الدوري المشتعل في الملعب البارد!!

 

 

المعتصم البوسعيدي


انتهى التنافس المحموم على لقبِ دوري (عُمانتل) سيباويًا جمعَ به السيب سكر الدوري بحليبِ الكأس، بعدما ظل الزعيم الظفاري والعنيد النهضاوي ينافسانهُ حتى قبل النهاية بجولةٍ واحدة، في حين لا زال التنافس على تجنُبِ الهبوط مُشتعلاً بين خمسة أندية سنتعرفُ على ثلاثةٍ منها تغادر الصفوة مع نهايةِ صافرةِ الموسم في الجولةِ الأخيرة.

صراعُ القمة والقاع ليس بغريبٍ على دورينا، وثمة تقارب دائم يمكن أن يُغير الموازين في جولةٍ أو جولتين على صعيد أكثر من نادٍ، ولا نرى- في كثير من الأحيان- التنافس بهذه الطريقةِ في دورياتٍ عالميةٍ وقاريةٍ وعربيةٍ وخليجية، ورغم ذلك نجد جودة كُرتنا ضعيفة وحالة أنديتنا "كسيفة" وتنظيمنا لا يرقى لتنظيم الآخرين ونتائجهم، والآخرون كان بعضهم خلفنا فتقدمنا، ونحن إما وقوفًا على ذات الحال، وإما تقهقرٌ يقودُ إلى آسف مآل.

دورينا بالتنافسِ مُشتعل، وبالنقاطِ نارٌ تضرمُ نارًا، لكنهُ سرعان ما يخفت ويبرد في بيئةٍ باردةٍ لا يوجد من يُشعِلها بجُرّأةِ قرار، وحين نخرجُ من محليتنا يتخطفنا الجميع لقمةٌ سائغةٌ سهلة، فتبدأ الطبول تُقرع إنذارٌ إنذار، وأصواتٌ تُرددُ عارٌ عار، لكنها سرعان ما تهدأ وتهجعُ في ظُلمةِ الغار، ونستمرُ في دائرةِ الفراغ حتى نعتد التكرار، ولا نتعلم ونحن التلاميذُ الشطار.

لا يكفي أن تفوز بمعركةٍ لتكسب الحرب، وإلا لحاز برشلونة ــ مثلاً ــ على لقبِ "الليجا" الإسبانية حينَ فاز على ريال مدريد في جولة الإياب من الدوري، وكذلك نحن نمتلكُ تنافسية وصراعا جميلا على كسبِ رهان الدوري وبصفة مُتكررة، وتقاربٌ في النتائجِ والأداء لحدٍ بعيد، ولكن أين دورينا وواقعنا، وما العمل؟

العملُ يكمنُ في استثمارِ اشتعال الدوري بالتنافسيةِ بإيجادِ بيئةٍ تحفزُ هذا الاشتعال لا أن تُبرده؛ من خلالِ أولوية استثمار الحكومة في الرياضة، والضخ المالي فيها، إضافة إلى سعي الاتحاد لانتزاعِ الاهتمام وتحويل البوصلةِ إليه، ورفع سقفِ التنظيم نحو دوري مُحترف، وعلى الأندية ترك (جنونها) عندما تحين الآجال، فتحاول بكل الطرق الابتعاد عن شفرة الموت الآنية، وإن نجحت تنسى الدروس والعِبر، حتى يقع الفأس في الرأس ولو بعد حين، وعلينا- نحن- الصبر كما صبرنا في بلادِنا على سياحةٍ لا تأتي في بلدٍ مقوماتهُ سياحية بامتياز.