بالصور.. جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الفطر بجامع الزلفى

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط- العُمانية

احتفلت سلطنة عُمان، يوم الإثنين، بأول أيام عيد الفطر السعيد، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه- صلاة عيد الفطر المبارك بمسجد الزلفى بولاية السيب في محافظة مسقط.

وقد أمَّ المصلين معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية الذي ألقى خطبة العيد واستهلّها بالتكبير والحمد لله على نعمه والصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم.

وتناولت عيد الفطر فضل الصيام وتوحيد الله سبحانه وتعالى وشراكة قيم الإيمان والعمل الصالح وتوافق النظرة إلى إنسانية الإنسان وبذل المعروف وصيانة أعراف المجتمعات ومجانبة الفرقة والاختلاف والتمسك بالإيمان والتوجه نحو مجالات العيش المشترك وتجاوز الإنكار والإلغاء والتجاهل وتغليب قيم التعارف والاعتراف والحرية والكرامة. وأكدت الخطبة على أن سلطنة عُمان مجتمع المنعة والتمنع في سجية الإيمان والعمل الصالح والتمنع في صنع المعروف ونشر الخير والسلام بين الشعوب.

وفي ما يلي نص خطبة عيد الفطر السعيد:

"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

الله أكبر ذو النعم والآلاء

الله أكبر ذو الملك والكبرياء

حمدا له تعالى على ما أتم وأبرم، وصلاة وسلامًا على النبي الأكرم، وعلى من تبعه من المؤمنين الأخيار، وآله الأطهار .

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد .

أيها المسلمون.. شهر الصيام شهادة وإشهاد، يأتي بخيراته، وتبقى بركاته، تتلوه أيام العيد السعيد، بإقبال النفوس إلى ما ترجو، ورجائها فيما تأمل من الحياة الطيبة، والأمان والاطمئنان.

من حكم الصيام التكليف، ومشاركة المسؤولية؛ نشترك فيهما مع أهل الأديان قبلنا: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتُب على الذين قبلكم) ومن ذلك أن بيننا وبين من يشاركنا وحدانية الله تعالى شراكة قيم الإيمان والعمل الصالح، وتوافق النظرة إلى إنسانية الإنسان، ضمانة لأخلاق الرحمة والسلام، منطلقها الإلزام الإلهي بالكلمة السواء والالتزام الأخلاقي برعاية ذلك فيما بيننا ومع الناس أجمعين: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم).

الكلمة هنا قائمة على الوحدانية ومسدّدة في الحياة بالمساواة، وعدم اتخاذ الأرباب تحكمها قيم وعهود ومروءات وتحرسها أخلاق وعدل واعتدال: (ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)، وحتى إن لم يستجيبوا يظل المسلمون على عهودهم: (فإن تولّوا فقولوا اشهدُوا بأنا مسلمون) في القيام على العمل الصالح، وبذل المعروف، وصيانة أعراف المجتمعات، ومجانبة الفرقة والاختلاف، والتمسك بالإيمان والائتلاف: (إنّ الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء).

ومصدر النزاعات والحروب بين بني البشر هو الذي ينهانا الله عنه بقوله تعالى (ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) أي إرادة التألّه والاستكبار، وفرض الهيمنة والتسلط ونتائجها ما نراه من تفكك المجتمعات، وتراجع الإحساس بالقيم الإنسانية واحترام كرامة البشر وحقوقهم، والاستخفاف بالدماء والأعراض والأموال، وذلك مجلبة للبلاء والفتنة من الخوف وضيق الأنفس والأرزاق ورفع البركة.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد

يقول الله جل وعلا: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلّنهم من بعد خوفهم أمنا)، فالإيمان، والعمل الصالح جناحا الحياة الطيبة والإيمان دافع للعمل الصالح ومقرون به يستتبع قيما عُليا؛ في المساواة والحرية والكرامة والرحمة والعدالة والتعارف والخير العام.

وعبر هذه المنظومة تصان الضرورات الخمس في الحقوق الإنسانية. وعلى المستوى العالمي، وبعد مرارة الهيمنة والاستئثار واستغلال الدين، والاستنزاف والحروب، وصراع الحضارات. يكون علينا وعلى غيرنا؛ العمل من أجل البشرية بمنطق الإيمان والعمل الصالح، والتوجه نحو مجالات العيش المشترك وتجاوز الإنكار والإلغاء والتجاهل وتغليب قيم التعارف والاعتراف والحرية والكرامة.

