سارة البريكية
مضى شهر رمضان المُبارك سريعًا فكانت أيام معدودة عشنا تفاصيلها جميعًا بحب تحفنا فيها نسائم الرحمات وبهجة الدعوات وحلاوة الصلوات وشوق كل ليلة لصلاة التراويح وتلاوة القرآن والذكر والتهجد وتلك الروحانيات العجيبة التي غمرتنا وكادت لا تفارقنا وذلك السباق الجميل مع النفس أولاً ثم مع الآخرين فهنيئاً لمن صام.
صمنا رمضان إيمانا واحتسابا ونسأل الله القبول ونسأله جنة عرضها السموات والأرض حيث إننا لا نعلم إن كنا سندرك رمضان بعد عامنا هذا أو أننا نكون في غياب أبدي.
إنني وبكل فخر كسبت التحدي مع نفسي ولم أشاهد التلفاز ولم أتابع أي مسلسل ولا أي برنامج فكل ذلك أعده مضيعة للوقت ولا فائدة منه ترجى فعندما نكبر عقلا وليس عمرا ونترفع عن تضييع الوقت فهو إنجاز جديد يحسب لنا.
بعد أن كان شغلنا الشاغل هو متابعة البرامج التلفزيونية والمسلسلات وبرامج المسابقات وبعض برامج الكاميرا الخفية.
ماهي إلا أيام قليلة ونودع أجمل أيام السنة ونستقبل بكل حب عيد الفطر السعيد فكل عام وأنتم بألف خير وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالحات أعمالكم.
إن هذه الأيام المباركة التي يعيشها المسلمون في شتى بقاع الأرض هي أيام خالدة في الذاكرة حيث إنها العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وبها ليلة القدر يكثر فيها الدعاء والمناجاة والصلوات والقيام هي أيام من يعيش تفاصيلها ولا تلهيه انشغالاتها فهو قد فاز حيث إنه تكثر الزيارات للأسواق وتهدر الأوقات في ذلك وتمر الأيام والليالي سريعاً وقد لا ندرك ما نريد وقد يفوتنا الكثير من الأجور فماذا لو أننا نستعد مبكرًا للعيد كي نفرغ أنفسنا أكثر للعبادة وللطاعات والصلوات والدعاء فأبواب الجنة مفتوحة كل تلك البهرجة سنلحق عليها لو كان في العمر بقية لذا فلنرتب أوقاتنا جيدا حتى لا يفوتنا القطار ونحن لاهون تائهون في زحمة الأسواق والشوارع نرتجي الدنيا ونترك الآخرة نبحر في الشهوات والملذات والرغبات ونترك الأمنيات ونترك أجمل الأوقات التي يجب أن نستغلها لأنها قد لا تعود لنا.
رمضان هو شهر القرآن شهر من صام فيه حيزت له الجنان فما أعظم ذلك وما أجمل الغفران، وما أجمل أن نمد يد العون والمساعدة للضعفاء والفقراء والمحتاجين ونقف بكل الوسائل المتاحة لنا ونساعد ولو بالقليل ونعطي شريطة أن لا تعرف شمالنا ما مدته يميننا فهناك الكثير من الأسر المتعففة والأسر الفقيرة التي لا تملك أن تفرح أطفالها أو توفر لهم الملبس الجديد فما العيد إلا فرحة على ديار المسلمين وفرحة الأطفال باللبس الجديد لذا وجب علينا أن نساهم في رسم الابتسامة على تلك الوجوه البريئة.
وفي هذا الصعيد أوجه كلمة شكر خاصة لجميع الجمعيات الإنسانية التي تساهم في إسعاد الآخرين هناك عدد ممتاز في السلطنة من الجمعيات الخيرية التي تسعى للخير وسباقة للخير والعطاء وتساعد الأسر المعسرة من خلال برنامج خاص لكسوة العيد، نعم هذا ما نحن بحاجة له من تكاتف أبناء هذا البلد وتعاضد ولحمة طيبة يشار لها بالبنان لا يفوتني في هذا المقال أن أرفع كفوف الدعاء بالرحمة والمغفرة للمرأة التي أعطت من عمرها الكثير هي ملاك الرحمة رحيمة المسافر- طيب الله ثراها- التي ساهمت في رسم السعادة على وجوه الكثيرين من الفقراء والأيتام والأسر المعسرة.
أتمنى من حكومتنا الرشيدة ومن أصحاب المؤسسات الكبيرة ورجال الأعمال الوقوف مع هذه الجمعيات فما هي إلا جمعيات تطوعية تستحق الدعم والمساندة لما تحققه من عطاءات لأبناء الوطن، فلنكن يدا بيد ولنساعد بما نستطيع وما أجمل أن نرسم البسمة في وجوه الأطفال في هذا الشهر الفضيل ليستقبلوا العيد وهم لا تنقصهم أي كسوة حالهم حال بقية الأطفال ونسأل الله لنا ولكم قبول الأعمال وكل عام وأنتم بألف خير.