بالشراكة مع "اليونسكو" و"الإيسسكو" وبحضور أكاديميين وخبراء

انطلاق الندوة الوطنية "الثقافة محرك الاقتصاد البنفسجي".. وأوراق عمل وجلسات نقاشية تستشرف المستقبل

مسقط- محمد العبري

انطلقت صباح أمس الثلاثاء أعمال الندوة الوطنية "الثقافة محرك الاقتصاد البنفسجي"، والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو، وعدد من المؤسسات الوطنية المعنية، وتستهدف ممثلي الجهات المعنية بالاقتصاد البنفسجي، إضافة إلى الأكاديميين والباحثين (محليين ودوليين)، والمهتمين من القطاعين الحكومي والخاص، والمجتمع المدني.

ويأتي تنفيذ هذه الندوة- التي تختتم أعمالها اليوم الأربعاء- انطلاقًا من حرص اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم على الاستفادةِ من البرامجِ التي تقدمها المنظمات الدولية والإقليمية في نشرِ الوعي بالاقتصادِ البنفسجي كأحد أفرع الاقتصادات المستدامة؛ الذي يَتَّخِذُ من الثقافة المحلية منطلقا لنموه. كما تهدف الندوة إلى التعريفِ بالاقتصاد البنفسجي، ومجالات عمله، وإبراز دور التعليم في تنمية الوعي به، وعرض بعض النماذج والتجارب العُمانية الرائدة التي تبنت الاقتصاد البنفسجي لدعم التنمية المستدامة، وتجارب دُولية مماثلة، وكذلك استشراف مستقبل الاقتصاد البنفسجي في ضوء رِؤية "عُمان 2040".

ورعى حفل افتتاح الندوة سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم. وتضمن برنامج الافتتاح كلمة اللجنة الوطنية العُمانية، ألقتها آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة، قالت فيها إن الاقتصاد البنفسجي يُعدُّ أحد مكونات الاقتصاد المستدام، وأحد القاطرات المساهمة في التنويع الاقتصادي، إلى جانب استقطابه لأصحاب الخبرات من المستثمرين، وإحياء الكثير من المِهَن التقليدية والإبداعية، مما ينعكس بشكل إيجابي على تَوَفُّر فرص العمل، والتقليل من معدَّلات الباحثين عن عمل. وقالت أمينة اللجنة- في كلمتها- إن سلطنة عُمان تتفرّد بالكثير من الجوانب الثقافية والمعالم الأثرية، يجعل منها محطة مهمة ومحفزة لدعم الاقتصاد البنفسجي، والذي بدوره يُشكل محركًا للنمو الاقتصادي، لافتة إلى أن القلاع والحصون، والنزل التراثية، والحرف التقليدية والصناعات الإبداعية، والمأكولات العُمانية، تمثل نماذج معبرة عن أصالة عُمان وتراثها العريق.

وألقى الدكتور محمد زين العابدين رئيس قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) كلمة المنظمة، أكدّ فيها أن الثقافة أصبحت موردًا مهما لتنمية الإنسان والبيئة المحيطة به، وأن منظمة الإيسيسكو تؤكدُ على أهمية استثمار جميع المكونات الثقافية للدول الأعضاء؛ بما تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في التنمية المستدامة.

أوراق العمل

وعرض رسول سمادوف خبير قسم الثقافة بمكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة خلال افتتاح الندوة ورقة رئيسة بعنوان: "الثقافة المحرك والعامل التمكيني للتنمية المستدامة"، فيما عرض الدكتور حمد بن محمد المحرزي أستاذ مساعد بقسم السياحة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس الورقة الرئيسة الثانية، بعنوان "استشراف مستقبل الاقتصاد البنفسجي على سلطنة عمان ودوره في تحقيق رؤية عُمان 2040"، تطرق فيها حول مفهوم الاقتصاد المستدام، والذي يقوم على ثلاث مرتكزات أساسية الجانب الاجتماعي، والبيئي، والاقتصادي. واختتم المهندس غالب بن علي العبري من شركة قمم حفل افتتاح الندوة بعرض تجربة لأحد النماذج الوطنية القائمة على فكرة الاقتصاد البنفسجي، وهو مشروع الجولات السياحية بالعربات الكلاسيكية في حارات ولاية الحمراء التراثية القديمة مرورًا بالمزارع والأفلاج.

جلسات نقاشية

وتضمن اليوم الأول للندوة جلستي عمل، ترأست الأولى الدكتورة منال بنت حميد الخنبشية من وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عمان 2040"، وتمحورت حول دور التعليم والإعلام في تعزيز الوعي بالاقتصاد البنفسجي، واشتملت على أربع جلسات عمل. وقدّم الورقة الأولى د. نامي صاليحي من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) حول دور الإيسيسكو في تعزيز الاقتصادات ذات البعد الثقافي في الدول الأعضاء. ثم استعرض الدكتور سيف بن ناصر المعمري أستاذ مشارك في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس الورقة الثانية حول جهود مؤسسات التعليم العالي العمانية في تعزيز الاقتصاد البنفسجي: الممارسات الكامنة والفرص المستقبلية المتاحة.

"دور التعليم في تعزيز الوعي بالاقتصاد البنفسجي" كانت الورقة الثالثة في هذه الجلسة من تقديم الدكتورة هدى بنت مبارك الدايرية أخصائية شؤون ثقافية باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم. واختتمت شيخة بنت أحمد المحروقية رئيسة قسم المتابعة البرامجية بقناة عُمان الثقافية الجلسة الأولى بورقة رابعة عن "دور الإعلام في إبراز الاقتصاد البنفسجي"، عبر ترسيخ مفاهيمه، والتعريف به، وتسليط الضوء على المبدعين العمانيين في هذا النوع من الاقتصاد واستضافتهم.

وترأس بدر بن سعيد الذهلي من كلية عمان للسياحة جلسة العمل الثانية، وتناولت جهود المجتمع في تعزيز الاقتصاد البنفسجي، وتضمنت الجلسة 4 أوراق عمل، كانت الأولى حول دور الشباب في النهوض بالاقتصاد البنفسجي، من تقديم مالك بن سيف الغافري أخصائي أنشطة وفعاليات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب. تلا ذلك الورقة الثانية التي أبرزت مساهمة الاقتصاد البنفسجي في الاقتصاد الوطني، وألقاها حمد بن راشد المشرفي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة داتا مايننج.

أما تجربة جمعية المرأة العمانية بمسقط في استثمار الاقتصاد البنفسجي فاستعرضتها الدكتورة بدرية بنت ناصر الوهيبية مديرة مركز المعلومات والبحوث بمجلس الدولة عضوة الجمعية، وتحدثت فيها عن إنجازات جمعية المرأة العمانية بمسقط في مجال استثمار الاقتصاد البنفسجي.

واختتمت الطالبة جواهر بنت ناصر بن سالم الخروصية من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى جلسة العمل بورقة عمل تناولت فيها الرؤية الاستشرافية للبيوت الأثرية العمانية في ضوء أبعاد الاقتصاد البنفسجي، مستعرضة منزل الشيخ ناصر بن راشد الخروصي كأنموذجٍ.

تعليق عبر الفيس بوك