدراستين، وحيث يظهر هذا التقارب في ضعف توفر الأجهزة والأدوات وشبكة الإنترنت حول استخدام التقنية في التدريس، حيث جاءت النتائج متوسطة في الدراسة المتعلقة باستخدام معلمي الدراسات الاجتماعية للتقنيات الجغرافية للتدريس في محافظة البريمي. وفي الدراسة المتعلقة بدافعية الطلبة نحو استخدام المنصة التعليمية جوجل كلاس روم جاءت النتائج ضعيفة. وبذلك يكون هناك تقارب عام بين نتائج الدراستين، ومن أسباب هذا التقارب حسب ما أشارت إليه نتائج هاتين الدراستين ضعف البنية التحتية في مجال استخدام التقنية في التدريس سواء من حيث توفر الأجهزة والأدوات ومعينات التدريس أو من حيث توفر وجودة شبكة الإنترنت داخل وخارج المؤسسات التعليمية. وكذلك من الأسباب ضعف معارف ومهارات البعض من المعلمين والطلبة في التعامل مع التقنية التعليمية.

ومن هنا وفي ضوء هاتين الدراستين يمكن وضع بعض المقترحات لأصحاب القرار في مجال تطوير المنظومة التعليمية المدرسية:

1- المنهج الدراسي: ضرورة أن يكون هناك ربط واستمرارية وحداثة في المنهج الدراسي خلال المراحل الدراسية المختلفة. فمثلًا لماذا لا يتم الربط بين الصف العاشر والصف الحادي عشر والصف الثاني عشر في منهج الجغرافيا والتقنيات الحديثة بدلًا من اقتصاره على الصف الثاني عشر؟ أليس من متطلبات الفترة الحالية تنمية المهارات التقنية التعليمية لدى المعلمين والطلبة؟

2- البنية التحتية التكنولوجية: أيهما أفضل بعد خروجنا من التجربة التعليمية في زمن كورونا، التركيز على بناء المؤسسات والمباني التعليمية أم تأسيس وتطوير البنية التحتية التكنولوجيا وتنمية المهارات التعليمية لدى المعلم والمتعلم؟

3- النظام التعليمي: بعد خمسين عامًا من البناء لماذا لا تطبق أفكار جديدة في التعليم يكون مصدرها عُمان ومن ثم خروجها إلى دول الوطن العربي بدلًا من العكس، سواء في بناء المناهج الدراسية وتحديثها أو تطوير أدوار ومهارات المعلم بما يتفق مع التغيرات التعليمية العالمية المتسارعة والذي في النهاية سيساعد على إيجاد جيل من المتعلمين قادرين على مواجهة التحديات التي تعترضهم بعد خروجهم من المرحلة المدرسية.

4- دافعية المتعلمين: من الجيد البحث والوقوف وراء أسباب تراجع الدافعية لدى المتعلمين من طلبة المدارس ومحاولة معالجة تلك الأسباب وذلك من خلال التشارك في الأدوار الحقيقية بين ولي الأمر والمدرسة وأصحاب القرار في جهات التعليم والعمل.

ويمكن لك قارئي العزيز الإضافة على هذه المقترحات أو تطويرها بما يخدم رقي التعليم في وطننا العزيز عُمان.

والله الموفق.

تعليق عبر الفيس بوك