وبالإخلاص والالتزام لله تكون هذه القيم مناط اهتمام عالمي لمستقبل أهنأ، وحياة أسعد وأرحب".

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد

عباد الله.. المسلمون أمة كبرى ذات موروث وحضارة، وعلائق في سائر الأنحاء ولا بد من الاتجاه من قبلهم إلى رؤية يقبلها العالم، لكي يتمكنوا من الإسهام في صنع شيء في الزمن الحاضر المتجدد، وبناء شراكات نافعة مع من حولهم. وبالتزام النزاهة والتقوى؛ نضع الأسس الجديدة لعالم مطمئن. قوامها الرحمة والإنصاف وعقول متطلعة نحو قيم الوحدانية والإله الواحد، ونظام للتبادل الاقتصادي العادل، والمسؤولية الأخلاقية عن إنسانية الإنسان وكرامته: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب، الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئاب)؛ فالإيمان والعمل الصالح يجلبان التمكين والاستخلاف، ويحققان الأمن بعد الخوف، وبعد العسر يسرا، وأن ما يحل من الفتنة بلاء يجب الصبر عليه، وعدم اليأس من زواله.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد

أيها المسلمون.. إن مراد المسلم تحقيق الخير والطمأنينة، والسعي بالرحمة والنماء. وعمان مجتمع المنعة والتمنع؛ المنعة في سجية الإيمان والعمل الصالح، والتمنع في صنع المعروف، ونشر الخير والسلام بين الشعوب.

هذا وصلّوا وسلّموا على الرسول الأمين، محمد وآله الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان من المؤمنين.

اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

اللهم إنا نسألك من فضلك وعطائك رزقا طيبا مباركا.

اللهم ما أحببت من خير فحبّبه إلينا ويسره لنا، وما كرهت من شيء فكرهه إلينا وجنبنا إياه.

اللهم أحينا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى.

اللهم أيّد سُلطاننا بنور حكمتك، وسدد خطاه بسنا توفيقك، واحفظه لنا بعين رعايتك، وأعز حوله بتأييدك وقوّتك يا الله يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اجعل عُمان بلد الأمن والأمان، والسّلم والاطمئنان، ولا تطع فينا عدوا حاسدا، وأدم علينا نعمك، ولا تقطع عنا فضلك، وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم احفظ بلاد المسلمين، ووحّد كلمتهم، وبارك في أرزاقهم، واجعل بيوتهم آمنة مطمئنة. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة وقنا عذاب النار

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين".

وبعد الانتهاء من الصلاة تقبَّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه- التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك من عددٍ من أصحاب السُّمو والمعالي الوزراء والمستشارين والقادة العسكريين وعددٍ من المسؤولين، متمنّيًا جلالته لهم عيدًا مباركًا طيّبًا، شاكرًا لهم تهانيهم بهذه المناسبة السعيدة.

ولدى خروج جلالة عاهل البلاد المفدّى من مسجد الزلفى أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيّة لجلالته -أيّده الله.

بعد ذلك غادر الموكب السامي لجلالةِ السُّلطان المعظّم في حفظ الله ورعايته وسط دعوات أبناء شعبه الوفي بأن يحفظه وأن يبارك في أعياده وأن يُعيد على جلالته المناسبات السعيدة أعوامًا مديدة.

وأدّى الصلاة بمعية جلالةِ السُّلطان المعظّم كلٌّ من: صاحب السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، صاحب السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، صاحب السّمو السّيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السُّلطاني، معالي الفريق أول سُلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السُّلطاني، معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة، سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني، معالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني مستشار بديوان البلاط السُّلطاني، معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، معالي الفريق جناب السيد منذر بن ماجد آل سعيد رئيس جهاز الاتصالات والتنسيق بالمكتب السلطاني، معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط، معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية، معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك، معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، معالي الفريق سعيد بن علي الهلالي رئيس جهاز الأمن الداخلي، معالي الشيخ سباع بن حمدان السعدي أمين عام الاحتفالات الوطنية، الفريق الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، اللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السلطاني العُماني، اللواء الركن طيار خميس بن حماد الغافري قائد سلاح الجو السلطاني العُماني، اللواء الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد البحرية السلطانية العُمانية، اللواء الركن سالم بن علي الحوسني قائد الحرس السلطاني العماني، واللواء الركن مسلم بن محمد بن تمان جعبوب قائد قوة السلطان الخاصة، كما أدّى الصلاة بمعية جلالته عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين وجمع من المواطنين.

تعليق عبر الفيس بوك