365 فرصة

 

هند الحمدانية

كم فرصة تحتاج لكي تحقق أحلامك؟ كم فرصة تتوقع أنها سوف تغير مجرى حياتك وسوف تصل بك إلى بر الأمنيات والرضا والسعادة؟ هل تكفيك فرصة ذهبية واحدة؟! أم أنك تحتاج إلى عشرات الفرص لترتب كل تفاصيل طموحاتك ورغباتك وطمأنينة صدرك؟!! وبرأيك من سيكون المتطوع بكل ذاك الكم الهائل من الفرص والمعطيات؟! بالتأكيد لا أحد سيعمل على صندوق أمنياتك ليل نهار لكي يسعد خاطرك، ولن تمتلك عصا سحرية تضرب بها الحجر فيتفجر أنهارًا وأعينًا.

ولكني أكتب اليوم لأبشرك بأنك تمتلك فعليًا 365 فرصة لتغير بها واقعك وتصنع من خلالها السعادة وتحقق الأمنيات، أنت تمتلك 365 فرصة وتجربة وإنجازا تولد من خلالها طاقة إيجابية متقدة لا تنطفئ طوال العام.

تخيل 365 فرصة بمعدل فرصة لكل يوم من العام، فرصة مفتوحة وكاملة ومطلقة ولك كامل الحرية في تحديد ماهيتها وطبيعتها ومن الفائز بها، ثم تتجدد تلك الفرصة مع شروق كل يوم لتدعم فيك الروح المشبعة بالحياة فتأخذك من عالمك المادي البسيط لعالم العطاء المطلق الذي لا يعترف بالحدود.

استحقاقك الحقيقي هو ليس الشيء الذي تحصل عليه إنما هو الشيء الذي تقدمه بكل حب وصدق، وكلما قدمت كلما زاد استحقاقك، وهذه 365 فرصة هي استحقاقك الحقيقي الذي كلما أقدمت عليه بشكل متوالٍ كلما ارتفع قدرك ودرجة جدارتك.

365 فرصة تقربك لأقصى مستويات الرضا النفسي، 365 فرصة تطهر جسدك ومالك وروحك وتُثَبِت البركة واليُمُن في بيتك وحياتك، 365 فرصة تظلل بها أناسًا قريبين وبعيدين فتظلك بظلها في يوم الدين، 365 فرصة تطفئ غضب الرب وتطفئ عنك الذنب مثلما يطفئ الماء اللهب، 365 فرصة تقربك إلى الرزق والنعيم المتواصل وتحقيق الدعوات المتعلقة، 365 فرصة تدفع عنك البلاء وقد تعلقه، فرصة كشق تمرة تقدمها لأحدٍ ما ربما لم تكن تعرفه فتقيك من النار وتضاعف لك الرزق وتبسطه.

365 فرصة تعادل 365 صدقة وبِرا وعطية وعملا تطوعيا وبصمة وابتسامة وعلما نافعا وكلمة طيبة. إن هذا العطاء اليومي الروتيني المتواصل طوال 365 يوما سيكون له الأثر العجيب في حياتك وروحك وحياة الآخرين، ستكون أنت صاحب العصا السحرية الذي يدعم الآخرين ويطور أساليب العطاء ويجزل الثناء ويُعزز الثقة بالنفوس ويرفع تقديرها لذاتها، أنت لا تحتاج لأي فرصة بل أنت صانع الفرص وأنت المتحكم وأنت صاحب الطموح والفعَّال وقدوة للمؤثرين، فاضرب بعصاك الحجر 365 يوما لتنفجر منه أنهارًا وعيونًا لذة للشاربين.

تعليق عبر الفيس بوك